بالفيديو – مايك ماسي لوالدته: “منّي الوحيد”
يحتفل لبنان في 21 آذار من كل سنة بعيد الأم بالتزامن مع بداية فصل الربيع. وفي هذه المناسبة يطلق الفنّان اللبناني مايك ماسي في 9 آذار 2021 أغنية جديدة بعنوان “منّي الوحيد”.
بأسلوبه الفنّي المنفرد، يوقّع ماسي هذا العمل غناءً، وتلحيناً وتوزيعاً إلى جانب الكاتب اللبناني- الكندي نامي مخيبر.
يشير العنوان إلى معضلة اللبنانيين الدائمة لا سيما في الوضع الحالي وهي التأرجح الدائم بين البقاء أو الهجرة، الماضي والحاضر، القلب والعقل. وهو سؤال لطالما واجهه ماسي نفسه الذي وصل بفنه إلى مسارح برودواي الأميركية ولعب أدوار بطولة على مسارح فرنسا وأوروبا دون أن يتخلى يوماً عن جذوره اللبنانية.
يحاكي مايك ماسي في عمله الجديد هذا مشاعر مئات آلاف اللبنانيات واللبنانيين الذين اهتزوا على وقع دوي انفجار المرفأ المروع في 4 آب 2020. وقد صمم لهذا العمل عقدة إيقاعية فريدة من خلال إعادة تدوير أصوات الانفجار وحطام الزجاج وصوت الصراخ التي لن تفارقنا متى حيينا.
يكتمل العمل #مني_الوحيد بفيديو من إخراج مايك ماسي بنفسه تحت إشراف المخرجة والمنتجة اللبنانية تانيا نصر وبالتعاون مع فريق «The Film Atelier». تجسد مصمّمة الرقص اللبنانيّة الأميركيّة نادرة عسّاف دور الأمّ في هذا الكليب، وتقدم فيه رقصها التعبيري اللافت وتمثيل معبّر عن كل أم أثقلت هجرة أبنائها كاهلها ورزحت تحت وزن بعد ضناها عنها. في حين يتخبط الابن (ماسي) بين مداراة أمه والحاجة الملحة لتوفير لقمة العيش.
يأمل مايك ماسي من خلال هذا العمل أن يكون “فشة الخلق” التي تبلسم الجراح ويتمنى لوالدته إلهام ولكل أم لبنانية عيد جميل علّ الربيع يزهر آفاقاً جديدة.
اما عن الفيديوكليب: يدور المشهد في مستودع قديم مهجور، بداخله طاولة مستطيلة. تجلس أم وابنها على جانبي الطاولة. يتشاركان الوجبة في صمت، دون أن يتمكنا من التعبير عن أفكارهما الداخلية. يريد الابن مغادرة البلاد ويشعر بالحزن والغضب والذنب، بينما تعيش الأم التي تعرف جيدًا كيف يشعر ابنها، في حالة إنكار، لكنها تشعر بالحزن والذنب مثله.
يتم التعبير عن هذه المشاعر الصامتة في تصميم رقصات معبرة تؤديه الممثلة ومصممة الرقص الفنانة الدكتورة نادرة عساف (التي تلعب دور الأم) والفنان مايك ماسي (الابن ). ستكشف الكوريغرافيا وحدها عن الأفكار والمشاعر الداخلية للشخصيّتين، وكذلك شبح الحزن الذي يقاتلانه. من خلال الرقص، من خلال الصراخ، سوف يعبّران عما يخفى بداخلهما.
في هذه الزوبعة الصاخبة، سيتم فصلهما وسيصعد الغبار مع كل حركة في قدميهما، رامزاً إلى رماد ما تبقى من أحلامهما، وما تبقى من بلدهما، وأسطورة طير الفينيق ناهضاً من رماده. سينتهي المشهد بالصمت كما بدأ. لن يتفوّها بكلمة واحدة، على عكس ما يدور في ذهنهما.