رأي- رامي عيّاش متّهم بزرع قنبلة فنيّة في الأسواق…فهل تنفجر؟
نادرا ما تكون اصدارات النّجوم، اللبنانيّين والعرب، جميلة بكامل أغنياتها…ولطالما كنا نتساءل لم لا تحتوي معظم البومات النجوم الكبار على أكثر من أغنية أو اربع أغان ناجحة وكحدّ أقصى… وكنّا نعزي السبب دائما الى امّا الافتقار الى ملحنين مبدعين، و الشعراء الى كلمات وجمل موسيقيّة جديدة، امّا الى كسل المطربين الذين يسعون للحصول على أغنية ضاربة توجدهم على السّاحة، غير آبهين ببقيّة الألبوم…فيغنّون من “الموجود” في خزائن الشعراء!
ولكن، يبدو أنّ البوب ستار “رامي عيّاش” الى جانب البعض القليل طبعا، كسر القاعدة، وخرق المعادلة الثابتة، ليصدر البومه الجديد “غرامي عياش 2011” الذي، وبرأيي الخاص، يعتبر من أهمّ واجمل اصداراته على الاطلاق، ويتضمّن تسعة أغنيات، كلّها من دون استثناء مميّزة، وجديدة و ستشكل كلّ منها “هيت” على حدى.
كلّ من سمع الالبوم سيفهم ما أعنيه، لأنّهم لمسوا طبعا، كمّ الابداع الموجود في العمل، وكمّ الاحساس العالي المستوى، ولاحظوا أن رامي ينتصر على نفسه أوّلا، وعلى كلّ من أصدر مؤخرا عملا فنيّا.
رامي عندما يغنّي، تشعر وكأن كلّ جوارحه تغنّي معه، فهو يغرّد مستخدما طاقاته الصوتيّة الخارقة…يستطيع أن يؤثّر في كلّ من يسمعه، وهذه قدرة لا يمتلكها كل من لديه صوت جميل، هنا أعني أغنية “الحق معادك”، التي أذهلني رامي في أدائها…وفيها تأكّدت، أن هذا اللون الرومانسي الحزين، يليق بحنجرة رامي، وتناسب احساسه المتفرّد…الأغنية كلمات “محمد عاطف”، الحان “رامي جمال” وتوزيع “احمد ابراهيم”، وهي عبارة عن قنبلة مزروعة في الالبوم، ستنفجر قريبا اذا ما صوّرها رامي، كما طلبنا منه سابقا، تصويرا راقيا يليلق بها.
من الأغنيات الأكثر روعة أيضا، أغنية حياتي أو “صار عندي القمر” ، كلمات نزار فرنسيس، الحان وتوزيع جان ماري رياشي. وماذا ننتظر عندما تجتمع كلّ عناصر النجاح في الأغنية، من صوت واحساس رامي، الى ابداع نزار فرنسيس في حياكة الكلمات، الى تميّز وتفرّد جان-ماري في الالحان والتوزيع…
كذلك أنّ أغنية “افرح فيكي” هي ايضا من انجازات هذا الثلاثي المميّز.
أمّا أغنية “طال السّهر” فتشكّل حالة خاصّة في الالبوم، لجماليّة الكلمات للشاعر والملحن الشاطر “سليم عسّاف”، ولروعة توزيع “داني الحلو”…رامي يخرج عن رتابة الأسلوب المعتمد في الأغنية العربيّة، كما يفعل دائما، وهذه الأغنية تناسب أسلوبه الغنائي تماما، ويبدع فيها خاصّة عندما يطرّب ويعرّب في غناء كلمة “مجنون” في منتصف الأغنية…رائع يا رامي.
أمّا أغنية “انتي زعلتي” فهي، كما أحسست، لون جديد على رامي، وأسلوب غريب وجميل، ولكنّه يناسب جنون رامي الفنّي، وتنقلنا من حالات الطرب و الرومانسيّة، الى حالات راقصة مجنونة جميلة ومختلفة.
والالبوم يتضمّن أيضا أغنية “شلبيّة”، والتي جدّدها رامي، وهي أغنية مشهورة جدا في لبنان ومن الفلكلور اللبناني، ورامي في كلّ البوم له يقوم بتجديد أغنية من تاريخ الفنّ اللبناني الرائع، وهذه لفتة جميلة وكريمة يستحق الثناء عليها.
كما نودّ أن نشير، الى أنّه عندما يجدّد أي أغنية قديمة، يضفي سحره وأسلوبه الخاص عليها، كلاما والحانا وتوزيعا…والأغنية كلمات سليم عساف، الحان جان ماري رياشي وتوزيعه أيضا.
اضافة الى أغنية “الناس الرايقة” التي أحدثت نقلة نوعيّة في مسيرة رامي منذ حوالي الثلاثة أشهر، وجعلته نجم صفّ أوّل في مصر، وجمعته بالفنان القدير “محمد عدويّة”.
كما هناك ديو يجمعه بشاب يدعى أحمد أو بيلي، وهي بعنوان “حبيبي” كلمات رامي نفسه، الحان أحمد ، وتوزيع جان-ماري رياشي، الذي له حصّة الأسد في الألبوم…ويجمع رامي بسليم عسّاف أغنية ثالثة بعنوان “حبيبة قلبي”، وهي أعنية سريعة النمط جميلة جدا، الحان سليم نفسه، وتوزيع داني حلو.
هذا باختصار البوم البوب ستار، بكامل أغنياته، ولمن لم يسمعه بعد، ننصحه بالا يفوّت عليه فرصة التمتّع بصوت ملائكيّ، من أقوى وأجمل الأصوات الموجودة على السّاحة العربيّة…
برافو رامي يليق باسمك هذا الالبوم، وأنا أعلم كم تعبت لانجازه، ولكنّ النجاح ورضا النّاس، يتطلّب كل هذا المجهود وكل هذا الابداع.
أخيرا، أود أن أكرّر ندائي لرامي، لا تصوّر الأغنيات الا بأفكار خلاقة وجديدة جدا تليق بها، والا فلا تصوّرها، لأنها تستحق أن تظهر بصورة راقية، وكادر يضيف لها، وتضيف له.
عليك ان تصوّر “الحق معادك”، طال السّهر”، و “حياتي” لأنها من أجمل ما غنّيت….
ومبارك لك هذا النّجاح….تمتّع به الآن وتذوّقه…لأنّه ما من نجاح أجمل من ذاك الممزوج بالجهد والتعب والابداع.