رأي خاص- نجوم الوطن العربي امام مفترق طريق شاق… اما التجديد اما الفناء!

باتريسيا هاشم: لم يتخلَّ نجوم الوطن العربي بعد عن عِقدة الظهور “المبهرج” في حفلاتهم سيما تلك الحفلات التي تقام في الهواء الطلق او في نوادٍ ليلية شعبية وشبابية او حتى على مسارح شهيرة وعالمية بخاصة النجمات اللواتي يحترن اي فستان haute couture ومن اي مصمم شهير يرتدين وكأنهن غريبات عما يحصل في العالم حيث انتعلت الفنانات العالميات ال running shoes  في حفلاتهن وارتدين “الجينز” او اي فساتين مريحة لزوم الحركة على المسرح حتى لو إخترن مصممين عالمين لتصميم اطلالاتهن العصرية .

ينشغل نجومنا بأزيائهم والتسريحات والمجوهرات والماكياج الصارخ وكأنهم يتوجهون لجلسة تصوير فوتوغرافي في حين كل ما هو مطلوب في ايامنا هذه ان يقدّموا استعراضاً غنائياً ممتعاً وان يتنقلوا على المسرح براحة وخفة وان يؤدوا بضع خطوات راقصة عصرية بهدف امتاع الجمهور واشعال الاجواء، إلا ان بعض النجوم وعلى عكس ذلك يقفون وسط المسرح دون حراك ويؤدون ربرتوارهم المعتاد كمن يشغّل CD في السيارة غير مدركين كم يتكبد النجوم العالميين عناء امتاع الجمهور من خلال استعراض محترف ومرهِق لكي يستحقوا ثمن التذاكر التي يدفعها معجبوهم.

كلا يا سادة وسيدات، لم يعد الوسط الفني كما كان عليه في بداياتكم، فالزمن تغيّر والمزاج الشعبي تغيّر والموضة تغيّرت وانتم تراوحون مكانكم تنشغلون بأزيائكم اكثر من ادائكم على المسرح وبمجوهراتكم اكثر من الاستعراض الجديد المفترض ان تقدموه للناس الذين يقارنونكم بنجوم الغرب الذين يتابعونهم على مواقع التواصل الاجتماعي وكل المنصات العالمية، ما يبرر عجزكم مؤخراً في ملء صالة من مئات الاشخاص وبيع التذاكر، فتستعيضون عنها بالدعوات المجانية متظاهرين ان حفلاتكم sold out  وانكم الاكثر طلباً لإحياء الحفلات….

انظروا من حولكم، مؤسف ان يسرق بعض المتطفلين على الفن بعضاً من بريقكم ومن جمهوركم فقط لأنهم يؤدون اغنيات شعبية تتحول الى “تراند” على مواقع التواصل الاجتماعي بين ليلة وضحاها، ليس لان ما يقدموه جيداً بل لأنهم لم يجدوا لديكم بديلاً لا بالشكل ولا بالاسلوب الممتع ولا بالمضمون. وهنا لا بد من التأكيد على ان ليس المطلوب تقديم اعمال فنية دون المستوى كما يفعل هؤلاء، بل تقديم اعمال عصرية بجودة عالية تستدرج الشباب مجدداً اليكم وترضي مزاجهم.

تحرروا من عقد النجومية البالية وابحثوا عن هوية عصرية لكم تلامس متطلبات جيل اليوم الذي لم يعد يغريه ما تقدّمون، ما يفسّر عدم اكتراث الشباب لما عُرف سابقاً بنجوم الصف الأول انما بالمقابل الاقبال الشديد لحضور سهرات الدي جاي المحليين والعالميين وفنانين مستجدين حتى المغمورين منهم ما يعني ان ذوق الجيل الجديد اصبح في مكان آخر لأنكم لم تعيروه اهتمامكم بذوقه العصري ولم تطوروا ادواتكم الفنية لجذب اهتمامه او اعجابه.

اعيدوا النظر بفنكم وبأسلوب تقديمه وجددوا هويتكم الفنية فالتماشي مع العصر ليس عيباً ان طورتم فنكم بذكاء وحنكة، ففي زمن الصوت والصورة والاستعراض لم يعد يكتفي جمهور اليوم بأغنية ناجحة بل هو يتطلع اكثر الى “حالة” فنية عصرية وهذا الأمر لن يكون سهل التنفيذ ابداً انما يتطلب ورشة عمل مرهقة لايجاد بديل ممتع ولكن راقٍ يضمن لكم الحفاظ على مكانتكم وحماية سيرتكم الناجحة ولكن ايضاً يضمن الفوز بجيل جديد يبحث عن جديد…  فهل تتجرّأون؟

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com