كلوديا مرشيليان لـ بصراحة: معقول 30 حلقة ما نسمع الأووف من صباح؟؛ أشخاص (ذبذبوا) على باب إدريس من ثمّ رضخوا لأن العمل الناجح يسقط كل الكلام الفارغ
في البداية عرفناها ممثلة بدرجة امتياز فبهرتنا بتمثيلها الرائع، وبعدها عرفناها كاتبة فنقلتنا بكتاباتها إلى عوالم أخرى، ورغم الكتابة لم تبتعد عن التمثيل، ورغم صغر الأدوار التي تلعبها إلا أنها تعرف كيف تختار دوراً مؤثراً ومهماً في كل مسلسل تقدمه…انها من أهم الممثلات والكتّاب في لبنان والمسلسلات التي كتبتها أحدثت نقلة نوعية مميزة للدراما اللبنانية وحقّقت نجاحاً باهراً استحقته عن جدارة. انها كلوديا مرشيليان التي كان معها هذا الحوار المميز…
“باب إدريس” كان أخر أعمالك وقد حاز على نسبة مشاهدة عالية جداً ونافس أهم الأعمال الرمضانية، هل كنت راضية عنه وعن الطريقة التي وصل بها إلى الجمهور؟
كلوديا: طبعاً أكيد كنت راضية جداً، والجمهور أيضاً كان راضياً…
هل كل ابطال العمل اوصلوا الشخصيات تماماً كما كتبتها، أم أنه كان لديك تحفظ على بعض الممثلين؟
كلوديا: أبدا لم يكن لدي أي تحفظ! فقد كان للممثلين دوراً مهماً جداً بإنجاح العمل،بالإضافة طبعاً إلى النص والإخراج والإنتاج،فكل هذه العوامل مع بعضها أدّت إلى تكامل العمل برأيي، ولكن طبعاً لم نحقّق هذا النجاح للمرة الأولى فقد حققنا نجاحات كثيرة في مسلسل “لونا” و”سارة” و”الليلة الأخيرة” و”أجيال”…وآخرين أيضاً حققوا نجاحات في أعمالهم ولكنني أتكلم عن اعمالي ، ولكن لأن العمل عرض خلال شهر رمضان فقد أصبح منافساً لا يستهان به للمسلسلات الرمضانية…فهناك عدة أشخاص حاولوا “يذبذبوا” على باب إدريس وتحدثوا عنه بالسوء لا اعرف لماذا ولكنهم عادوا ورضخوا لأن العمل الناجح يثبت نفسه ويسقط كل الكلام الفارغ !
إلى أي مدى تتدخلين بإختيار الكاستينغ الخاص بالأعمال التي تكتبينها؟
كلوديا: عملي مع مروان حداد هو إتفاق كامل بين الفكرة والشخصيات والكاستينغ فنحن نتشاور مع مخرج العمل ونكون دائماً على إتفاق،فأنا لا افرض شخصية على المنتج فمن الممكن أن يكون على خلاف مع الشخصية أو أنها تطلب أجراَ عالياً جدا! أو أن وقتها لا يتناسب مع وقت ألتصوير! لذلك لا افرض احدا فالمنتج لديه وقتاً محدوداً وميزانية معينة…لذلك أضع دائماً عدة إحتمالات للشخصيات!
لماذا كان دورك صغيرا في المسلسل رغم أنك كاتبة العمل؟
كلوديا: لأنه في الأساس ليس لدي وقت ولا حتى دور! ولكني كنت ارغب بالإشتراك في العمل ولو بمشهد صغير كمشهد المظاهرة التي شارك فيها المخرج سمير حبشي، ولكن سمير عرض علي هذا الدور بدل مشهد المظاهرة ووافقت لأنه دور صغير لا يحتاج إلى الكثير من الوقت وقد صوّرناه في يوم واحد! ورغم صغر الدور إلا أنه كان له وقعه وتأثيره.
