خاصّ- كارمن لبّس أبكت الوطن العربيّ في أحدث مقابلاتها…من الذي تجرّأ على حجب نور هذه المبدعة؟
حلّت الممثّلة اللبنانيّة كارمن لبّس، ضيفة جريئة ومؤثّرة، على بودكاست “عندي سؤال”، الذي يقدّمه الإعلاميّ محمّد قيس، عبر شاشة تلفزيون المشهد، في لقاء أثار الجدل وضجّت به مواقع التّواصل الاجتماعيّ، خصوصًا بعد أن تحدّثت “كارمن”، بكلّ صراحة وبغصّة كبيرة عن “العزلة”، الشّخصيّة والفنّيّة التي فُرضت عليها في فترة من الفترات، إضافةً إلى عتبها النّابع من القلب على صاغة قطاع التّمثيل في لبنان وندمها على تحدّي القدر الذي قالت إنّه انتصر على أحلامها في النّهاية.
في بداية اللقاء، عدّدت كارمن لبس، أبرز النّعم التي تعيشها في حياتها وهي أنّها تتمتّع بصحّة جيّدة وتعيش بين عائلتها ومازالت بكامل قواها العقليّة وأنّ ابنها بخير داعيةً الله ليحفظه لها.
ورداً على سؤال، عمّا ينقصها في حياتها؟ قالت :” السلام والأمان والحبّ والمال”.
وأضافت “كارمن”، أنّ الحياة في لبنان صعبة على صعيد السّلام والأمان فكلّ يوم هناك مصيبة جديدة وأمال تتحطّم.
وبالعودة الى طفولتها، قالت “كارمن” إنّها من مواليد الشّيّاح وعائلتها تتألّف من خمس شقيقات دون أشقاء، هاجرت إلى السّعوديّة مع والدَيها وتشرذمت العائلة فكلّ شقيقة لها، أصبحت في بلد معيّن.
وفي إطار حديثها عن الوحدة قالت “كارمن”، إنّها تحبّها عندما تختارها بنفسها لكنّها تكره العزلة التي تُفرض عليها.
ولفتت إلىأنّها لطالما تمتّعت بروح التّحدّي فالأمر الذي تخاف منه تصرّ على فعله وكأنّها تلعب بالنّار.
وسردت “كارمن”، أنّها لعبت بالنّار لأوّل مرّة عندما واجهت الشّخص الذي تحرّش بها في صغرها وهو جارها في بيت العائلة الذي هدّدها بالسّلاح وهذا ما دفعها إلى ترك المنزل للأبد.
وعن قصّة التّحرش قالت إنّها كانت صدمة حياتها، فمع ركوعه أمامها يطلب منها عدم فضحه، تهاوت صورة الأب أمام عينَيها، لأنّه كان والد صديقتها، كما تهاوت لديها الثّقة بالآخر الذي يظهر بهيئة معيّنة ويمارس أمورًا أخرى في الخفاء. كما لفتت “كارمن”، إلى أنّها لم تُشفَ من هذه الحادثة كليًّا لأنّ الأثر يبقى مهما عالج الإنسان نفسه.
ولم تعتبر “كارمن” أنّ زواجها بعمر مبكر جدًّا مخاطرة أو لعب بالنّار، بل اعتبرت أنّه كان أسهل طريقة كي تهرب وتحقّق أحلامها بالتّمثيل، كما كانت تعتقد، لكنّها تفاجأت أنّ ذلك لم يحصل.
وقالت “كارمن”، إنّها تزوّجت بعمر الرّابعة عشرة وأنجبت ابنها مروان في عمر الخامسة عشرة ثم انفصلت عن زوجها في السّادسة عشرة من العمر، موضحة أنّها تركته وهربت برفقة ابنها، الذي كان يبلغ عامًا واحدًا، بسبب صعوبة الحياة الزّوجيّة وشعورها في ما بعد، بأنّها لا تُحبّه إضافة إلى رغبتها بالتّمثيل.
