رأي خاص- الاعلاميّة جومانا بو عيد الغائب الحاضر على الساحة الاعلاميّة اللبنانيّة و العربيّة
في كل مرّة ألتقي بها أسأل نفسي همساً “لم هي غائبة؟” وأسألها علناً “وينك؟” . على سؤالي ربما أجد الكثير من الاجابات ولكن ليست جميعها شافية ، وفي كل مرة التقيها اسأل نفسي هل هي ترفض عروض محطات اخرى غير روتانا لانها وفية لروتانا حتى لو تخلّت هي عنها وهي تتوّقع ان تنضم اليها من جديد ؟ هل العروض التي تقدّم لها غير مناسبة لمسيرتها الاعلامية وبالتالي ترفض العروض التي لا تنسجم مع مكانتها الاعلامية؟ هل أجرها عالِ لذا لا تستطيع المحطات ان تؤمّن لها ما تطلب؟ هل البرامج التي تعرض عليها لا لون ولا طعم لها وبالتالي لا تناسب شخصيتها وثقافتها وخبرتها؟
أسئلة كثيرة تبقى بدون جواب ولكن الاستنتاج واحد … ويل لوطن عربي لا تطّل الاعلامية جومانا بو عيد عبر احدى شاشاته !! وويل لمحطات عربية لا تستميت لكي تكون الاعلامية جومانا بو عيد من ضمن فريق عملها!! وويل لشركة روتانا ان كانت هي السبب وراء رفض جومانا لأي عرض يأتيها…
لا شك في اننا نعيش أسوأ مرحلة اعلامية على الاطلاق وأكثرها رداءة وركاكة، نحن نعيش عبر شاشاتنا العربية عروض ازياء على مدار السنة لان بعض محطاتنا العربية وللأسف تكتفي بعرض مفاتن وأجساد مقدّماتها وتسّلط الضوء على الشكل وتتجاهل المضمون ولعّله زمن الAutocue بامتياز حيث يطلب من مقدّمة البرامج فقط ان تختار فستاناً مثيراً وتضع ماكياجاً رهيباً وتطلب تسريحة فظيعة وبالباقي على فريق الاعداد الذي يشقى في اعداد الحلقات في حين تشقى مقدمة البرنامج في قراءة ما يعّد لها لأن حتى القراءة تعجز عن القيام بها احياناً بشكل صحيح.
واقع مذرِ في الاعلام العربي لدرجة ان بعض المحطات بدأت تستقدم فقط الجميلات والمثيرات لتقديم نشرات اخبارها في حين كان الامر يقتصر فقط في السابق على استقدام المحترفات والمخضرمات واللواتي يوحين بالجدية والرصانة اما اليوم فبالكاد يلتفت المشاهدون الى مضمون النشرة لانهم يتلّهون بعيون وشفاه ودلع مقدّمات نشرات الاخبار …
زمن اعلامي رديء حيث يفتح الهواء لمن يشاء وساعة يشاء دون حسيب او رقيب او ما يحزنون…زمن رديء لان ملكة في الاعلام تغيب عن شاشات لا تليق الا بها ولمثيلاتها من المثقفات والراقيات واللائقات والمحترفات والمهنيات مع انها ايضاً جميلة الجميلات وlady بكل معنى الكلمة و”الله مكمّلها” معها ولا ينقصها شيء لتتربع على عرش الاعلام اللبناني والعربي ولتكون قدوة لجيل كامل من الاعلاميات – اعلاميات آخر زمن ، اعلاميات ال “ها ها ها ” والـ “هي هي هي” .
جومانا بو عيد لا نعرف ما الذي يعيق انضمامك الى اي محطة ارضية او فضائية ولا نعرف من يعيق ربما هذه الاطلالة ولا كيف يعيقها ولا نعرف ان كان الانتاج يحول دون عودتك الى الشاشة الصغيرة لأنك لن ترضي ان تطلي كيفما كان واينما كان ولكن نحن نطالبك اليوم بالعودة الى جمهورك ولن نكتفي بعد اليوم بحلقات خاصة ، بل نريدك في برنامج من العيار الثقيل ، برنامج يحمل مضموناً حوارياً لا يتقن تقديمه سواكِ، برنامج تتنفسين من خلاله ثقافتك وخبرتك واحترافك .
باختصار شديد، نريدك في برنامج يليق بك كاعلامية كبيرة ويليق بمكانتك بين جمهور عربي كبير يقدّرك، ونريدك في برنامج يليق بنا كمشاهدين حيث اصبحت معظم المحطات ومعظم البرامج تهزأ بنا وتستخّف بعقولنا، فتقّم لنا السيّء والسخيف والسطحي و الفارغ من أي مضمون .
تحية لك جومانا بو عيد لأنك تشرّفين الاعلام اللبناني اينما حللت ونحن ننتظر اخبارك السعيدة ، الشخصية منها والمهنية على امل ان نراك قريباً تنورين احدى شاشاتنا العربية…
مع حبي !