خاص بالارقام- هل كان الجمهور العربي راضيًا عن مسلسلات رمضان لهذا العام؟
انتهى شهر رمضان الفضيل ورُفعت رايات التهنئة بعيد الفطر السعيد، ومعه انتهت المواجهة بين باقة من المسلسلات الرمضانية العربية المنوّعة بين لبناني، مصري، سوري، خليجي وعراقي، وطبعًا لا ننسى الاعمال المشتركة. فأغلب هذه الاعمال اتسمَ بالعنف وتجارة الممنوعات والعصابات والضرب والمافيا والقتل والخطف والثأر، والقليل منها اخذ لنفسه الطابع الاجتماعي فناقش مواضيع انسانية كالام العزباء والام الارملة التي تتولى رعاية اولادها بعد ظلم والد زوجها وشقيقه كذلك مكتومي القيد.
المناسبة الرمضانية تشعّبت هذا العام واعطت الجمهور العربي اكثر من خيار منها الكوميدي الذي يمثل حوالي الستة اعمال نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر “كامل العدد” وهو من بطولة دينا الشربيني وشريف سلامة وشهد هذا العمل اطلالة خاصة للنجمة اسعاد يونس. “الكبير اوي ” بطولة احمد مكي وتشاركه رحمة احمد التي تعرضت لانتقادات كثيرة هذا الموسم على عكس اطلالتها في الموسم الماضي، دنيا سمير غانم نافست هذا العام ايضًا في المسلسل الكوميدي “جت سليمة ” مع محمد سلام وبيومي فؤاد، النحمة يسرا شاركت كوميدياً وللسنة الثانية على التوالي من خلال مسلسل “الف الحمدالله على السلامة” مع شيماء سيف. ايضا منة شلبي شاركت من خلال مسلسل “تغيير جو” الذي تعرّض بدوره لمجموعة انتقادات، ومعظم هذه الاعمال مؤلفة من ١٥ حلقة كذلك الامر بالنسبة للمسلسلات الدرامية “واخيرا” مع نادين نسيب نجيم وقصي الخولي و “تلت التلاتة” مع غادة عبد الرازق و”تحت الوصاية” مع منى زكي الذي تم اعتباره كواحد من اجود الاعمال.
أما خليجيًا لم يسجل مسلسل “طاش العودة” اي نجاح يذكر.
وكان للبيئة الشامية حضورًا في رمضان ٢٠٢٣ حيث حافظ البعض منها على النمط المعتاد فلم تحظَ بالنجاح الكبير كمسلسل “باب الحارة١٣”، بينما حصد مسلسل “العربجي” لسلوم حداد وباسم ياخور نجاحًا كبيرًا، كذلك الامر بالنسبة ل “مربى العز”.
اما تاريخيًا سجل مسلسل “الزند” حضورًا لافتا شاركه مسلسل “سفر برلك” نفس الحضور. بينما المسلسل السوري الحديث “ابتسم ايها الجنرال” فأثار جدلاً كبيراً.
وفي الاعمال العربية المشتركة سجل حضور مسلسل “للموت٣” الذي بهر المشاهدين بقصته وانتاجه واداء ممثليه بتقديم ادوارهم. وقد استطاعت ورد الخال ان تخرق ثنائية ماغي بو غصن ودانييلا رحمة بحضور لافت.
اما المسلسل المشترك “النار بالنار” بطولة عابد فهد جورج خباز وكاريس بسار وغيرهم. فقد خرق السباق الرمضاني بقوة. وكان لمسلسل “عشرة عُمر ” حضورًا لطيفًا وهو من بطولة جو صادر وماريتا الحلاني.
اما الاعمال التي اتسمت بالفتوة وسيطرة القوي على الضعيف نذكر منها مصرياً “جعفر العمدة” لمحمد رمضان الذي كسر الرقم القياسي في نسب المشاهدة، يليه “ضرب نار” للثنائي ياسمين عبد العزيز وزوجها احمد العوضي.
ولا يسعنا الا ان نذكر مسلسل “عملة نادرة” لنيللي كريم التي جسدت من خلاله ولاول مرة الشخصية الصعيدية”ونجحت.
اذاً المسلسلات الرمضانية تأرجحت بين اختيارات عديدة ،البعض منها نجح بعلامات النقاد والجمهور ، والبعض الآخر فاز باستفتاء الجمهور ولكنه خسر علامات النقاد والعكس هو الصحيح في احيان اخرى. ولكن الرابح الاكبر كان المشاهد الذي تمتع باعمال عديدة منوعة وبانتاجات ضخمة ومميزة.
موقع “بصراحة” رافق الجمهور الرمضاني بتغطيات يومية واكب من خلالها ابرز هذه الاعمال وفي نهاية الشهر الفضيل قام باستفتاء جماهيري لمعرفة مدى تفاعل قرائه مع ما تمّ عرضه من اعمال رمضانية على الشاشات والمنصّات على حد سواء، وكانت النتيجة كما يلي :
مشاهدة ممتمة في رمضان بنسبة ٥٦.٩٢%.
دون مستوى التوقعات بنسبة ٤٣.٠٨%.
وعلى الرغم من ان النسبة الأكبر من التصويت جاءت لمصلحة “مشاهدة ممتعة في رمضان” الا اننا لا نستطيع ان نتغاضى عن النسبة التي حصدتها “دون مستوى التوقعات” حيث ان هذه الشريحة من المشاهدين كانت تبحث عن شيء مختلف من الدراما غاب في شهر رمضان وهي الرومانسية وقصص الحب التي بدأت تتلاشى على شاشات ركبت موجة “التراند” وباتت كل اعمالها متشابهة سطرتها اعمال العنف والاثارة والاكشن.
كتابة اندريه داغر