وفي سياق الحديث عن علاقتها بالفنّان زياد الرّحبانيّ، قالت “كارمن” إنّه فتح لها أبواب التّمثيل لأوّل مرّة في حياتها، لافتةً إلى أنّها كانت في بداياتها خجولًا ومرتبكة جدًّا على المسرح.
وكشفت أنّها لم تستكمل دراستها في المعهد العالي للفنون بسبب نصيحة “زياد”، لها بأن تنمّي موهبتها خارج المعهد كي لا تُقتل تلك الموهبة.
وردًّا على سؤال هل يلومها ابنها على علاقتها بزياد الرّحبانيّ بعد طلاقها، قالت إنّها هي تلوم نفسها لأنّها لم تتمكّن من أن تجعل ابنها يعيش طفولة جميلة كجميع الأطفال. لافتةً إلى أنّه لم يلمها مطلقّا على حبّها لزياد الرّحبانيّ، لأنّه واعٍ وناضج ويعرف أن لكلّ إنسان حياته الخاصّة.
ولفتت “كارمن”، ألى أنّ علاقة ابنها وزياد الرّحباني كانت جيّدة، موضحةً
أنّ زواجهما كان موثّقًا من خلال ورقة كتباها بنفسيهما ولم يتِمّ تسجيلها رسميًّا بسبب ظروفهما وقالت إنّ زواجهما تمّ أمام الله وهو الأساس برأيها بغضّ النّظر عن ردّة فعل المجتمع.
وردًّا على سؤال، عن أسباب انتهاء تلك العلاقة قالت “كارمن”، إنّ المال هو السّبب دون الدّخول في التّفاصيل، إضافة إلى عدم وجود داعمين للعلاقة من المحيطين بهما وعدم وجود النّضج الكافي لديها في ذلك الوقت، لإخبار “زياد” عمّا كان يزعجها، لافتةً إلى أنّها تركت طموحها في ذلك الوقت وعاشت طموح “زياد” الذي شكّل محورًا لحياتها طيلة خمسة عشر عامًا.
وقالت “كارمن”، إنّ إنتهاء العلاقة كان صعبًا جدًّا عليها، خصوصًا أنّها اكتشفت الكذب والخيانة من أصدقائها المقرّبين خلال تلك الفترة والذين عزلوها وتحدّثوا عنها بطريقة غير مناسبة.
وأكّدت “كارمن” أنّها تفاجأت بذلك وشعرت بالوجع وبكت كثيرًا ودخلت في كآبة ولم تعد إنسانة اجتماعيّة وإكتشفت أنّ الكذب هو سمة المجتمعات.
وعن الوسط الفنّي، قالت إنّ هناك الكثير من الكذب والنّفاق والشلليّة والتبعيّة لكنّها بعيدة عن ذلك وتجد أنّها على حقّ.
وأضافت، أنّها لم تنجح أن تكون ضمن شلّة لأنها لا تعرف أن تكذب أو تنافق وهي تؤمن أنّ المُنتجين يجب أن يتعاونوا معها لأنّها ممثّلة جيّدة وصاحبة كفاءة وليس لأنها تكذب او تُجامل.
وأكّدت “كارمن”، أنّها تندم أحيانًا على أحلامها التي بنتها وحياتها التي خرّبتها في سبيل مهنة التّمثيل.
وقالت إنّها حتّى اللحظة لديها شغف وعشق لكل لحظة تمثيل أمام عدسة الكاميرا، لافتةً إلى أنّ لحظات التّمثيل هي اكثر اللحظات سعادة بالنّسبة إليها لكنّها ستتخلّى عنها في حال كانت ضريبتها أن تُجامل لتحصل على دور معيّن.
وأضافت “كارمن”، أنّها تندم لأنّ أحلامها كانت أكبر بكثير من الواقع، مشيرةً إلى أنّها تمنّت في أوقات معيّنة لو أنّها لم تكن ممثّلة، لأنّها لا ترضى الذلّ لأيّ شخص وأكّدت أنّها في اللحظة التي تُجبر فيها على أن تمدّ يدها إلى أي إنسان لتطلب شيئًا، فهي تفضّل أن تُنهي حياتها في تلك اللحظة.
