جمال فياض لباتريسيا هاشم: أنا و ملحم زين متل هون و أميركا؛ راغب علامة يُعدّ المنافس الشرعي لعمرو دياب في الوطن العربي؛ الرأي العام بغل كبير و لبنان مجرور من الزُعَما عالغلط!؛ مغادرة الزميل في (زهرة الخليج) أسامة ألفا ليس له أي علاقة بتقييد الحرية
في اتصالٍ هاتفي مع الكاتب الصحفي و الناقد الفني الدكتور جمال فياض ضمن برنامج “بحث و تحرّي” الذي تقدّمه الإعلامية الزميلة رئيس التحرير باتريسيا هاشم عبر أثير إذاعة ميلودي أف أم، تمّ التطرّق إلى مواضيع عديدة شائكة أثارت اللغط في الآونة الأخيرة و لعلّ أبرز هذه المواضيع كان المبالغة في ارقام أجور حفلات فناني الوطن العربي في عيد الأضحى…
أرقام خيالية نشرتها محطة الCNN كان لا بدّ من التوقف عندها لاستشارة أهل الصحافة و الإعلام بشأن مصداقيتها، خصوصاً عندما نُدرك أنّ عمرو دياب تقاضى 650 ألف دولار عن ليلةٍ واحدة لم يحضرها سوى 6000 شخص!
بدايةً أبدى فيّاض استهزاءه من أرقامٍ كهذه قائلاً: “قلّو من شو بتعرف الكذبة؟ قلّو من كِبرا”!
و تابع فياض يشرح أنّ حفل دياب و إن كان قد صحّ ما قد سَبق و قيل عن تلقّيه الأجر الأعلى بين النجوم، فإنّ البطاقة لِحضور الحفل سوف تصل إلى 200$ للشخص الواحد.. هذا إذا ما تمّ احتساب أنّ الحفل رابح بالإجمال، فستكون ميزانيته مليون دولار و ما فوق لاقتطاع تكاليف الإضاءة و المسرح و الصوت و الإعلانات و إجرة المكان و خدمته و غيرها من التكاليف..
هذا و استبعد جمال أن تصل القدرة الشرائية في مصر إلى هذا الحدّ قائلاً: “مصر ما بتحمُل أجر أكثر من 70 ألف دولار.. و 100 ألف كحدّ أقصى”!
و اعتبر أنّ موضوع التباهي بالأسعار الذي قد يروّج لها مطلق أي شخص مقرّب من الفنان ليست إلا “بروباغندا” إعلامية غبيّة و فاشلة مستخدمة للإبهار فقط، مشيراً إلى أنّ الهدف منها واضح، فهو لتدعيم المقارنة و توسيع المسافة بين عمرو دياب من جهة -الذي قفز أجره عن النصف مليون دولار- و راغب علامة من جهةٍ أخرى الذي يُعدّ المنافس الشرعي لدياب في الوطن العربي و الذي لا يزال يتقاضى 100 ألف دولار فقط ودائماً بحسب تقرير الـ CNN..
كما أشار فياض الى أنّ في الأمر ايحاء أنّ عمرو دياب هو بمرتبة أم كلثوم و خليفة لعبد الحليم حافط بالنجومية!
في لبنان قال فياض انّ الأرقام لا تشكو من الخيال مشيراً إلى نقطة مهمة جداً ألا و هي أنّ الأغلبية الساحقة من النجوم اللبنانيين باتوا يتعهّدون حفلاتهم بأنفسهم لتجنّب الخسارة في حال حدوثها، و لتفادي الشوشرة التي قد ترافق ذلك..
كما صرّح أنّ الحفلات الجماهيرية باتت غير مُربحة كالسابق، فأصبح الفنان يُعوَّل على الأعراس و الحفلات الخاصة التي يمكنه أن يحصّل من خلالها مبالغ موازية لمئة ألف دولار و ما فوق..
هذا و أشار فياض أنّ الفنان في لبنان لا يدفع مستحقاته الضريبية بقيمتها الحقيقية لوزارة المالية، فيصرح في الصحافة عن أجور غير صحيحة يتلقاها مقابل حفلاته، و عندما تتم مطالبته بدفع ضريبة المبلغ الخيالي يُسارع لنفي الموضوع و ينفُد من ذلك “متل الشعرة من العجينة” بمجرد أن يتفوّه بالجملة الشهيرة: “مش مظبوط الرقم! كان كلو حديث صحافة و إعلام”!
