خاص مقابلة- من ادارة الأعمال الى الشعر، رولا فارس تحشد أفكارها ومشاعرها في “حكي مش موزون” وميريام فارس مفاجأة الكتاب
نقلت أفكارها وخواطرها غير الموزونة الى الورق وجمعتها في كتاب بعنوان ” حكي مش موزون” ستوقّعه اليوم الجمعة عند الساعة السادسة عصرًا في جناح دار النهضة العربية ، الناشرة لكتابها الأوّل، في معرض لبنان الدولي للكتاب بدورته الثامنة الذي يقام في الفوروم دو بيروت.
والكاتبة هي رولا فارس، شقيقة الفنانة ميريام فارس ومديرة أعمالها وكاتبة اغنيتها “حقلق راحتك” و”غدارة يا دنيا” والاصدار الأدبي الجديد هو باكورة مؤلفاتها باللهجة اللبنانية المحكية، شاءت ان تختصر فيه مجموعة من مشاعر تتدفق داخل نفسها والأنفس البشرية جمعاء. على ان مولودها الأدبي الأوّل ليس مجرّد حبر على ورق تنساب منه الأحاسيس بدفق من واقع حيّ ولحظات من خيال، بل هو أيضًا مسار نحو نمط القراءة العصرية الذي يترافق من خلاله الصوت مع الجملة الأدبية والصورة الإنسانية واللحن الموسيقي، اجتمعوا جميعًا ليحوّلوا القراءة الى متعة للروح وإجازة للجسد من العالم الخارجي وصخبه.
وقبيل حفل توقيع كتابها الذي دعت اليه دار النهضة العربية، تحدّث موقع “بصراحة ” مع الكاتبة رولا فارس للوقوف على تفاصيل ديوانها الأوّل وظروف ولادته وما سيقود إليه من مشاريع أدبية وفنيّة الى جانب شقيقتها الفنانة ميريام فارس التي وعدت جمهورها من خلال منشور لها عبر حسابها على موقع انستغرام انها ستتواجد في حفل التوقيع.
ولأنّ رولا سبق ان خاضت تجارب تأليفية مع ميريام على صعيد كتابة أغنياتها، فهل يُعتبر “حكي مش موزون” مؤلَّفها الأوّل وهل سيكون فاتحة لسلسلة مؤلفات قادمة؟ تجيب فارس بأنّ إصدارها الأدبي الذي توقّعه اليوم هو كتابها الأوّل وستتبعه مجموعة من الكتب من المحتوى نفسه اي الشعر المحكي، مضيفة بأنّ الكتاب ينقل تفاعلات وأحاسيس باللهجة اللبنانية المبسّطة التي يعيشها كل مواطن في تفاصيل يومياته. على ان نصوص رولا ليست الأولى في الطريق الذي تسلكه، فهي غالبًا ما تدوّن أفكارها وقد قررت هذا العام ان تنشرها وتحفظها في كتاب يظلّ في متناول العامة.
وردًّا عل سؤال حول قدرتها على إيجاد وقت للكتابة في ظلّ انشغالاتها الدائمة الى جانب شقيقتها الفنانة ميريام فارس؟ أجابت رولا بأنها عندما تتخذ قرارًا بالكتابة فإنها تجد الوقت لذلك ، فتحرص على الخروج من مكان إقامتها في بيروت علّها تجد السكينة بعيدًا عن ضجيج المدينة، او تلوذ الى ساعات الليل المتأخرة حيث تفرغ في سكون الظلام ما يجول في خاطرها. غير ان الكاتبة تعود فتستدرك بأنّ معظم ما كتبته في مؤلفها يعود بالزمن الى فترة الحجر الصحيّ تزامنًا مع انتشار وباء كورونا حيث تسنى لها تدوين أفكارها، مضيفةً بأن الكتاب كان جاهزًا منذ العام الماضي لكن الظروف شاءت ان تصدره هذا العام.
ولكن هل سيكون الكلام في ” الحكي مش موزون” موزونًا؟ تجيب الكاتبة بأنّ التعبير عن المشاعر القوية كالحبّ والغضب والغيرة والوحدة وأحاسيس أخرى يقود الكلام الى ألفاظ غير موزونة لا مكان فيها للمنطق، متسائلةً كم من مرة تخرج من فم المرء عبارات انفعالية قد يندم على التفوّه به لاحقًا، ومن هذا المنطلق طوّعت أفكارها وحشدتها في كتاب “الحكي مش موزون”. أما اذا كان الكلام فيه موزونًا ام لا فالحكم النهائي عليه في جعبة قارئه.
ولكن مع تطوّر عصر السوشيال ميديا وازدهار المنصات الرقمية، هل سيتوفر الكتاب بنسخات عن بعد او سيتقوقع في القالب الكلاسيكي المطبوع؟ توضح فارس بأنّ الكتاب لن يقتصر فقط على نسخة مطبوعة بل سيُدعم بتقنية سمعية ترتكز على خدمة الQR code التي يمكن تفعيلها بواسطة الـscan الذي سيسمح للقارئ بأن يستمع الى قراءة صوتية لنصوص الكتاب على وقع موسيقى منسجمة مع محتوى مضمونها، على ان يتوزّع في المكتبات على شكل كتاب إلكتروني “e-book “ وكتاب صوتي “audio book “. وقد اعتمدت الكاتبة هذه التقنية لتشجيع الجيل الجديد على القراءة من خلال السمع، ايمانًا منها بجمالية اللغة العربية التي تجذب على الكتابة فيها فيتمكّن الجيل الجديد من الاستمتاع بالقراءة بواسطتها.
وفي ظلّ جنوحها الى موهبة التأليف، هل ستستمر رولا في تجربة كتابة الأغنيات وهل من جديد على الصعيد الفني في اصدارات شقيقتها ميريام وهل ثمة احتمال للتعاون مع فنانين آخرين؟ اعتبرت فارس ان التوليفة الكتابية التي اعتمدتها في مؤلفها لا يمكن تحويلها الى نصوص مغنّاة، فللأغنية اسلوب خاص بها. أما بالنسبة للعمل مع ميريام، فنفت اي تعاون قريب بينهما، فيما استبعدت كليًّا اي تعاون محتمل مع سواها ، لأنّ ملكة كتابة الأغنيات لديها هي مجرّد هواية لا أكثر.