بالصور- إمبراطورية إلفتريادس تحتل إهدنيات بقيادة بلال الغجري و فغالي
إمبراطورية ألفتريادس هي وهم أم حقيقة؟ هذا هو السؤال الذي يشغل الجميع، إلا أن أجواء حفل إهدنيات الأخير كما و جمهور هذه الليلة، كانا الدليل القاطع على واقعية هذه الإمبراطورية و على سلطتها و نفوذها الكبيرين في قيادة الحضور نحو الرقص و الهتاف و أقصى درجات الإنسجام و الإندماج في الموسيقى التي تنقلت بين الأنغام الكوبية، الموسيقى الغجرية و التقاسيم الشرقية في قالب لا مثيل له يميز هذه الإمبراطورية كما هو معهود.
هذه الليلة فاقت التوقعات و تخطت جميع التكهنات. فبعدما بات على إنطلاقة مهرجان إهدنيات الدولي ما يقارب الشهر، تنوعت خلاله الأمسيات الفنية الغنائية، العازفة، و الإستعراضية، و بعدما ما تظافرت النجاحات و الأصداء الممتازة من اليوم الأول للإنطلاف، كانت أنظار الجميع من حضور و منظمين و صحافة تتجه نحوى هذه الليلة، فأتى الرد بتأكيد مقولة “ختامها مسك” و برهانها مع كل بلال الغجري و فغالي. فلقد سجلت هذه الليلة أعلى درجات التفاعل على الإطلاق، كما و واحدة من أعلى نسب الحضور الذي أمضى الليلة إما واقفا ً و محتفلاً، أو منضما ً إلى حلقات الرقص و الدبكة التي تكونت في كل صوب و ميل و أمام خشبة المسرح كذلك الأمر.
البرنامج الفني الذي خصص لهذه الليلة كان على درجة كبيرة من الحرفية و الخبرة العميقة في خلق أجواء الإحتفال و التفاعل الكبيرين، فكانت الإنطلاقة سلسة و هادئة مع فغالي الذي أطلق الحفل على وقع أنغام “يا عاشقة الورد” تلاها أغنيات ” رح خلفك بالغصن يا عصفور” ، الليل يا ليلى”، جنات عمد النظر”….و بعدما لامس فغالي مشاعر الحضور بهذه الأغنيات، لامس مرة أخرى حماسهم و وطنيتهم الكبيرة، عبر مجموعة ً من أشهر الأغنيات القومية و الوطنية التي ألهبت الجميع غنائا ً و تفاعلا ً: “جينا الدار يا أهل الدار”، “عصفورة النهرين”، “خضرا يا بلادي”، “زينوا الساحة”، “بتتلج الدني”، بحبك يا لبنان”، و “هللي عالريح” التي أنهى بها فغالي صاحب الصوت الدافيء و الوزين وصلته الفنية. أما مع بلال، الأمير الغجري، فلم يكن للهدوء و الروية أي مكان على الإطلاق، فمنذ لحظة إعتلائه المسرح كانت الأغنيات الشعبية، الموسيقى الكوبية الغجرية، كما و رقص بلال الحماسي عوامل كفيلة بتحويل الحفل إلى كرنفال بكل ما للكلمة من معنى. “يا ريت فيي خبيها”، “لزرعلك بستان ورود”، “تعلى و تتعمر يا دار”، “جيب المجوز”، “يا بنت السلطان”، “ميل يا غزيل”، “يا سيف عالأعدا طايل”، كما و “الدلعونا”، كانت سلاح بلال الأبيض لنيل حب الجمهور، دون أن ننسى مبادرته الفريدة في قفزه عن المسرح و إنطلاقه ما بين الحضور للرقص و الهتاف و مشاركة الجميع الغناء و الرقص.
أخيرا ً، كان إنضمام الطبل الشرقي إلى العرض، الحركات الراقصة المنظمة و الطريفة لعازفي السكسوفون، الرقص العربي الأصيل بالسبحة و الكفية، و اللباس الموحد لجميع أعضاء الفرقة عوامل سحرت الأنظار و أضافت إلى نجاح العرض بكل تفاصيله و حيثياته. بهذا العرض يصل مهرجان إهدنيات الدولي لختام دورته لعام 2011 ليتجدد اللقاء في السنة القادم وسط برنامج تقافي فني مميز.
شاهد الصور