خاص- كارول عبود ٢٠ عامًا من الإبداع… وبعد
“إن لم تعرف طريق رزقك فرزقك يعرف طريقك”.
من منا لا يعرف هذه الجملة ويعرفها حد العشق، عشقها وعشق من تقولها.
“كارول عبود” واحدة من أروع نجمات لبنان والعالم العربي، سيدة الأدوار المركبة وسيدة الجرأة الادائية.
فمعها تعرفنا على تيار حديث في مفهوم التمثيل، فإنطلاقاً من دراساتها المعمقة في الإخراج والتمثيل ومن خبرتها الواسعة وسنينها الادائية الكبيرة، ومن خلال تعاملها مع أهم كتاب ومخرجي الدراما اللبنانية والعربية، لمعت “كارول” مؤخرا في الكثير من الأدوار والاعمال التي شكَّلت صدمةً وبصمةً في مسيرتِها.
فهي تعرِف تماماً إنتقاءَ ادوارِها، لا بل جعلت من نفسها مغناطيساً لا يجذب سوى الادوار الثقيلة، المركبة وذات المستوى العالي.
فَمُذ ان رشّحها الكاتب “شكري أنيس فاخوري” وهي ما زالت طالبةً في معهد التمثيل عام ١٩٩٥ لدور في المسلسله الشهير “العاصفة تهب مرتين” وحتى يومنا هذا، هي المبهرة دائما، أداؤها عفوي دون مجهود، أثبتت نفسها وحضورها بأحقية موهبتها المثقلة بالخبرات والدراسات.
قدرات عالية من خلالها تجمع بين الأداء، الصوت، الحركة ولغة العيون، أداء يجعلك متسمّراً بذهول تام امام شخصية متكاملة بتفاصيل التفاصيل.
فبعد تجاربها الاولى في منتصف التسعينات، عُرِفَت بأدوار المرأة القوية الجريئة والحدّة، عاشت نجاحات منقطعة النظير حينها وأصبحت من أهم الوجوه للدراما اللبنانية إلى أن قررت الإبتعاد والسفر سنة ٢٠٠١ لمتابعة دراساتها العليا.
قرار إتخذته عن إقتناع و كما تقول :” دفعت ثمن غيابي ولست نادمة” إلى ان قررت العودة وبعد ٢٠ عاماً من الإنقطاع التلفزيوني خلالها تالقت على الخشبة الساخرة، سجلت عودة مزلزلة من خلال دور “عبلة” في مسلسل “اولاد آدم” فكانت صدمة للدراما حيث سجل حضورها تفاعلا كبيرا وتهليلاً من كل زملائها ومحبيها.
أما “ساريا”، آخر أدوارها، في مسلسل “للموت” فهي واحدة من اقوى إطلالات كارول، رسمتها بكل أدواتها، طوّعت كل حواسها وأحاسيسها، فالتناغم الكبير الحاص بينها وبين المخرج “فيليب أسمر” وقلم الكاتبة “ندين جابر” التي استطاعت ان تحيك دورا مفصّلاً على مقاس “كارول عبود” أنتج عظمةً، أدائية وتمثيلية عنوانها “ساريا”.
كارول عبود قيمة وقامة فنية لبنانية وعربية نفتخر بها وبمسيرتها الفنية التي تحمل الكثير من النجاح والإبداع والتفوق.