رأي خاص- محمد قيس… اعلامي شاب من زمن الكبار

منذ اللحظة الاولى التي أطّل فيها على مشاهدي “روتانا كافيه” لم يكن اللبناني محمد قيس مقدّم برامح عادياً، بل لفت الانظار اليه ليس بحسن المظهر والوسامة، بل بمضمون مثير للاهتمام والثقافة النادرة بين ابناء جيله ولغته العربية السليمة واحترامه لضيوفه.

لمع محمد قيس منذ تجاربه النلفزيونية الاولى وبدا واضحاً ان هذا الشاب ليس طامحاً فقط بحجز مكان شاغر على الشاشة، بل تعدى طموحه ذلك ليصبح واحداً من أهم مقدّمي البرامج بين ابناء جيله ممن اغرتهم الكاميرات والشهرة، بل كان يعيش تحدياً مصيريّاً بينه وبين نفسه ليثبت للجميع انه يستحق فرصته ليحاور اهم الشخصيات الفنية.

لم تعطَ لمحمد قيس هذه الفرصة على طبق من ذهب فللتلفزيون شروطه، اهمها شبكة العلاقات مع المنتجين واصحاب المحطات، حال الاعلام والاعلاميين هذه الايام،  لذا تأخر في حجز المكان الذي يستحقه، الا انه لم يستكِن ولم يستسلم واستمر في الاستماتة لأجل فرض نفسه على الساحة الاعلامية مؤمناً ان المثابرة والاجتهاد سيأتيان بثمارهما أخيراً، لذا تنقّل بين عدة محطات وبرامج التي غادرها بعد ان اعتقد انها لم تقدّر موهبته الفذّة، فوجد نفسه أخيراً على شاشة قناة “المشهد” التي شرّعت امامه كل الابواب واستثمرت بذكاء في اعلامي واعد، فكان له ما اراد، برنامج فني حواري بدأ متواضعاً الى ان ملأ الدنيا وشغلها بواحد من اهم البرامج الفنية التي استضافت حتى الآن اهم الاسماء في العالم العربي،حيث تصدرّت هذه اللقاءات مواقع التواصل الاجتماعي وحصدت ال “تراند” لأكثر من مرة واصبحت مرجعاً موثوقاً للأخبار والتصريحات والمواقف.

يدرك محمد قيس جيداً من اين تؤكل كتف الحوارات، هو الملمّ بأخبار الساحة الفنية والمتابع لها منذ نعومة أظافره، متسلّحاً بثقافة نادرة واخلاق مهنية استثنائية وآداب الحوار من زمن الكبار، فحصد “السكوبات” دون ان يستميت لأجلها ودون تكلّف وعناء، مكتفياً بإعداد ابداعي وبحث معمّق عن ضيوفه بمساعدة فريق اعداد من المحترفين على رأسهم جورج موسى القادم من مسيرة اعلامية طويلة ومشرّفة، فشكلوا معاً استراحة حوارية راقية غاصت بماضي وحاضر الضيوف دون خدش غوار اسرارهم، وهذا يحتاج الى مهنية عالية وخبرة نادرة سطّرت كل مقابلات محمد قيس الذي يتنقل بين محاور مقابلاته بهدوء لافت ولكن عبقري دون تكلّف وابتزاز لضيوف وثقوا به وأمّنوه على دموعهم التي لم يستدرجها عن سابق تصوّر وتصميم، بل بدهاء اعلامي راقٍ ونبيل.

تابعوا قناة bisara7a.com على الواتساب لتصلكم اخبار النجوم والمشاهير العرب والعالميين. اضغط هنا

تأخّرت الفرصة حتى تجد طريقها الى اعلامي شاب موهوب، رصين ومثقف، الا انها وجدت نفسها تتزيّن وتزهو امام من عرف جيداً كيف يستغلها ويجيّرها لمصلحة ضيوفه لذا لم يخرج محمد قيس وحده فائزاً من هذه التجربة التي تستحق الثناء والتقدير، لكن ايضاً قناة “المشهد” التي كسبت الرهان في تجربة اعلامية مختلفة.

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com