زاوية القراء- صديقتي الغالية لمى

للخيال عينان أقوى من عيون الوجه.. للخيال بصيرة أقوى من جميع الأبصار.. كل الأماني والأحلام والخواطر ينهيها الرحيل.. أنا والليل والنجوم تعبنا من ظلم الأرض فارتفعنا إلى السماء.. إلى الزرقاء الكبيرة التي أخذت مني أمي الحبيبة منذ عدة شهور وتركتني رجلاً تائهاً فاقداً قواه.. وما ان بدأت استرجع عافيتي المسلوبة حتى عادت لتأخذ مني صديقة عزيزة.. ففي ليلة ظلماء سقطت وردة أخرى من حديقتي.. وردة صغيرة العمر.. خفيفة الظل..

لمى.. هي فتاة تحمل في ذاتها العديد من الصفات والمميزات التي جعلت منها وبحق ايقونة للجمال والخير والمحبة ومثالاً للفتاة المفعمة بالحياة والحيوية والمنطلقة في فضاء رحب من الاحلام والآمال والتطلعات التي كانت تسعى الى تحقيقها بثقة وايمان وتصميم لا يتزعزع ..

لطالما كانت تملك ارادة قوية وتصميم لا يتزعزع وكان لديها قدرة فائقة على اكتساب الكثير الكثير من الاصدقاء ..كانت ساحرة القلوب و خفيفة الظل.. تأسر الانظار اينما حلت وتحظى بمحبة الجميع من دون استثناء..

حقا تالمت كثيراً حيث رحلت سريعاً وانت في ريعان العمر فتركت اسى وحسرة في النفس والماً وحزناً فى القلب.. ولكن ليس في اليد حيلة حيث الانتقال الى الحياة الخالدة الابدية هي ارادة الخالق قبل كل شيء حيث احبك فنقلك اليه لتكوني لنا شفيعة عند عرش الجلالة تصلي من اجلنا جميعاً وتطلبي من الله تبارك وتعالى دوماً ان يغدق علينا بسلامه وخيراته وبركاته..

كان لنبأ وفاتك وقع الصاعقة على قلبي وقلب كل من عرفك واحبك بحيث احدثت وفاتك المأساوية والمفاجئة موجة من الحزن الجماعي..

يا وردة قطفت قبل ان تذبل ونثرت اوراقها لتعانق الارض.. يا ربيعاً رحل قبل اوانه.. يا صاحبة الضحكة الخجولة المفعمة بالحنان والطيبة والامل فما اقصر عمرك رحلت دون وداع..

أشعار الحب لا تكفيني.. كلمات العشق لا تواسيني ..وذكريات الأمس باتت تبكيني.. حروفي تائهة بين السطور.. أقلامي تبكي الصفحات.. تخط الأبيات وتتلو الشطور ..ترسم زماناً إنقضى.. رحلة عمر كان وانتهى.. في زمن الصمت كان لدينا أميرة اسمها لمى.. في زمن الحب كانت حكاية.. أحداثها عظام وأيامها تتباها بالحب والهيام.. أما ابطالها فباعدتهم الأيام ..عيناي تبكيان.. يداي ترتجفان.. لوني قاتم شاحب.. ليس خوفاً ولا خجلاً.. بل فاجعة حلت علينا.. صديقتي رحلت.. فتوقف الزمان.. سكنت الأرض.. هدأت الريح.. دمرت أيامي وأحرقت أحلامي وتركتني وحدي أُعاني..

ارتجفت يداي وانا امسك قلمي لاكتب لك اخر كلماتي.. كأن موج دموعي قد عصف بها فغرقت حروفي.. وتكسر ذاك الرفيق الحزين…قلمي…

كنت ملاذي الذي التجئ اليه ساعة ماتداهمني همومي.. اهرب الى ابتسامتك التي تسعفني دائماً من قنوطي وتنتزع عنوة البسمة من شفاهي اليائسة من ان تشق طريق الدموع الى الابتسامة لتصل ولو بعض من ابتسامة ..

ستبقي احلى للابد وان لم تودعيني ولو بكلمة ..ستبقى حروفي المرسلة اليك احلى كتاباتي.. ولن تكوني ابدا ورقة من اوراق ذكرياتي.. فقد وضعت احلى عباراتي في اوراق من ذكرياتي.. تودعها حروفي ودموعي التي اغرقت دفاتري ..لكن مشاعري ابدا ستظل تذكرها بخير ..وداعا غاليتي وان بخلتي علي بها..

في سكون الليل ..أمام شمعتي بعيداً عن أنظار الجميع ..بعثرت خواطري ونفضت عنها غبار السنين لأسطر أقسى الذكريات ..ذكرى تمنى القلم أن يجف مداده قبل أن أنثرها.. وتتمزق أوراقي قبل أن أخطها.. رحلت ورحلت معك ذكرياتي ..وتركتني في ظلمة الليل أناجي النجوم وحدي وتداعب الأحزان جفني وتقتل الأشواق..

لم رحلت وتركتني وحيداً أصارع ذكرياتك وطيفك في كل أبتسامة جميلة ..لم رحلت دون أن تودّعني وتركتني أصحو على فراقك الأبدي.. لم رحلت وتركت قلبي يزداد أنينه.. تتراقص الأشواق في قلبي وتتسارع نبضات قلبي ويرتجف كيان روحي ويتعثر.. أبكي ولا أعلم لما أبكي وتتسارع فيني الخطوات مشتاقة عندما أتذكرك.. أتذكرك بعد وفاتك فتتصارع الذكريات.. أتذكر كلامنا.. ضحكاتنا.. وحركاتنا ..فترتعش أنفاسي..
تعودت ان اراك في صمت الاشياء حولي وفي سكونها.. في سؤالك عني وفي شوقي لك.. تعودت ان اراك بين سطور كتبي ونتاج بحوثي فتشق العبرات باب صدري.. انا هنا تمنعني المسافات وانت هناك تمنعكي الحياة.. سامحيني يارفيقتي فقد اخذتني الايام بعيدا عنك.. لكن حبك كان وسيبقى دائماً في قلبي..

وداعاً يا لمى.. وداعاً يا صديقتي الغالية.. وداعاً لك كإنسان زائل وكل إنسان إلى زوال.. وداعاً أقولها من صميم قلبي الذي لا يحتمل مرارة الرحيل ولكني على جَور الزمان صبور.. دموعي تحجرت ..وقلمي تصلب فلم اعد اقدر ان اكتب.. فوقفت امام البحر اشق صدري له واشكي له وجعي.. ولكنك ايها البحر صدمتني.. فقد تخيلت انك قادر على حمل همومي واحزاني.. لكني تفاجأت انك قد غرقت بدمعة من عيني.. !!

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com