رأي خاص- قبيل اسدال الستارة على الموسم الثالث من برنامج “رقص النجوم”، ما سبب انزعاج الجمهور؟
باتريسيا هاشم: شارف برنامج “رقص النجوم” على نهايته ولعلّه من أكثر البرامج الترفيهية التي تستفز المشاهد على الشعور بالانزعاج والحزن بسبب اسدال الستارة على موسمه الثالث، ولم يكن يتوقّع أحد ان يُحدث برنامج مختص بالرقص هذه الحالة الشعبية وان يصبح من أكثر البرامج المفضلة لدى المشاهد العربي عامة واللبناني خاصة.
كثيرون اعتقدوا بداية انه برنامج موجه للنخبة فقط ممن يستسيغون رقص الصالونات، ليتبين لاحقاً ان البرنامج برهن نظرية معاكسة مفادها ان المشاهد يتقبل كل شيء جديد يُقدم له شرط ان يكون ذو قيمة فنية وانتاجية عالية، واستطاع برنامج “رقص النجوم” ان يحقق نسبة مشاهدة تصاعدية خلال المواسم الثلاثة لعرضه بداية في لبنان ولاحقاً على قنوات عربية اخرى.
“ضيعانو يخلص” عبارة اسمعها منذ ايام من مشاهدين صغار وشباب وحتى متقدمين في السن ولا ألومهم على هذا الشعور الذي يتملكني انا شخصياً، فلعلني وسواي ممن يبحثون عن موادٍ “أنيقة” ان صحّ التعبير في الاعلام، وجدنا في هذا البرنامج متنفساً لرؤية اعلامية عصرية ولكن راقية بعيدة تماماً عما يُقدّم اليوم للأسف على شاشاتنا المحلية والعربية، فبرنامج “رقص النجوم” حملنا الى مكان مختلف ذو ابعاد فنية وترفيهية حالمة وكان الضيف المُحبّب ليلة كل أحد، نعِدُّ العدة لاستقباله بفرح ولهفة كبيرين ونستمتع بكل لحظة منه، فلا نفوّت ثانية من كل التفاصيل، حتى انه بات بنظر كثيرين خارج المنافسة وبعيداً عن المقارنة ببرامج اخرى على كافة المحطات العربية.
في زمن نفتقد فيه الى برامج تضيف لنا ولا تستهلكنا ، استطاع برنامج “رقص النجوم” ان يترك لنا بعد كل حلقة “زوادة” من المتعة الحقيقية والفرح والسلام الداخلي والفكري وبعض السكينة والاهم مشاعر ثلاثية الابعاد من الحب، وهذا لا يختبره الا من يتورّط في هذا البرنامج الذي حرصت منتجته جنان ملاط ان تليه كما برنامج “so you think you can dance “ كل رؤيتها الابداعية وجدّيتها في العمل التلفزيوني، فكان الحصاد موسماً ثالثاً ناجحاً فاق كل التوقعات، نتأسف اليوم على انتهائه فنضطر الى العودة الى واقع اعلامي مرير والى متابعة برامج استنزفت مللنا، ندخل الى مشاهدتها متوترين ونخرج منها محبطين…
نهنىء محطات mtv،النهار المصرية وفوكس موفيز على تبنّي هذا البرنامج القيّم ولعلها محطات ذكية جداً آمنت بقدرة هذا البرنامج على تغيير المعادلة في الاعلام الترفيهي ولأنها تمتعت ببعد نظر فراهنت على برنامج كسب الرهان منذ موسمه الاول، على أمل ان تنتقل هذه العدوى الى المحطات الاخرى وحتى الى هذه المحطات نفسها فلا تبحث بعد اليوم عن أي مواد اعلامية مهما انحدر مستواها لتملأ بها هواءها بحجة انها تؤمن لها نسبة مشاهدة عالية، فبرنامج “رقص النجوم” أثبت انه يؤمن رقياً واعلى نسبة مشاهدة في آن.
أخيراً، لا بدّ من الاشادة بفريق عمل البرنامج ، الى كل جندي مجهول ترك بصمته فيه ولعلني أسمح لنفسي اليوم ان اخص بالذكر المخرج باسم كريستو صاحب العين الفنية الراقية ومخرج المهام الصعبة وكذلك فريق الغرافيكس، هذا الفريق العبقري الذي أدهشنا وأذهلنا وضاعف بابداعه متعة المشاهدة، بالاضافة الى مصممي ومنفّذي الازياء اصحاب الذوق الرفيع وطبعاً في النهاية جميع الراقصين المحترفين فهم دون ادنى شك “بهارات ” هذا البرنامج .
يبقى ان نتمنى التوفيق لجميع المتسابقين الذين تأهلوا الى الحلقة النهائية فهم ربما يعلمون او ربما لا يعلمون ان هذا البرنامج أضاف كثيرا الى شهرتهم عربياً والأهم انه اوجد لهم محبين في كل بيت عربي وقفوا الى جانبهم، شجعوهم، تعاطفوا معهم وصوتوا لهم.