ما هي الأعمال الرمضانية الأخرى التي تابعتها؟ وما أكثر ما أعجبك منها؟
كلوديا: لم أستطع أن أتابع الأعمال اللبنانية كمسلسل “الغالبون” و”أخر خبر” ولكني تابعت “الشحرورة” قليلاً. أما من الأعمال العربية فقد تابعت “ولادة من الخاصرة” وأحببته كثيراً، أما المسلسلات المصرية فلم أستطع أن أتابعها رغم أنهم اخبروني أن تامر حسني في مسلسل “أدم” كان مبدعاً جداً وكان يستحق المشاهدة! ولكن كل الأعمال سيعاد عرضها من الآن حتى رمضان المقبل لذلك سيتسنى للجميع أن يشاهدوا ما فاتهم…
ما كان رأيك بمسلسل “الشحرورة” الذي كان محط تعليقات كثيرة؟ وما الثغرات التي وجدتها في العمل؟
كلوديا: لن أتكلم عن التعليقات التي كانت حول تفاصيل تختص بأسماء الشخصيات ولكن طبعاً من حقّ أصحاب العلاقة أن يتكلموا عن الشوائب خاصةً إذا طالهم المسلسل بأحداث غير حقيقية وغير صحيحة، فالدراما من حقها أن تغيّر في الإسم مثلاً ولكن ليس من حقها أن تغيّر الحقائق والوقائع !! أما درامياً فأنا شخصياً وجدت أنه كان يجب أن يكون هناك إهتمام أكبر بصباح الفنانة إلى جانب الانسانة دون الفصل بينهما!فعندما يتقرّر تصوير سيرة حياة أحد المشاهير فلأنّ هذا الشخص أثبت نفسه بمكان معين ومهم وليس فقط لأنه تزوّج وأنجب…كما فعلت أنا في “باب إدريس” فلو أردت أن اكرّر الوقائع لما انجزت العمل،ولكني جعلت “باب إدريس” مسلسلاً يتكلم عن أناس ومجتمع وشارع ينبض ليلاً ونهاراً وإلى جانب ذلك دخلت أحداث حقيقية وواقعية حصلت في ذلك الوقت… ولكنهم في “الشحرورة” لم يظهروا لنا كيف كانت صباح الفنانة،كان يجب أن تكون المعادلة موجودة بين صباح الفنانة وصباح الإنسانة! فصباح كانت الموسيقى بدمها منذ الصغر، كانوا يقولون ان صباح في صغرها عندما كانت تقول “الأووف”، كانت تهزّ الدنيا بأكملها! ولكننا لم نشاهد ذلك! “معقول 30 حلقة ما نسمع الأوف من صباح؟!؟! “كان يجب أن يكون هناك فن أكبر بالمسلسل! فسيرة حياة المشاهير الكبار لا تكون هكذا فالمسلسلات والأفلام الخاصة بقصص حياة المشاهير يجب أن تكون كما العمل الذي أنجز عن قصة حياة “إديت بياف” أو “داليدا ” مثلاً بالجودة والنوعية والروعة نفسها…
لو كنت أنت كاتبة “الشحرورة” ما الذي كان سيتغيّر في المسلسل ؟ خاصةً وأنناً نعلم أنك كنت أنت الكاتبة في البداية قبل أن يذهب العمل لجهة أخرى
كلوديا: لا يمكن أن نشبّه أبداً بين ما أنجز وبين ما كنت أنا سأكتبه عن صباح “فغير نوع تماماً تماماً” فصباح كانت قد أخبرتني أنها حملت بداخلها موت شقيقها الصغير الطفل سيمون كل حياتها إضافة إلى موت شقيقتها…لذلك هناك قصص وأحداث معينة من الطفولة تنطبع في حياة الولد كثيراً وتؤثر في كل حياته…فشقيق صباح مات في حضنها وبين يديها وهذه الحادثة انطبعت في كل حياتها، وربما وفائها لهذه العائلة نابع من هذه الحادثة المؤلمة…من هنا أنا عندما اكتب عن شخصية معينة أدخل إلى عمقها واحلّل نفسية هذه الشخصية!فكل انسان هو إبن طفولته ولكن الحلقتين اللتين تكلمتا عن طفولة صباح في المسلسل مرّوا مرور الكرام ولم يكونوا مؤثّرين ولم يظهروا حقيقة ما عاشته صباح في طفولتها، من هنا أنا كنت كتبت المسلسل بطريقة مختلفة تماماً ولا تشبه أبداً المسلسل الذي عرض.
