رأي خاص- هل خان د. باسم يوسف الشعب المصري؟

د. باسم يوسف عائد ام غير عائد؟؟

طبعاً نعني هنا عودته الى الحياة المصرية لأن كونه غائباً عن الشاشة الصغيرة هذا لا يعني بالضرورة غيابه عن الشعب المصري ، فالكثير من البرامج توقفت بحكم الامر الواقع والمأساوي في مصر وهذا أمر بديهي ! وان فُكّ ديكور برنامجه بسبب توقيف البرنامج نهائياً او تأجيله كذلك الامر بالنسبة لنا سيان ….

فباسم يوسف لم يكن مرّة عبارة عن ديكور وجدران وسلالم وستارة، بل هو حالة مصرية استثنائية محفّزة على التمرّد على الواقع الشاذ وأقّله الاشارة اليه او وضع الاصبع على الجرح. وفي برنامج او بدونه ان اراد د. باسم يوسف ان يكون في قلب الحياة المصرية سيكون ، لأنه الصوت الذي صدح في قلب نفق حكم الاخوان والذي مدّ المصريين بالشجاعة والقوة والصلابة من حيث لا يدري ولأنه جعل كل الوطن العربي يفكّر مرتين في واقعه المخزي، فكان الداعية الى الحق والحقيقة ايضاً من حيث لا يدري!!

نحن نتفهّم غياب باسم يوسف فقط ان كان هدف برنامجه “البرنامج” التمرّد على حكم الاخوان المسلمين والانقلاب على النظام الاخواني فيكون قد حقّق مراده وانجز وظيفته وضَمن النصر في قضية محقّة، وهذه من اهم انجازات اي برنامج وأي اعلامي ملتزم بقضايا الناس ومن قد يطمح الى اكثر من ذلك؟

ولكن ما فات د.باسم يوسف انه يعني للمصريين وللعرب الاحرار أكثر من برنامج وسخرية وتعليق واستهزاء ، فهو عنى لنا جميعاً “النموذج” او ال sample للمواطن العربي الحرّ الذي يقول كلمته ويمشي، والذي تحدّى كل محاولات السطو المعنوي والفكري عليه والذي تحرّر من الخوف ليقف ويعبّر عن نفسه بثقة وشموخ…

باسم يوسف ليس برنامجاً يبدأ عند top camera وينتهي بـ Cut !! هو حالة بحدّ ذاتها أثّرت كثيراً بالمصريين والعرب المنعزلين الذين كسر الخوف عزيمتهم وقضم الرعب ارادتهم في مستقبل أفضل وفي وطن معافى ، فعندما يغيب هذا “الرمز” يخسر المصريون “النموذج” فتضيع هويتهم، لذا ألوم باسم على غيابه عن كل من أحبه ووثق به وأمّنه على فكره ولا ابالغ حين أقول انه ساهم الى حدّ بعيد بترتيب منطق الامور في فكر كل مواطن عربي وفتح عينيه على مشهد عربي لم يره بهذا الوضوح من قبل، فأن يغيب باسم يوسف عن المصريين في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة التي تمرّ بها مصر نعتبره جميعاً ضرباً من العبث بالصورة الجبّارة التي رُسمت “للنموذج” فشعر البعض انه خذلهم حين التزم الصمت في هذه المرحلة بالذات…

باسم يوسف ليس المطلوب منك اليوم ان تجد مادة جديدة دسمة لتؤسس عليها برنامجك الساخر، انما انت مطالب بالحفاظ على الصورة الجميلة للقدوة والمثال والنموذج ، بإزالة الغبار عنها وتلميعها، لتبقى صورة مدهشة بكل المقاييس وذلك لا يحتاج الى برنامج جديد انما الى حضور قوي بين من اتّخذوك نموذجاً مثالياً لهم ، كأن تطل مثلاً في فيديوهات مسجلة على موقع يوتيوب تتواصل بها مع الناس وتناقشهم في امور اساسية تقض مضجعهم وتقلقهم وان تُقوّي عزيمتهم وتسخر من امور يهوّلون بها عليهم، اي شيء تتقن فعله او القيام به لتقف الى جانب شعبك الذي لم يفهم بعد لم انت غائب عنه في هذه المرحلة بالذات؟؟

باسم يوسف انت تخطّيت دورك كإعلامي محترف صاحب قضية ، لأنك أصبحت القضية بحدّ ذاتها التي يعوّل عليها كثيراً المصريون والعرب، فلا تصمت الآن بل تكلّم عن كل شيء وفي كل شيء وتواصل مع اولئك الذين لا حول ولا قوة لهم الا بعض الامل الذي زرعته انت فيهم…وهم يعانون اليوم من شحّ فيه، فهل يهونون عليك؟؟

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com