و عن انعدام حرية الرأي و التعبير التي طالت مؤخراً الزميلة “زهرة الخليج” مع مغادرة الصحفي الزميل أسامة ألفا، نفى جمال فياض أن يكون لموضوع الاستقالة أيّ علاقة بتقييد الحرية، و أبدى انزعاجه من الترويج لكلامٍ مماثل. و برهن ذلك قائلاً: “قد يحدث أن أتحدّى نفسي بنقدي اللاذع المعروف لأفاجأ برئيس التحرير الدكتور طلال طعمه ينشر مقالاتي دون أي تعديل يُذكر” و تابع فياض قائلاً: “كلامي مسؤول عنو و بتحدّى أي واحد يقول إني تغيّرلي كلمة بمقال كتبتو”!
في المقابل اعترف فياض أنه يُدرك جيداً كيفية الفصل بين علاقاته الشخصية و المهنية قائلاً: “ما عندي هيدا الشي.. ياما انتقدت بايجابية فنانين مش أصحابي أبداً”..
عن خلاف الدوحة الشهير قال جمال إنّ موقف الفنان رامي عياش و تضامنه العلني مع زميله ملحم زين لم يؤثرا في رأيه بألبوم رامي الذي اعتبره من أجمل الأعمال، و قال: “ما فيي اكذب و قول إنو الألبوم مش حلو!”.. و عن ملحم زين قال: “اللي بيني و بينو متل هون و أميركا.. بس ما فيي انكُر أنو غنّى بشكل رائع بديو المشاهير”! و تابع فياض قائلاً: “بكرا بينزل ألبوم ملحم زين و منشوف إذا كنت بخلط المهني بالشخصي”!
كذلك صرّح أنه و بالرغم من الصداقة الوطيدة التي تجمعه بالفنان عاصي الحلاني، فهو لم يتردد بأن ينتقد بشدّة احدى ألبوماته السابقة و التي اعتبرها آنذاك دون المستوى.. و تابع فقال: “ما بجامل حدا و اللي بدي قولو بقولو”!
أضاف جمال و قال أنه يلتزم الحياد في هذه المواضيع، و تابع مستنفراً: “ما حدا بيقدر يزايد عليّ بهالنقطة بالتحديد لأنو عندي قدرة الفصل بين رأيي الفني و رأيي الشخصي”!
آخر المواضيع التي أثارتها باتريسيا كانت عن رأي فياض المعاكس لرأي أسامة الرحباني في ديو المشاهير.. فعندما انتقد أسامة المشترك كارلوس عازار قائلاً: “ما بحسدك إنك عم تغني حدّ رامي، كتير صعبة الواحد يغني حد رامي عياش”، جاء انتقاد فياض ليصبّ مباشرةً في مصلحة كارلوس الذي يرى فيه مطرباً رسمياً بمواصفات نجم، و الذي يعتبره أنه غنّى أفضل من رامي .
و استطرد فياض قائلاً: أسامة موسيقي و عندو رأي فني.. و أنا كمان صحافي و عندي رأي نقدي.. هيدا رأيي و أنا حرّ فيه، أنا زلمي بسمع و مش جايي بالصدفة على عالم الفن”!
و عندما أشارت باتريسيا الى أنّ رأي الشارع غالبا ما يكون معاكساً لرأي النقاد ، استنفر فياض قائلاً: “الرأي العام بغل كبير بيتّاخد بالعواطف و مين ما كان بيجرّو.. لبنان كلّو مجرور من الزعماء عالغلط”!
أنهى فياض حديثه مشيراً إلى الصراع بين جمهور كلّ من تامر حسني و عمرو دياب الذي وصفه بالمقزز ليختم قائلاً: “عيب! ما بينحكى مع النقاد متل كأنو معجب راكض تيمضي أوتوغراف من الفنان”!
برنامج “بحث و تحري” اعداد و تقديم الزميلة رئيس التحرير باتريسيا هاشم و اخراج نضال معتوق يُبث كل نهار اثنين أربعاء و جمعة عبر أثير إذاعة ميلودي أف أم 99.9..