رأي خاص- الدراما الرمضانية في عيون النقاد… ما الأفضل و ما الأسوأ و ما الأكثر استفزازاً؟
مع اقتراب انتهاء شهر رمضان نستعرض سنوياً الأعمال الأبرز على الساحة الدرامية التي استطاعت جذب نسبة كبيرة من المشاهدين لنرى أيها الأفضل و أيها الأسوأ.
في الموسم الحالي لم تزد برأيي نسبة الجيد أو نسبة السيء، بل كانت موازية لما كنا نراه سنوياً و خاصة خلال السنتين الماضيتين.. و لنقل أن على سفرة رمضان الدرامية كانت هناك الكثير من الأطباق و لكن و من ناحية التناسب المثالي بين المقادير فلم يكن هناك سوى طبق أو اثنين يمكن وصفهما بالمثالية إلى حد ما .
ولنبدأ بأكثر الأعمال التي استحوذت على رضا النقاد و التي اجتمعت الآراء الإيجابية حولها، وهي (الخواجة عبد القادر) للفنان يحيى الفخراني، (عرفة البحر) للفنان نور الشريف، و(نابليون و المحروسة) للفنانة ليلى علوي.. حيث أثنى الجميع على أداء أبطال الأعمال الثلاثة و توازن إيقاع الأحداث و تناسبها مع الحقبة الزمنية التي تغلب على طابع كل عمل منهم، كما قدمت تلك الأعمال نجوم شباب واعدين وأعطت لكل منهم مساحته التي يستحقها و يستطيع أن يبرز من خلالها.. في حين تجتمع ثلاثتها على جودة الطرح و الصورة .
أما أسوأ الأعمال الدرامية التي تم عرضها هذا الموسم فلقد كانت بإجماع النقاد (كيد النسا 2)، (الزوجة الرابعة)، و(شمس الأنصاري) حيث تم التلاعب بالقيم الأخلاقية والدينية في الاول والثاني الأولى و تم الاستخفاف بعقول المشاهدين في الثالث ضمن كوميديا سخيفة وعمل غير مترابط.
المشهد الأسوأ على الإطلاق كان مشهد ذبح يسرا اللوزي في (خطوط حمراء) و الذي لم يوافق على عرضه أي ناقد متسائلين كيف سمحت الرقابة للعمل بالخروج على المشاهدين متضمناً هذا المشهد غير الإنساني حيث تُقطع رقبة الشخصية من الشريان للشريان في لحظة قريبة جداً من الواقع وعلى مرأى المشاهدين عبر الشاشة الصغيرة الموجودة في قلب كل بيت!
أما المشهد الأقوى كان مشهد وفاة الإبن الأصغر لغادة عبد الرازق في (مع سبق الإصرار)، برغم أن العمل ومع كل النجاح الجماهيري الذي استطاع تحقيقه إلا أن النقاد لم يوافقوا عليه، حيث كان هناك الكثير ممن انتقدوه متجاهلين النجاح الضخم للعمل و السبب اتهامهم لغادة بأنها تقلد نادية الجندي باستماتة دون جدوى!
مسلسلات النجوم الشباب و في مقدمتهم أحمد السقا، كريم عبد العزيز، و يوسف الشريف استطاعت البقاء صامدة، حيث استحوذوا و بالتساوي على إعجاب الجمهور و النقاد الذين اعتبروا أن هؤلاء النجوم لم يخرجوا بشيء جديد و لكنهم في نفس الوقت لم يتراجعوا، و لكن كانت هناك (قرصة أذن) لكل منهم بسبب استخدام (السجائر) و (الشيشة) و الألفاظ القاسية بشكل عشوائي في مسلسلاتهم.. كما هو الحال في الكثير من المسلسلات الأخرى التي غلبت عليها وصلات الردح و الرقص و الشتم.
أكثر المسلسلات استفزازاً كان (الزوجة الرابعة) والسبب هو اللعب على كافة الأوتار في سبيل جذب الجمهور دون أي إحساس بالمسؤولية في العمل و بشكل همجي بحسب وصف النقاد، و ذلك بالتركيز على الشخصية (النسونجية) المتدينة التي لا تفارق (المسواك و المسبحة) و لا ينقصها إلا (الذقن) و التي تبيع و تشتري في النساء اللواتي لا يشغل بال البطل سوى التفكير بهن و اللواتي يشبهن الجواري فلا يهمهن سوى إرضاء الرجل الذي يختار بينهن كل يوم عن طريق مسابقة!
أما أكثر النجوم الذين اعتبر النقاد أن هذا الموسم شكل (سقطة) بالنسبة إليهم كانوا الفنانين نبيلة عبيد، ومحمد سعد ويسرا.
هذه لمحة موجزة على أبرز تصنيفات النقاد لكل ما يخص دراما رمضان لغاية الآن، و لكن بالطبع لا يمكن أن ننسى أن كلمة الجمهور مختلفة جداً و هو ما يجعلنا نقول دائماً أن النجاح الجماهيري يختلف عن النجاح الأدبي، حيث يحقق النجاح الجماهيري ما يتطلع إليه المنتج فيما يحقق النجاح الأدبي تطلعات الفنان، وتبقى هناك نظرة مؤجلة على ردود أفعال كافة نجوم دراما رمضان لآراء النقاد التي تخصهم بعد رمضان لنرى من يخضع و يوافق و يعد بالأفضل و من يعترض و يرفض.
نشير الى انه سيكون لنا وقفة ثانية قريباً مع مسلسلات اخرى.