رأي خاص- بين ريتا وعبير وسناء، الممثلة السورية ديمة قندلفت حولت التعقيد إلى جاذبية لأنها الأكثر مثالية
من يتابع الصعود المهني الفني للفنانة السورية الشابة ديمة قندلفت منذ البداية يكتشف أن منحى صعودها جداً مثالي، فهو بطيء ولكنه منتظم كثيراً ولم يشهد أي هبوط فعلي بل ربما بعض نقاط الخطر.
على سبيل المثال عندما شاركت ديما في مسلسل (صبايا) في الجزء الثالث لاقى المسلسل هجوماً واسعاً ومبرراً على المسلسل ككل وليس على دايما بشكل خاص وهو ما جعلها تتدارك الأمر وتبتعد عن هذه السلسلة، ولكنها كانت بالجرأة الكافية فوقفت واعترفت أنه لم يتم عرض أي دور عليها في الجزء الرابع، وأكدت أنها لم تكن لتقبل المشاركة من الأساس ليس تنقيصاً من العمل، بل ارضاء لرغبة جمهورها الذي لم يرض عنها في العمل.
هذا بالضبط ما قصدته عن بعض نقاط الخطر في خطها الفني، حيث كانت هناك بعض الاختيارات غير الدقيقة والتي سرعان ما تداركت الخطأ وصححته بناءً على انطباع ناقدها الأول الا وهو جمهورها..
هكذا أستطاعت ديمة أن تحظى بمكانها البعيد عن أي منافسات وأي مشاكل، هي الفنانة السورية الأكثر هدوءً و الشابة العربية الأكثر ثقافة فنياً، لأنها أصبحت انتقائية بدرجة كبيرة وقلما تخطئ، وناضجة فنياً بالدرجة التي تجعلها تميّز بين العمل السطحي والعميق وهو ما أثبتته بدورها في مسلسل (بنات العيلة) حيث تؤدي شخصية “ريتا” الفتاة المسيحية التي تختار ان تتزوج رجلاً مسلم دون رضا اهلها، وهو واحد من اصعب ادوار مسلسل بنات العيلة.
وتطل ديما في أكثر من عمل خلال الموسم الحالي، ولكن إطلالتها الأكثر إبداعاً هي شخصية “عبير” التي تلعبها في مسلسل (أرواح عارية) وهي امرأة لديها مشاكل نفسية تزداد حدتها يوماً بعد يوم بسبب الصراع الدائم بين زوجها ووالدها الذي يسكن معها. وقد حولت ديمة التعقيد إلى جاذبية وأعطت هذه الشخصية المركبة حقها من التركيز، فلم تبدو مأساوية كما كانت ستبدو لو جسدتها أي فنانة أخرى غيرها، بل بدت مشتتة ولكن تنبض بإحساس مختلف.
كذلك تشارك ديمة في مسلسل “ولادة من الخاصرة” الجزء الثاني حيث تلعب شخصية سناء شقيقة جابر بعد انسحاب الممثلة تاج حيدر، شخصية مميزة تعيش صراعاً بين الحب الذي بدأت تشعر بع تجاه سجانها وبين حقدها على خطيبها السابق الذي خانها وغدر بها فانتقمت منه ودخلت الى السجن.
ديمة لم تجسد حتى اليوم أي بطولات مطلقة، ولا أتوقع أن تكون هناك بطولات مطلقة لها في المدى المنظور، فهي كما سبق وذكرت تصعد بهدوء وتهتم بأن تصنع بصمة مختلفة عند كل (سلمة) وهو ما سيجعل منها واحدة من أكثر فنانات سوريا تأثيراً بعد عدة سنوات..