سمعنا أن مسلسل “باب إدريس” سيعرض على شاشة عربية فهل تم الإتفاق مع إحدى الشاشات؟
كلوديا: هناك عدة شاشات عربية عرضت أن تشتري المسلسل ليكون على شاشتها، ومروان حداد يتفاوض معهم مادياً لذلك لا أعرف ما إذا كان إتفق مع شاشة معينة أو بعد…
علمنا أنه سيكون هناك جزء ثاني لباب إدريس في رمضان المقبل،فهل بدأتِ بكتابة الجزء الثاني؟ وهل من شخصيات ستستغنين عنها لصالح شخصية أخرى؟
كلوديا: لم أبدأ بالكتابة بعد، بل بدأت بالتحضير، فأنا أحضر الفكرة قبل شهرين من البدء بالكتابة وطلبت من احدهم أن يساعدني في الأبحاث خاصة وأن المسلسل يتعلق بحقبة تاريخية معينة لذا يجب أن تكون المعلومات دقيقة وصحيحة، من هنا لا يمكنني أن أباشر بالكتابة فوراً دون بحث، واليوم أجري أبحاث لأختار الفترة الزمنية التي سأكتب حولها الجزء الثاني. كما أني اكتب مسلسلاً أخر حالياً…
من هي الممثلة والممثل اللذان تكتب لهما كلوديا خصيصاً؟
كلوديا: أنا اكتب أدوار ولكن طبعا أحياناً اكتب خصيصاً لممثلة أو ممثل معين، فمثلاً كنت أعرف أن مسلسل “غلطة عمري” سيكون لنادين الراسي، وحين تعرفين لمن تكتبين فذلك يساعدك كثيرًا، ولكني لا أقرب الشخصية من المسلسل على العكس أحاول أن أقرب الممثل من الشخصية! فدور نادين في “غلطة عمري” لا يشبهها أبداً ومختلف كثيراً عن شخصيتها ومن ناحية أخرى فمثلاً مسلسل “لونا” كان لسيرين عبد النور ومن ثم أصبح لنادين الراسي ولكن لم يتغير أي شيء فيه ونادين قدمته بطريقة رائعة وهذا يثبت أنه لم يكن فقط لسيرين ولا أحد سواها، فما من مرة عدّلت في النص أو في المسلسل إذا تغير البطل، فأصلاً أنا اكتب المسلسل والشخصيات وبعد الإنتهاء من الكتابة نختار الأبطال…
أي ممثلة أو ممثل لم تتعاملي معهما بعد وتجدين انهما سيظهران بصورة أجمل في أعمالك؟
كلوديا: أنا اعترف بأمر مهم جداً هو أن ممثلينا اللبنانيين مهمين جداً ومن أفضل الممثلين في الدول العربية خلافاً لكل الادعاءت التي يدعيها المصريون والسوريون والخليجيون، فقد أثبت الممثل اللبناني أنه حين يمثل دور يليق بموهبته فإنه يظهر أداءً مهماً جداً، ولكن أحياناً يمرّ مسلسل رائع ولكن على شاشة لا تحظى بنسبة مشاهدة عالية، وأحياناً يمثل أحد الممثلين دوراً معيناً أقل من موهبته الحقيقية، ولكن حين تتجمع الأمور فيكون الدور لائقاً بموهبة الممثل، والنص رائع والإنتاج والإخراج ويعرض المسلسل على شاشة مهمّة فذلك يثبت مدى قدرة الممثل اللبناني، مثلاً مجدي مشموشي نجم كبير جداً وأثبت حرفيته في أدوار عدة ولكن دور “ضومط” في أجيال “عمل منو شي مميز ومختلف جداً وأظهره بشخصية مختلفة هو شخصياً تفاجأ بالأصداء التي تلقّاها حول الدور…وفي النهاية يبقى التوفيق من عند الله.”
أخبرينا أكثر عن مسلسل “روبي”، وهل انتهيتم من تصويره؟ ومتى سنشاهده؟
كلوديا: كلا لم ننتهي من تصويره، ما زلنا نصوره حالياً والMBC ستعقد مؤتمر صحافي خاص بالمسلسل لذلك لن أعلن عن قصته أنا ليعلنوها هم بأنفسهم…
لماذا تم إستبدال مايا دياب بسيرين عبد النور؟
كلوديا: المسلسل كان من الأساس لسيرين ولكن حملها منعها من ألتصوير، فإنتقل لمايا دياب ولكن حادث رجلها لمايا منعها أيضاً من ألتصوير فتم تأجيل المسلسل، وفي هذه الأثناء أصبحت سيرين جاهزة بعد أن انجبت مولودتها فلذلك عاد المسلسل لسيرين.
