قال لي يوماً
إِنِّيْ يَا سَيَّدَتِيْ رَجُلٌ لَيّسَ كَ أَيِّ رَجُلْ
أَنَا قَدّ خُلِقْتُ مُنْذُ زَمَنٍ بَعِيِدْ
نُشِأَ بِ دَاخِلِيْ مُسْتَوْطَنَاتُ عِشْقّ
فِيْ كُلِّ خُطْوَةٍ أُرَمِّمُ مُسْتَوْطِنٍ
إِلَىَ أَنْ جَعَلْتُ رِئَتِيْ مَدِيِنَتِيْ شَوّقْ
وَ قَصَبَةٌ هَوَائِيَّهْ أَتَنَفّسُ بِهَا عَبْرَ أَنْفَاسِكْ
أَنَا يَا سَيِّدَتِيْ أُدْعَىَ بِ قِيّصَرْ
أَجْعَلُ الْسِحّرَ فِيْ هَذَا الْعَلَمْ مَوْكِبَاً لَكِ
أُفَاقِمُ الْعَاطِفَةَ الْتِيْ تَمْلَئُنِيْ كُلَّ يَوْمٍ
أُفَجِّرُ ثَوْرَتَهَا بِ هَذِهِ الْلُفَافَةُ الْمَعْطُوْبَهْ
أَنَا يَا سَيِّدَتِيْ
أُؤْمِنُ بِ أَنَّ عَيْنَيِكِ هُمَا الّأُفُقُ الْوَاسِعْ وَ الْجَمِيِلْ
أَنَا يَا سِيِّدَتِيْ
خُلِقْتُ بَيْنَ قَوْمِ رِجَالٍ جَبَّارِيِنْ
عَلَّمُوْنِيْ بِ أَنَّ الْقَلّبَ لَاَ يَلِيِنْ
وَ عِنْدَمَا رَأَيْتُكِ بِ هَذَا الْوِشَاحْ الْذِيْ يَلْتَّفُ حَوْلَ خَاصِرَتُكِ
وَ تِلْكَ الْعَيْنَيِنْ الْزُمُرْدَتَيّنْ وَ الْعُنُقُ الْذِيْ يَحْمِلُ قَوَانِيِنَ الّأَرْضِ
بِتُّ أَمِيِرَاً ثُمَّ أَصْبَحْتُ مَلِكَاً
وَ الآنْ قِيّصَرْ ..!
أَنَا يَا سَيِّدَتِيْ
قَدّ سَلَكْتُ الْطُرُقَ الْتِيْ تَقُوْدُنِيْ إِلَيْكِ
سُبُلاً تَعُجُّ بِ الّأَشْعَارِ وَ الْكَلِمَاتِ الْجَمِيِلَهْ
وَ أَجْزُمُ يَا سَيِّدَتِيْ
أَنَّ كُلَّ شَيّءٍ قَدّ يَذُوْبُ فَوْقَ كَفَيِّكِ
حَتَّىَ وَ إِنْ كَانَتْ أَنَامِلِيْ
أَنْتِ يَا سَيِّدَتِيْ إِمْبَرَاطُوْرَةُ آَلُّ قِيّصَرْ
يَتْبَعُكِ أُسْطُوّلٌ مِنَ الْشَوّقِ
وَ مِنْ أَمَامُكْ جُنُوّدُ الْهَيَامِ وَ الْهَوَىَ
وَ فَوْقُكِ سَحَابَةٌ تُمْطِرُ عَلَيْكِ مَاءَاً زُلَاَلَ
أَنَا يَا سَيِّدَتِيْ
أَصءنَعُ مِنْ أَنَامِلِيْ فِيْ كُلِّ إِصْبَعٍ
حُبّ
هَيَامْ
عِشّقْ
جُنُوّنْ
إِشْتِيَاقْ
أَنَا يَا سِيَّدِتِيْ
رَجٌلٌ يَحْمِلُ بِ دَاخِلِهِ رُوْحَ نِزَارْ
هَذَا الْنِزَارْ الْذِيْ عَلَّمِنِيْ كَيِّفِيَّةَ الْرَسّمْ
وَ عَلَّمَنِيْ الْحُبَّ وَ نَوْبَاتَ الْجُنُوْنِ
رُوْحَ نِزَارْ قَابِعَةٌ بِدَاخِلِيْ
أَنَا يَا سِيِّدَتِيْ
أَصْنَعُ الْمُسْتَحِيِلَ لِكَيْ أَصِلَ إِلَىَ عَيْنَيْكِ
وَ إِنْ شَعَرْتُ بِ أَنَّ الْحُزْنَ يَقْتَرِبُ إِلَيْكِ
أَخْطُفُهُ بِ لَمْحِ الْبَصَرْ
أَنْتِ يَا سَيِّدَتِيْ
مُعْجِزَةُ آَلُّ قِيّصَرْ
فَ هَلْ لَكِ أَنْ تَرْوِيْ ظَمَأَ صَدْرِيْ ..؟