غبريال عبد النور… حالة فنية نادرة
شاب طموح، له اسلوبه الخاص وإبداعه اللحني وبـُــعد الرؤية في الموسيقى وتقنيات الصوت، يحرص على تقديم فنٍ راقٍ غني بمضامينه اللحنية والشعرية والغنائية.
انه الوحيد الذي اصدر البوماً غنائياً كاملاً من أدب جبران خليل جبران وهو يحضّر حالياً لألبومه الجديد الذي سيصدر في ال2010 .
مع غبريال عبد النور كان هذا اللقاء للاضاءة على مشواره الفني وجديده.
بطاقة تعريف
متخصّص في علم النفس والغناء الاوبرالي وأتابع منذ عام 2002 تمارينَ في الغناء الشرقي.
كانت لي مشاركات في ابرز الامسيات الفنية والثقافية في لبنان والخارج.
اصدرت اول ألبوم لي تحت عنوان “غبريال عبد النور يغني جبران خليل جبران” تضمَّن سبعة نصوص نثرية للأديب العالمي تولىّ تلحين خمسة منها الفنان ايلي شويري بالاضافة الى لحن لجوزيف خليفة وآخر لي، وأنا اليوم بصدد التحضير لألبومي الثاني الذي سيصدر عام 2010 .
كنت ابرز من غنى في افتتاح القمة الفرنكوفونية في بيروت عام 2002، لماذا لم تكن لك مشاركة في دورة الألعاب الفرنكوفونية التي جرت مؤخراً في لبنان ؟
في بداية العام عرض علي احد المعنيين المشاركة وقد اعتذرت لانهماكي بالتحضير لألبومي الجديد الذي ابذل قصارى جهدي لانجازه على اكمل وجه، حتى الاعمال التي تحمل طابعاً ثقافياً لم أعُد مستعداً للمشاركة فيها من دون بدلٍ مادي لأني ساهمت كثيراً في اعمالٍ من هذا النوع كما انني أنتجت عمل جبران خليل جبرن كاملاً من الحان وتسجيل وطبع وتسويق وفيديو كليب على حسابي الخاص من دون اي مساعدة من الجهات التي تدّعي الاهتمام بالثقافة.
حتى لجنة جبران الوطنية؟
لجنة جبران الوطنية السابقة كان حضورها ايجابياً جداً انما معنوياً فقط وهنا لا بد من توجيه تحية الى المفكّر الكبير وهيب كيروز، حافظ متحف جبران الذي قال عقب الامسية التي قدّمتها في بشري : “عندما نستطيع ان ندرك الاسرار التي وضعها الله في نهر قاديشا والوادي المقدّس نبدأ بفهم أسرار الجمال والابداع في صوت غبريال عبد النور.”
امّا اللجنة الحالية فلم يكن لي اي نشاط معها، لذا أحييت اليوبيل ال125 على ولادة جبران في ال 2008 على الصعيد الشخصي في لبنان والخارج، بمرافقة الاعلامي فادي أبي تامر في القراءات الشعرية، فقدّمنا امسياتٍ باهرة أشادت بها الصحافة اللبنانية والعربية كما تعلم.
هل أنت نادم؟
أنا لا أندم على اي عمل قدّمته، فكل ما قمت به كان على المستوى الذي احرص على المحافظة عليه وأرشيفي حافل.
تكريمي لجبران هو بمثابة تكريم لوطني لبنان ومهما فعلنا نبقى مقصّرين تجاه هذا الفيلسوف العالمي الذي رفع اسم لبنان عالياً، كما أنّي حمَّلت صوتي بغناء جبران مضموناً، نادراً ما أستطيع ان أُضيفه الى رصيدي الفني مع آخرين على الأصعدة الانسانية والفلسفية والروحية والوطنية.
بعد ألبوم جبران خليل جبران، ما هي الاعمال والمناسبات التي أحييتها؟
عام 2005 أغنية “عاد المصطفى” مهداة لجبران تويني بعد استشهاده من كلمات شوقي عمار وألحان عبدو منذر.
عام 2006 تسجيل أغنية “ها أنا لبنان” من كلمات سعيد عقل وألحان وديع صبرا ملحن النشيد الوطني بعد الحصول على الاذن من الشاعر الكبير.
اختياري عام 2007 لاحياء ماراتون بيروت فنياً واعتماد أغنية الماراتون الرسمية للعام المذكور “يلاّ نركض” بصوتي، كلمات باتريك رزق الله وألحاني.
اصدار أغنيتين للشهيد فرانسوا الحاج في آخر عام 2007، “يا بطل لبنان” من كلماتي وألحاني و”هذا الشرق” من كلمات ملحم رياشي وألحاني.
مشاركتي في ماراتون 2008 تحت شعار “اركض من أجل السلام” واطلاق أغنية الماراتون “نركض للسلام”، كلمات باتريك رزق الله وألحاني أيضاً.
تقديم برنامج موسيقي أسبوعي هادف لمدّة عامين من ال 2007 الى ال2009 على قناة المرأة العربية،
وأمسيات غنائية عديدة أحييتها بين عامي 2007 و2009 في لبنان والخارج واطلالاتي عبر العديد من الوسائل الاعلامية العربية والاجنبية، أبرزها ال CNN وال Euronews .
