رأي خاص- مديرة ستارأكاديمي رولا سعد مطالبة بالدفاع عن تهمة (الانحلال)، وما هو موقف المشتركين مما قاله أشرف عبد المنعم؟
لا شك في ان الموسم التاسع من برنامج الهواة “ستار أكاديمي” الذي سيعرض على محطة (ال بي سي) قريباً سيتعرّض للكثير من المحاربة والمقارنة والنقد بعد برنامج “آراب ايدول” الذي يعرض على محطة (ام بي سي ) ولو ان الاول يعتمد بالمقام الاول على الـ show والبهرجة والترفيه والثرثرة و”القيل والقال” وعلى العروض الفنية شبه العالمية من خلال الديكورات الفخمة وفرقة الرقص ومواهب المشتركين الا ان الثاني أي (آراب أيدول) يعتمد على الصوت والموهبة أولاً وآخراً وهنا تكمن (القصّة كلّا) لأن الجمهور وللأسف منقسم بين مؤيّد للأول ومتجاهل للثاني والعكس، من هنا لا يسعنا الا ان نعترف بنجاح البرنامجين بالرغم من كل مآخذنا على كل واحد منهما على حدى .
لا شك في ان برنامج ستارأكاديمي حورب بشكل مستمر وقاسٍ خلال أكثر من ثماني سنوات وانطلاقاً من مبدأ “خالف تعرف” استطاع البرنامج ان يحّقق كل هذه الشهرة والانتشار في جميع انحاء الوطن العربي وبلاد الاغتراب ولو كان برنامجاُ عادياً لمّر مرور الكرام وانتهى من الموسم الاول….
لا شك في ان برنامج “ستاراكاديمي” يعتمد أولاً وآخراً على الترفيه ولو تحت غطاء البحث عن المواهب الجديدة ، فلطالما كانت بعض المواهب التي حازت على اللقب عادية واحياناً دون المستوى، الا انها فازت في نهاية المطاف من خلال التصويت وهذا ما يجده جميع المتابعين غير عادل انطلاقاً من معرفتنا المسبقة بعدد سكان بعض الدول وغنى شعب دول أخرى وهذا ما يرفضه تماماً النقّاد وأصحاب الاختصاص الذين يركّزون على ضرورة تقييم الصوت فقط بعيداً عن التحزّب لإبن البلد الذي ربما لا يستحق الدعم ولا التصويت …
أسماء كثيرة اشتهرت في برنامج “ستار أكاديمي” واستغلها البرنامج الى أبعد الحدود ولكن سرعان ما أفل نجمها لدى خروجها من الاكاديمية ، فراح نجوم الامس يبحثون لهم وبمجهود فردي عن بعض الضوء في ظل افلاس معظم شركات الانتاج …
لن نوافق تماماً على ما صرّح به الملحن الكبير حلمي بكر لجريدة “اليوم السابع” المصرية عن أن البرنامج لا يمتلك الخطة التى توصل المشتركين إلى بر الأمان، ولا يدعمهم بعد خروجهم من البرنامج، لأن سياسة البرنامج لا تقوم على فكرة التبني ولكنها تكتفي بالاكتشاف فقط لأننا نعرف تماماً ان الاكاديمية تقدّم لطلابها بعد خروجهم منها كل الدعم الاعلاني والاعلامي الا انها ليست مسؤولة عن الانتاج وهذه ليست من صلاحياتها أصلاً .
واما ما صرّح به عن أن هذه البرامج تسعى فى المقام الأول إلى تحقيق الربح والعائد المادي وان برنامج “ستارأكاديمي” يقوم على تحقيق العائد الإعلامي وليس العائد الأكاديمي،لأنها برامج تجارية تجذب الجمهور من أجل الحصول على أكبر قدر من الإعلانات، فربما هنا نوافقه الرأي فاي برنامج يخترقه العامل “المادي” يسقط فوراً من لائحة “برامج الهواة” ليدخل زواريب برامج “المنوعات” التي تهدف أولاً الى الربح المادي السريع وهنا نشمل طبعاً كل البرامج التي تعتبر واجهتها (الفنّية ) تمويهاً للبّ أهدافها الحقيقية أي (الماديّة) .
ولكن أسوأ ما في الموضوع كان تصريح الناقد الموسيقي المصري أشرف عبد المنعم، الذي أوضح أن برنامج “ستار أكاديمي” لا ينقصه شيء ليصنع نجما، غير أن يغلق تماما لأنه ليس له علاقة بالفن على الإطلاق ويروّج لأفكار غير مقبولة وغير مهنّية، وأضاف أنه لا يستطيع أن يقدم نصيحة للبرنامج بعد مرور 8 سنوات عليه، لأنه يرى أن البرنامج فاشل و90% من المتسابقين الذين شاركوا فى البرنامج ليس لديهم موهبة لا شكلا ولا موضوعاً.
وأشار عبد المنعم إلى أن الفنان لا يصبح فنانا عندما يدرس لثلاثة أشهر فقط هي مدة موسم البرنامج، ولكن الفنان مثل الطبيب يجب أن يدرس طوال حياته، فهذه النوعية من البرامج تستهتر بالفن، الفن أعمق من فكرة أن يتصل أشخاص ليصوتوا لابن بلدهم.
وأكد عبد المنعم على أن هذه البرامج تقلّد الغرب تقليداً أعمى فتبحث عن الإعلانات والربح المادي فقط، حتى أن برامج الغرب أنجح، فأعظم مغنيي وملحني وممثلي الغرب خرجوا من برامج اكتشاف المواهب، حتى أن بلاد الغرب لا يوجد بها الانحلال الذى يروج عنه البرنامج، وهذه البرامج دائما تفتح لبنان الباب لها، على الرغم من أن ستار أكاديمي لا يعكس على الإطلاق الواقع اللبناني، وهي البلد التى خرجت منها فيروز الرحبانية.
لا شك في ان الاستاذ منعم تدارك الامر واستشعر “إهانة” فيما كان يقوله عن لبنان الذي يفتح ابوابه للبرامج التي يوجد فيها انحلال فصوّب حديثه على الفور واتى على ذكر السيدة فيروز ولا نعلم لمَ يتقبّل الاستاذ منعم وسواه برامج الغرب بكل انحلالها وجرأتها وحرّيتها ولا يتقبّل أموراً عادية قد تحدث في أكاديمية لبنانية تضمّ شبّاناً من كل انحاء الوطن العربي وهذه الاكاديمية تعكس صورة المجتمع العربي بكل ابعاده ، الا ان كان الاستاذ منعم لا يعيش على أرض عربية وليس على علم بحالة التطوّر والانفتاح والحرية التي وصلها اليها شبابنا. فإن كان هو يعتبر ما يحصل داخل أسوار “ستار اكاديمي” اللبنانية “انحلالاً” فربما يعتبرُ الشباب العربي كل ما يتحدّث عنه “تخلّفاً”، فهلا تقبلنا التغيير الحاصل في مجتمعاتنا وتقبلنا آراء وتطلعات وشخصية هؤلاء الشباب؟