رأي خاص- اذا كان الفنان المعتزل فضل شاكر يعتبر الفنّ حراماً فهل اعادة فتح مطعمه في صيدا حلالاً؟
لا شك في ان خبر افتتاح السيد عماد قانصوه وشركاؤه لمقهى ومطعم Kahwa Sur Mer في صيدا بالامس مرّ مرور الكرام على بعض من يتلهون بقشور الاخبار، فاستثمار قانصوه مطعم النجم اللبناني المعتزل فضل شاكر”الحان” له دلالات كثيرة خاصة وان الرجلين صديقان عزيزان، فمن البديهي ان يكون قانصوه البديل المؤقّت لادارة المطعم و المقهى خاصة وانه متعهد حفلات ناجح، ولكن في ظل تدهور سوق الحفلات في لبنان كان لا بدّ من ان يجد قانصوه لنفسه بديلاً، ولكن البديل المنطقي والبديهي يكون عادة في استثمار مقاهٍ في بعض المدن الامنة وليس في صيدا المترنحة بين سلم وتوتّر والتي ابعد من ان تكون اليوم وجهة سياحية او مكان يقصده الخليجيون او اللبنانيون المغتربون وبالتالي تسلسل احداث هذا التسليم ليس منطقياً ، الا ان كان قانصوه “واجهة” المطعم فقط والمدير الشكلي لألحان بعد ان سلك صاحبه الاصلي فضل شاكر مسلكاً مختلفاً او ربما يكون فضل بالفعل قد وافق على عرض قانصوه استثمار مطعمه وعفاه من دفع رسوم الايجار، ولانه كان لا بدّ من ايجاد متطوّع لادارة المطعم خلال فترة ابتعاد فضل عن كل هذه الاجواء، فكان صديقه عماد قانصوه خير بديل لاستثمار المطعم شكلياً او ربما فعلياً لا يهمّ، فالامر في جوهره اكبر واهمّ بكثير من انتقال ادارة مقهى من فنان معتزل لاسباب دينية الى صديقه متعهد الحفلات.
ونحن اذ نتفهّم ربما حاجة عائلة فضل شاكر الى المال او نتفهم رغبة قانصوه بادارة مطعم خاص به ونقل نشاطه الى صيدا ،الا اننا لا نتفهّم ان يكون فضل شاكر متراخٍ ومتساهل الى هذه الدرجة، فكان لا بدّ لمن اصبح يعتبر الفنّ “حراماً” ولمن تبرّأ من فنّه واغنياته ومسيرته الفنية ان يعترض على اعادة فتح مطعمه والموافقة على تحويله الى مكان صاخب للسهر حتى لو تغيّر الاسم شكلياً وحتى لو تغيرت الادارة ايضاً، فكما طلب فضل من الجميع عدم بث او عرض اغنياته كان عليه ان يرفض اعادة افتتاح مطعمه الذي سيشرّع ابوابه مجدداً للـ”حرام” اي للفنّ، فكيف يفسّر لنا فضل شاكر هذا التناقض في المواقف والمبادىء ؟ فلا يجوز صيف وشتاء تحت سقف واحد ولا يجوز ان نكفّر الناس حين نشاء ونغض النظر عن التجاوزات حين تخدم هذه الاخيرة مصالحنا او تخدم اصدقاءنا…
وبالعودة الى حفل افتتاح المطعم فقد احياه كل من نادر الاتات، مارك عبد النور، انور الامير، ومجد فوعاني وبحضور ملحم زين وفارس اسكندر وجورج الراسي .