ماذا عن الجزء الثاني من “أجيال”؟ متى سيبدأ عرضه؟ وأي وجوه سيتم الإستغناء عنها لصالح وجوه جديدة؟
كلوديا: حالياً ما زلنا نصور مسلسل “غلطة عمري” الذي سيعرض قريباً على ال MTVو سنستمر بتصويره في الوقت الذي يعرض فيه أي سيعرض “طازة”، وحين ننتهي من تصوير “غلطة عمري” سنباشر بتصوير الجزء الثاني من “أجيال”، وطبعاً سيكون هناك شخصيات جديدة فالمواسم لها قوانينها، خاصة وأن أجيال فيه الكثير من القصص والشخصيات “فهو مشتّت قد ما في شخصيات” وهذا الأمر أصبح موجوداً في معظم المسلسلات ولم يعد المسلسل يتكلم عن قصة واحدة فقط انما أصبح الجميع يكتبون عدة قصص في المسلسل الواحد…وهكذا من الطبيعي أن يغيب بعض الأشخاص في الجزء الثاني من أجيال ليفسح المجال لدخول أشخاص جدد وبالتالي قصص جديدة، فمن غير الممكن أن تبقى كل الشخصيات في الجزء الثاني، من هنا وجوه كثيرة ستغيب عن الجزء الثاني منها ريتا برصونا ووجيه صقر إذ أن ريتا ستكون خارج لبنان خلال ألتصوير، وأهل ماهر وشقيقته لن يكونوا أيضاً أي سهى قيقاتو وزوجها وابنتها، كذلك كارلا بطرس ستغيب وتسافر إلى كندا في الجزء الثاني…وهكذا ستتغير ثلاث خطوط في الجزء ألجديد ليدخل أشخاص جدد على حياة تمارا أي باميلا الكيك وعلى حياة يوسف الخال ونادين نجيم أيضاً…ولكن من المحتمل أن تعود الشخصيات التي غابت في الجزء الثالث…
أخبرينا أكثر عن مسلسل “غلطة عمري” وما المميز فيه؟
كلوديا: “غلطة عمري” هو قصة حقيقية جداً جداً يمثل الوضع اللبناني والأزمة التي يعاني منها المخرجون والمتفوقون الذين لا يجدون عملاً بعد تخرجهم، وبطلة العمل هي نادين الراسي التي هي مهندسة ديكور، وظروف معينة تجعلها تتخلى عن الشاب الذي تحبه وتتنازل لتتزوّج زواج مصلحة، وهذه الدعسة الناقصة تكون غلطة عمرها، وهذا الخطأ يجرّ ورائه عدة أخطاء…ورغم أنها تصل إلى القوّة والمال ولكنها تبقى غير مقتنعة وغير سعيدة…المسلسل لا يطرح حالة استثنائية انما حالة عامة يعاني منها الكثير الكثير من الشباب، مثلاً للكبار فقط كان حالة استثنائية وكذلك “كازانوفا” فهو نصف بالمليون نجد حالة شبيهة…أما “غلطة عمري” فهو حالة عامة وحقيقية جداً…
متى سنرى كلوديا مرشليان في السينما اللبنانية؟
كلوديا: المشروع لم يعد بعيداً إذ أن هناك مشروع مع المخرج باسم كريستو الذي اعتبره صديقا عزيزا جداً على قلبي، وقد عقدنا عدة اجتماعات حول الموضوع وقد أصبح قريباً فالمشروع يتوقف عندي إذ يجب أن أباشر بالكتابة…ولكن قريباً سأكتب فيلماً سينمائياً لبنانياً.
عدا عن “غلطة عمري” والجزء الثاني من “أجيال” ما الذي تحضرينه أيضاً؟
كلوديا: أحضر مسلسل روبي للMBC الذي سيكون بطولة سيرين عبد النور وأمين كرارة ومكسيم خليل.كما اننا نواصل تصوير مسلسل “ورثة حالي” مع جورج خباز وميسم نحاس كما أن هناك عدة مشاريع منها مسلسل “أحمد وكريستينا” الذي أكتبه حالياً وهو يتكلم عن شاب مسلم وفتاة مسيحية يحبان بعضهما ولكنهما يعانيان صعوبات كثيرة في هذا البلد الطائفي.