خاص- د. جمال فياض يقيّم ظاهرة انتاج الشركات لمسلسلات من ١٥ حلقة… تفاصيل تُكشف لأول مرة
مع اقتراب شهر رمضان الكريم، تستعد القنوات والمنصات لعرض سلسلة من الأعمال الدراميّة المنتظرة والتي تضم نخبة من الممثّلين من مختلف أنحاء الوطن العربي.
ويبدو ان المسلسلات ذات الـ ١٥ حلقة اصبحت مرغوبة أكثر منذ أزمة فيروس كورونا، حيث واجه النجوم حينها عقبات كثيرة منعتهم من استكمال تصوير أعمالهم واختصروها بحلقات قصيرة بسبب ضيق الوقت والاغلاق، هذا بالاضافة الى المنصات العالمية وعلى رأسها “نتفليكس” التي روّجت ل “موضة” المسلسلات القصيرة. فمنذ ذلك الوقت أصبحت الأعمال القصيرة تجذب شركات الانتاج والمنصّات على حدّ سواء كونها تؤدّي دورها بأقلّ تكلفة بحجة ان الاطالة لا تخدم هذه الاعمال وتجنّبها الملل وان الجمهور يميل الى المسلسلات سريعة الايقاع بحكم دورة الحياة الجنونية. الا ان ذلك لا يبدو منطقياً في وطن عربي لا يشبه الغرب بأي شكل من الاشكال، فلا تغري المُشاهد العربي العاطفي كثيراً المسلسلات الدموية ولا تستميله مشاهد القتل والدماء ولا تستهويه حكايات العائلات المفككة وافرادها المتطرفين فسقاً واجراماً ولو ان هذه الحالات موجودة في مجتمعه الا انه يبحث عما يرمم هذه المجتمعات ويعيدها الى صوابها وتكون عبرة لجيل كامل يستلهم منها الصواب ودروس حياة ايجابية.فالمسلسلات ان لم تكن مرآة مجتمعها لا تؤدّي دورها التوجيهي وحتى ان كانت محض خيال. فنحن في الشرق لسنا مؤهلين بعد لتلقف القصص المتطرفة والتعاطي معها بعقل راجح يميّز بين الحقيقة والفانتازيا والدليل على ذلك ارتفاع معدّل الجريمة من قِبل من تأثر بمسلسلات العنف والقتل ونقلها الى ارض الواقع.
كذلك لا يمكننا تجاهل انحياز الجمهور العربي للمسلسلات التركية التي تداعب مشاعره وتحرك عواطفه ما يفسّر تحقيق هذه المسلسلات أعلى نسب مشاهدة حتى حين تعرض على محطات ومنصات عربية ما يفسّر خوض بعضها تجربة تعريب المسلسلات التركية وانتاجها والتي حققت حتى اليوم النجاح والجماهيرية الواسعة.
وظاهرة المسلسلات القصيرة امتدت الى شهر رمضان هذا العام ما بدا مستغرباً بعض الشيء سيما وان لرمضان خصوصية عائلية ومزاج مختلف، فلطالما اجتمعت العائلات لمشاهدة مسلسلاتها الرمضانية التي تمتد على ثلاثين امسية شكّلت ذاكرة الجمهور العربي الذي ينحاز لهذا التقليد السنوي خلال الشهر الفضيل.
نعرض عليكم قائمة المسلسلات التي سيتم عرضها في الشهر الفضيل لعام ٢٠٢٣ وتضم أعمال درامية وكوميدية وتشويقية ورومانسية ودينية ومؤلفة من ١٥ حلقة فقط وهي:
مسلسل “واخيرًا” لنادين نجيم وقصي خولي.
مسلسل “تحت الوصاية” للممثلة منى زكي.
مسلسل “علاقة مشروعة” للفنان ياسر جلال ومي عمر.
مسلسل “رشيد” لمحمد ممدوح وريهام عبد الغفور.
مسلسل “تغيير جو” لمنة شلبي.
مسلسل “عودة البارون” لحسين فهمي وميس حمدان وخالد سليم.
مسلسل “بطن الحوت” لمحمد فراج.
مسلسل “جت سليمة” لدنيا سمير غانم بعد غياب ثلاث سنوات عن المنافسة الرمضانية.
مسلسل “مذكرات زوج” الكوميدي لطارق لطفي.
مسلسل “كامل العدد” كوميدي لدينا الشربيني وشريف سلامة.
مسلسل “الصفارة” كوميدي لاحمد امين واحمد الغندور.
مسلسل “كشف مستعجل” لمصطفى خاطر ومحمد عبد الرحمان.
مسلسل “الهرشة السابعة” لـ أمينة خليل وعلي قاسم .
مسلسل “الامام الشافعي”الذي يجسد دوره خالد النبوي.