ولفتت”كارمن”، إلى أنّها عانت مؤخّرًا من اكتئاب حادّ ووصلت الى مرحلة الرّمادية، إذ لم تعد تتأثّر بشيء فهي لا تفرح ولا تحزن على شيء. وكشفت أنّها للمرّة الأولى، اضطرّت منذ فترة غير بعيدة إلى الجلوس في منزلها لمدّة سنتين ووصلت لمرحلة الشّكّ بقدراتها كممثّلة وباتت تشاهد أعمالها دون أن تعرف إن كان ما تقدّمه جيّدًا أم العكس.
وكشفت أنّها لأوّل مرّة زارت أحد المنتجين وسألته لماذا لا يتِمّ استدعاؤها للمشاركة في الأعمال، خصوصًا بعد أن بدأت باستدانة المال لتعيش وتُعيل عائلتها.
.وروت “كارمن” رحلتها الصّعبة من المنزل إلى مكتب المُنتج، لافتةً إلى أنّها في ذلك اللقاء لم تكن “كارمن” النجمة بل “الضّعيفة”، مؤكّدةً أنّ اللحظة كانت صعبة لأنّها أرادت أن تفهم ما الذي يجري بعد الصّراع الكبير في داخلها وأكّدت أنّ جواب المُنتج الذي تحبّه كثيرًا، كان ان فريق عمله قال له أن “سعرها غالٍ” مستغربة إجابته، لافتةً إلى أنّ سعرها عاديّ وليس عاليًا ومحقّ نسبة لمجهودها وتعبها خلال مسيرتها الفنّيّة.
وأشارت “كارمن” إلى أنّها كان بحاجة في تلك الفترة لتثبت لنفسها أنّها قادرة على التّمثيل، لذلك كانت الصّدمة الأكبر بالنّسبة إليها عندما استُدعيت للمشاركة بعمل فنّيّ بأجرٍ ضئيل جدًّا.
وتابعت أنّها بعد صراع كبير مع نفسها وافقت على الدّور لتشعر أنّها موجودة لكنّها أمضت أسبوعًا وهي تبكي بسبب ذلك، لأنّها شعرت بالاستصغار وكأنّها “حشرة” كما وصفت نفسها- ولم يتِمّ تقديرها بالشكل اللاّئق.
وأضافت أنّ تلك المرحلة كانت أصعب فترة مرّت بها، إلى أن عُرض عليها دور “رسميّة”، في مسلسل “عشرين عشرين”، الذي أعادها إلى الحياة من جديد وجعلها تتأكّد أنّها ممثّلة جيّدة، وردّ لها اعتبارها وجعلها تتصالّح مع نفسها.
وقالت “كارمن” إنّ ما يحدث للممثّل اللبنانيّ “حرام” وأنّها ليست ضد الأعمال المشتركة وشاركت فيها مسبقًا لكن المسلسلات الوطنيّة اللبنانيّة اختفت ومعها إختفى الممثّل اللبنانيّ.
ووجّهت “كارمن”، عتبها إلى كلّ من أوصل مهنة التّمثيل في لبنان، إلى هذ المستوى. وأشارت إلى أنّ الشّعوب الأخرى تُحبّ بعضها بعضًا، لكن في لبنان نُحارب بعضنا بعضًا. لافتةً إلى أنّها واجهت حروبًا كثيرة وكان اسمها يُستبعد في آخر اللحظات.
كما قالت إنّها تحسد ممثّلات الكويت مثل هدى حسين وحياة الفهد على الأعمال التي تقدّم باسمهن وتساءلت لماذا يجب أن أظهر دائمًا الأم السّيّئة او الجيّدة، مشدّدة على أنّها تريد أن تقدّم أدوارًا متنوّعة وشغفها بالتّمثيل ما زال قائمًا حتّى في عمر السّتّين.
