بعد اختيار لطفي بوشناق لإفتتاح مهرجان قرطاج، بيان يعبر عن استياء تونسي من هذا الخيار ومطالبة بالتراجع عنه
بعد الاخبار التي تناقلتها وسائل الإعلام عن احتمال الغاء مهرجان قرطاج لهذا العام، أصدرت وزارة الثقافة التونسية بلاغاً رسمياً أكدت فيه ان فعاليات مهرجان قرطاج ستنطلق في موعدها المحدد وذلك في 2 تموز/يوليو المقبل.
افتتاح مهرجان قرطاج الدولي سيكون بتحية فنية للثورة التونسية يعدها الفنان لطفي بوشناق بالتعاون مع عدد من الفنانين والمبدعين التونسيين والعرب وسيجمع العمل بين الموسيقي الحديثة و الموسيقي العربية الأصيلة والتي ستكون مطعمة ببعض الأشكال الفنية الاخري كالرقص و الكوريغرافيا وسيحتضنه متحف قرطاج .
افتتاح لطفي بوشناق للمهرجان اثار استياء النقابة التونسية للمهن الموسيقية فأصدرت بياناً عبرت فيه عن استغرابها لهذا الاختيار الذي يحمل الكثير من الاستفزاز، وطالبت بالتراجع عنه، وجاء في البيان:
بعد ان تأكد ان حفل افتتاح مهرجان قرطاج الدولي سيكون “تحية فنية للثورة” يعدها الفنان لطفي بوشناق فإن النقابة التونسية للمهن الموسيقية تعبر عن استغرابها الشديد من هذ الاختيار الذي يحمل في طياته من الاستفزاز الشيء الكثير
وبغض النظر عن القيمة الفنية لهذا المطرب التي ليس لأي كان انكارها أو التشكيك فيها، الا أن الظروف والتحولات التاريخية التي تمر بها البلاد تجعل من المستهجن أن يقع الاختيار على فنان تتغير مواقفه مع تغير الأحداث والمكان وموازين القوى ليحيي الثورة في أول نسخة لمهرجان قرطاج ما بعد الثورة.
هذا ونذكر أن نقابة المهن الموسيقية كانت دوما رافضة لمبدأ الاقصاء والتهميش الذي طالما شمل كل الموسيقيين حيث استنكرنا الحملة الشعواء التي جعلت من الفنان التونسي كبش فداء في أولى فترات ما بعد 14 جانفي،الا أننا نجد من غير المعقول أن يلعب من أخذ فرصته كاملة في العقود الماضية مرة أخرى دور البطولة في في هذه المرحلة التي تقتضي ضخ دماء جديدة في المشهد الثقافي التونسي.
ولهذا فاننا نطالب كل من ساهم في هذا الاختيار المريب أن يقوم بمراجعته فورا وذلك حماية لمبدإ القطع مع تكريس السائد في هذا الظرف الاستثنائي الذي يتزامن مع حساسية مفرطة إزاء كل ما من شأنه أن يذكر بقرطاج “الفرح الدائم” وحماية أيضا للفنان لطفي بوشناق الذي لا مانع من رؤيته في أطر أخرى تختلف عن افتتاح مهرجان قرطاج بما لهذا الحدث من رمزية، وتعفيه من أي اقتران بالنفوذ والسلطة قديما وحاضرا.
انتهى البيان
لطفي بوشناق فنان تونسي استطاع ان يكون له هوية فنية تونسية خاصة على مدى اكثر من ثاثين عاماً، إلا ان الشعب التونسي مؤخراً اعتبر ان بوشناق كان الطفل “المدلل” لنظام بن علي، والتوصيات به هي التي كانت تفرض حضوره في مهرجانات قرطاج في الاعوام الماضية، وهو ما استدعى رداً عاجلاً منه مؤكداً بأن هويته وحضوره هما اللذان فرضاه على المهرجان وليس التوصيات، كما أكد بوشناق بأنه لم يلفظ يوماً اسم بن علي في أي حفل كان قد احياه في العهد السابق.
أخيراً يعد مهرجان قرطاج الدولي ومسرحه الأثري من أعرق المهرجانات العربية والدولية، وقد استقطب المهرجان منذ انطلاقته الرسمية سنة 1964 أهم وكبار الفنانين العالمين والعرب، مثل شارل ازنافور وأم كلثوم وفيروز وعبدالحليم حافظ ونجاة الصغيرة وماجدة الرومي وكاظم الساهر وجورج وسوف ومريام ماكيبا والشاب خالد، والعديد من الأسماء اللامعة والمعروفة.