خاص- مع انطلاق عرض “لعبة حبّ” المعرّب… أين صنّاع الدراما العربيّة؟
إنطلق عرض المسلسل التركي المُعرّب “لُعبة حبّ” على شاشة mbc1 ومنصة “شاهد” وهو من بطولة مُعتصم النهار، نور علي، أيمن رضا، شكران مرتجى، جو طراد، ساشا دحدوح، أيمن عبد السلام، حسن خليل، حازم زيدان، ساندي نحاس، وبمشاركة الممثلَين القديرَين حسام تحسين بك وناظم عيسى وآخرين.
تدُور أحداث المسلسل في أجواء درامية قوامها الرومانسية والكوميديا، حيث تنقلب حياة فتاة متوسِّطة الحال رأساً على عقب، إذ تجد سما(نور علي) نفسها داخل لعبة حب لا تقوى على الخروج منها، وذلك حين توافق على عرض امرأة تسعى لإيجاد عروس لإبن أخيها مقابل مبلغ من المال، حيث تتحوّل اللعبة إلى حب حقيقي.
في هذا السياق، أبدت رئيسة تحرير موقع “بصراحة”، الإعلامية باتريسيا هاشم، رأيها في المسلسل عبر صفحتها الخاصة على انستغرام وذلك بعد متابعة حلقاته الأولى، حيث أشارت ان الوقت يمّر بسرعة أثناء مشاهدة العمل. مضيفة أن المُشاهد يشعر وكأنه منفصل عن العالم، حيث يتميّز المسلسل بمواقع تصوير رائعة، من البيوت، الى المكاتب والأزياء وصولاً الى الإخراج.
لكن “هاشم” طرحت سؤالاً جوهريًّا للمتابعين قائلة:” لو أن أي كاتب من الوطن العربي كَتبَ المسلسل وحمَل اوراقه وتوجّه بها الى القيّمين على محطة mbc هل تعتقدون أنهم كانوا سيشترون منه العمل؟ الجواب بالتأكيد كلا. والسبّب سيكون برأي المحطة دون ادنى شك ان الورق سخيف والقصّة والحِوارات سطحيّة لا تليق بشاشة عريقة كـ “أم بي سي”. لكن لأن المسلسل تركي وحاز على نسبة مشاهدة مرتفعة أثناء عرضه بنسخته التركية اي kiralik ask، ارتأت المحطّة تعريبه حتى ولو كان فارغاً. وهذا ليس بالأمر الخطأ، لأن المسلسل بكل تأكيد سيحقّق أعلى نسبة مشاهدة والسبب أن الجمهور يشعر بالملل ويُريد متابعة اي شيء بهدف التسليّة حتى لو عَرضت لهم المحطّات البرنامج الكرتوني الشهير “توم وجيري”.
وتساءلت “هاشم” أين مسؤولية المحطات التلفزيونية العربية تجاه صنّاع الأعمال الدرامية العربية من كتّاب ومخرجين ومصوّرين وتقنيّين عرب؟
وأعربت باتريسيا هاشم عن حزنها العميق وانزعاجها الشديد عندما ترى ضمن قائمة افضل عشر مسلسلات على منصّة شاهد اختراق أقلّه خمسة اعمال تركيّة القائمة.
وتساءلت: “اتعلمون ما السبب الذي يجعل المسلسلات التركية تحظى بنسبة مشاهدة مرتفعة عن المسلسلات العربية؟ الجواب على ذلك سهلٌ، لأن المحطّات العربيّة لا تُعطي فرصًا لكتًاب عرب جدّد، الذين يمتلكون رؤيةً وأفكاراً جديدة، لأن المسؤولين في المحطّات من الاساس لا يقرأون الورق المقدَّم من قِبل كتاب مغمورين غير معروفين، لأنهم لا يريدون تبنّي كتّاب ومخرجين جدّد، لأن برأيهم الأسهل هو أن يأتي كل شيء بشكل جاهز.
وختمت “هاشم” تعليقها بالقول: “أن أروع شيء في الدنيا أن تُشاهد مجهودك ورؤيتك ومجتمعك على شاشة التلفزيون وليس ان ترى مجتمعات وممثّلين ومناطق وناس وفكر وثقافة غيرك عليها”.
حاز تعليق هاشم على الكثير من التأييد والدعم بسبب ما تتعرّض له صناعة الدراما العربيّة من إجحاف وإستبعاد لقدرات القيّمين عليها ومواهب الكتّاب العرب الفذّة.
هذا الموضوع الشائك ليس بجديد وقد تناوله موقعنا اكثر من مرّة بسبب غيرتنا على درامانا العربية التي جرفتها الدراما التركية واحتلت مكانها فبات الانتاج التلفزيوني العربي يقتصر على المسلسلات الرمضانية او بعض المسلسلات الخجولة خارج الشهر الفضيل، بدل ان تضجّ المنصّات والمحطات بالاعمال العربية القيّمة او الخفيفة اي اللايت، فيتسنى للمشاهد العربي ان يختار ما يرضي ذوقه.
تابعوا قناة bisara7a.com على الواتساب لتصلكم اخبار النجوم والمشاهير العرب والعالميين. اضغط هنا
لم نكتب كل ما كتبناه لننتقد قرارات المسؤولين عن الانحياز للدراما التركية، انما لنرفع الصوت دفاعاً عن مبدعينا العرب القابعين في قلقهم وخوفهم على مستقبلهم ولكي نعيد المجد لدرامانا العربية التي لا ملجأ لها سوى محطاتنا العربية، فأصبحت تعيش في غربتها عن اهلها وناسها في حين تتوسّع الصناعة التركية على حسابها وتمتدّ الى كل بيت عربي لتروّج لبلدها وممثليها حتى لو كان العمل معرّباً.
في النهاية الشجاعة لا تقتصر على خوض غمار جديدة وتعريب مسلسلات ناجحة بالاساس، انما المغامرة في انتاج اعمال عربية وضمان نجاحها. حينها فقط نكون قد انتصرنا وحققنا انجازاً فنياً يليق بعروبتنا.