كما كشفت “كارمن” أنّها تنوي أن تمثّل بشعرها الأبيض في السّبعينات .
وفي سياق الحديث عن الحُبّ، قالت “كارمن” إنّها ما زالت تُحبّ الحبّ في السّتّين وما يُلفتها اليوم هو الرّجل الواعي والخفيف الظلّ وصاحب النّكتة.
وردًّا على سؤال هل خُيّرت يومًا ما بين الحبّ والتّمثيل؟ قالت “كارمن”، إنّها واجهت هذا الخيار لكنّها صدمت أنّ الشّخص الآخر، لم يفهم شغفها بالمهنة في ذلك الوقت.
وتمنّت “كارمن”، أن يأتي اليوم الذي لا تشعر فيه بالألم اليوميّ حول التّفكير بالأدوار التي يمكن أن تتلقّاها من عدمها، لافتةً إلى أنّ عدد المتابعين على مواقع التّواصل، بات اليوم يحدّد النّجم والممثّل القدير يكون المُساند له.
كذلك لفتت كارمن، إلى أنّ الفنّ يحقّق مردودًا مادّيًّا جيّدًا لكن بحسب الأشخاص فمنهم من يحقّق مدخولًا عاليًا ومنهم أقلّ وهكذا.
كما أشارت إلى أنّ السّوشيال ميديا أخّرت سطوع نجمها وهي حزينة أنّها لم تأخذ حقّها كما يجب.
وعن شكل الفنّان، قالت إنّه هو المعيار للنّجوميّة حاليًّا ونجوم العصر الجميل لو كانوا يعيشون اليوم فلن ينجحوا.
وفي إطار حديثها عن نجاح بعض النجمات مثل نادين نسيب نجيم، قالت إنّ “نادين” قدّمت أعمالًا جيّدة في الدّراما العربيّة واستطاعت أن تفرض نفسها بدعم من شركة “الصّبّاح”،
مؤكّدة أنّ صادق الصّبّاح هو أكثر منتج صادق وإنسانيّ ومحترم وهو آمن بموهبة نادين. بينما لم تجد هي من يؤمن بموهبتها ويدعمها وليس لأحد فضل عليها سوى نفسها.
وعن سيرين عبد النور، قالت إنّها حُوربت، لكنّها لم تتنازل ولم تقدم دورًا ثانيًا أو ثالثًا وهي تشجّعها على تلك الخطوة التي تندم عليها على الصّعيد الشّخصيّ.
ووصفت كارمن أنّ ّالوضع الفنّيّ اللبنانيّ، في “كوما” وتساءلت أين شكري أنيس فاخوري ولماذا لا يطلب أحد كتاباته وهو من كتب المسلسلات الطّويلة للدّراما.
كما أعربت “كارمن” عن ندمها المشاركة كضيفة شرف في مسلسل “للموت” لأن الشّركة لم تقدّر مشاركتها.
وقالت إنّ أفضل خطوة قامت بها الممثّلة ورد الخال، أنّها رفضت أن تقدّم إلّا أدوار البطولة.
تابعوا قناة bisara7a.com على الواتساب لتصلكم اخبار النجوم والمشاهير العرب والعالميين. اضغط هنا
في نهاية اللقاء، أعربت كارمن لبّس، عن ندمها لكونها خُلقت في لبنان وأنّها أضاعت سنوات من عمرها بعيدًا عن التّمثيل وخسرت فرصًا كثيرة وأنّها عاندت القدر حتّى انتصر على أحلامها.
ونحن ننهي بالقول، لعن الله زمناً يتجاهل فيه المنتجون والقنوات والمنصات موهبة عظيمة كـ كارمن لبّس فإن لم تتوهّج نجمة بحجم كارمن على شاشاتنا ولم يُكتب لها افلاماً ومسلسلات على حجم ابداعها وخبرتها وموهبتها، فبئس هذا الزمن الذي يكون قد بلغ القاع ولامس الحضيض.