مسلسل “تلت التلاتة” لغادة عبد الرازق
موقع “بصراحة” تواصل مع الناقد الفني د. جمال فياض لمعرفة رأيه بهذا الموضوع بالتحديد وحول الاقبال الشديد على سياسة انتاج الـ ١٥ حلقة فهل يمكن تسميتها تغييراً لسياسة المحطات أو شركات الانتاج ليقدّما في رمضان مسلسلات من ١٥ حلقة فقط؟
في البداية أكد د. جمال فياض، أن مسلسل من ١٥ حلقة يقيّمه المخرج والمنتج سويًا فإن كانت احداث القصة تحتمل حلقات طويلة يُبدي المخرج والمنتج رأيهما بهذا الموضوع.
علمًا بأن مسلسل “رأفت الهجان” بجزئه الاول، الذي حقق نجاحًا ساحقًا كان مكوناً من ١٥ الحلقة وكل حلقة من ٣٥ دقيقة فقط. ولكن في بعض الاحيان عوّدت المسلسلات المصرية الجمهور على الثلاثين حلقة في رمضان باعتبار ان الناس يجتمعون على الافطار ويشاهدون الاعمال.
وشدّد جمال فياض أن القصة هي التي تفرض عدد الحلقات، ففي حال كانت احداثها مشوقة تمتد لـ ٣٠ حلقة والعكس صحيح.
أما المنصات فيهمّها عدداً معيناً من الساعات الدرامية، لكن يهمها التنوّع ايضًا وموضوع الـ ١٥ حلقة و السبع حلقات او ٣٠ او ١٠٠ او ٢٠٠ ليست بجديدة.
ولفت جمال فياض أن السبب وراء سقوط بعض المسلسلات انها مؤلفة من ٣٠ حلقة وهي لا تحتمل، ومنها على سبيل المثال الجزء الاخير من مسلسل “الهيبة” كان من الممكن ان يكون من ١٥ حلقة لكن نجاح المسلسل ومحاولة تعبئة الوقت دفع بالقيّمين عليه الى تنفيذ ٣٠ حلقة تضمّنت تطويلاً.
أيضًا هناك مسلسلات اتُهمت بالتطويل قد يمّر ١٥ حلقة قبل ان تبدأ الأحداث، فيشعر الجمهور بالملل ما قد يؤدي الى خسارة المنصة للمشتركين.
اما المسلسلات ذات الـ ١٢٠ حلقة فهي تعتمد على الابهار كالثياب والديكور وجمال اللوكات والشياكة والفخامة والاناقة والمَشاهد الجميلة والممثلات المحبوبات ولا تعتمد على احداث القصة نفسها.
وردًا على سؤال ان كان السبب يعود الى نقص في الكتّاب الدراميين؟
اكّد فياض على هذا الاحتمال مؤكِداً ان هذا النقص ليس فقط على مستوى الكتّاب والابداع الدرامي بل يمتدّ الى الموسيقى والالحان، فضلاً عن ممارسة شركة الانتاج لعمل يُعد “الاسوأ” ألا وهو “الغرور” بعدم البحث عن كتّاب شباب أو افكار جديدة أو وجوه جديدة.
شركة الانتاج تحتاج الى كتّاب طالما تريد انتاج نحو ست مسلسلات وبالتالي تحتاج في هذه الحالة الى ست كتّاب في العام ويجب أن يكونوا مبدعين.
وتابع “فياض” أنه يجب اعطاء الفرصة لدم جديد في الكتابة خاصة ان “الجيل السابق” استهلك افكاره.
وعبر “بصراحة” دعا جمال فياض الى ورشة لاكتشاف واستكشاف الكتّاب الجدد سيما وان المسلسلات حالياً تقوم على ورشة كتّاب وذلك من خلال تشكيل لجنة قراءة كبيرة من شركات الانتاج وتحديدًا الكبرى في لبنان فتفتح باب المسابقة لأفكار جديدة وتوجد لجنة تقيّم هذه الاعمال وفي حال وُجد هذا الكاتب يجب على الشركة ان تدعمه وتنمّي موهبته ليُبدع لأنه لم يعد هناك من قدرة لكاتب واحد ان يحمل منفرداً مسلسلاً واحداً خاصة أن التكرار اصبح مملاً في الاعمال.
وشدّد جمال فياض ان المنصات تحتاج الى التنوّع والموضوع يخضع لنقاش ويُطلب من شركات الانتاج مسلسلات من ١٥، ٣٠ وحتى ١٢٠ حلقة والقرار يعود الى “المشتري” أو المحطة. والمنتج ينفّذ ما تطلبه منه المحطة التي تدفع ثمن المحتوى لأن السوق هو عرض وطلب ولم يعد هناك من معايير.