كيف ترى الحالة الفنية اليوم؟
ان ما نشهده اليوم على الساحة الفنية مرتكز بمعظمه على اثارة الغرائز، وأجزم بأنه مؤامرة وجريمة لتسطيح فكر الجيل الحالي وتشويه الثقافة التي ننتمي اليها والمبنية على القيم.
ان هذه المادة الفنية الهابطة تـُــفقد المستمع الإحساس بعمق الموسيقى وروحانيتها.
لقد أصبح اليوم النشاذ في الغناء ولسوء الحظ، عادة عند المستمع.
هل تتضامن مع الموسيقار ملحم بركات في ما قاله عن ضرورة التشبث بالأغنية اللبنانية؟
انَّ ما قاله الموسيقار يعبّر عن حرقته لما وصلنا اليه من انحدار في المستوى الفني و حرصه على انتشار الاغنية اللبنانية.
أبو مجد كان صريحاً وعفوياً وكان منفعلاً بعض الشيء لأنه لا يجامل ولا يضع الأقنعة وأنا أُقدّر موقفه.
لمن تستمع من الفنانين؟
في مكتبتي الموسيقية أرشيق غني لمعظم الفنانين العالميين والعرب على سبيل المثال لا الحصر
Edith Piaf – Charles Aznavour – Dalida – Jacques Brel – Barbara – Les trois Tenors – Shirley Bassey – Maria Callas – Les compagnons de la chanson – Tino Rossi….
أسمهان – فيروز – نور الهدى – وديع الصافي – صباح – أم كلثوم – فريد الأطرش – ليلى مراد – زكي ناصيف – نصري شمس الدين – ايلي شويري – ملحم بركات – ماجدة الرومي – كاظم الساهر وصابر الرباعي وغيرهم…
من صاحب أجمل صوت برأيك بين الفنانين الرجال؟
وديع الصافي
وأجمل صوت نسائي؟
أسمهان
ما الذي يميز أسمهان برأيك عن أم كلثوم؟
انهما صاحبتا أعظم صوتين نسائيين على صعيد الوطن العربي ولكل منهما لونها الخاص. أستمتع بسماع الصوتين لما فيهما من عظمة في الخامة والأداء، لكنني أميل لأسلوب أسمهان المجّدد في الغناء، هذا الصوت المخملي الذي أجاد بإتقان مزجَ الأدائين الشرقي والأوبرالي بطريقة استثنائية وهذا ما ظهر في رائعة “يا طيور” من ألحان محمد القصبجي.
ألا تطمح للإنضمام الى شركة انتاج كبرى تتولى مهمة انتاج ألبوماتك؟
ألبومي الأول كان من انتاجي الخاص، كذلك الفيديو كليب لأغنية (لكم لبنانكم و لي لبناني) الذي صوّر في متحف جبران في العام 2007. ولا يمكن تصوّر كم كانت مكلفة وشاقة متابعة أدق التفاصيل خصوصاً عملية التسويق، أما اليوم فإن هدفي الأساسي هو التعامل مع شركة انتاج تحترم الفن الذي أقدّمه ليبصر العمل الجديد النور بالمستوى الـلائق والمطلوب.
ماذا عن الالبوم الجديد؟
يتألف من ثمان أغنيات كتبت كلماتها ندى عبد النور ، وهي ابنة الشاعر الكبير منير عبد النور الذي غنى له الموسيقار ملحم بركات: “ولا مرّة كنّا سوا” و”يا حبّي اللي غاب”، و”موعدنا أرضك يا بلدنا” وغيرها…
أما الألحان فقد وضعتها بنفسي،
ومن المتوقع أن تضاف اليه أغنيتان احداهما من كلمات شوقي عمار وألحاني والأخرى من كلمات ميشال منصور وألحان عبدو منذر.
اشارة الى أن التوزيع الموسيقي لأغنياتي من عام 2005 وحتى اليوم يتولاه المايسترو عبدو منذر.
ما هي مواضيع أغنياتك الجديدة؟
أغنيات يغلب عليها الطابع الرومنسي العاطفي بالاضافة لأعمال اجتماعية ووطنية وكلها باللهجة العامية اللبنانية.
نعرف انك ترتبط بعلاقة مميزة مع السيدة ماجدة الرومي، أخبرنا عنها؟
اول لقاء جمعني بالسيدة ماجدة الرومي كانً في عام 1991 وكنت صغيراً. انَّ السيدة ماجدة صورة فنية راقية يعتز بها كل لبناني، نصحتني بالانتقال من الغناء الاوبرالي العالمي الى الغناء الشرقي وقد عملت بالنصيحة لايماني برأيها الصائب وخبرتها الفنية الواسعة. أحب شخصها وصوتها وأغانيها وعمق تجربتها الانسانية والفنية وما غنائي في أمسياتي الاخيرة “عم بحلمك يا حلم يا لبنان” الاّ نوعاً من التكريم لهذه الفنانة العظيمة. وسأهدي موقع “بصراحة” ولأول مرّة صورتي مع الماجدة عندما كنت ف