خاص – نصيب الأسد لمسلسل الهيبة – جبل من الجوائز والتكريمات

باتريسيا هاشم: في الحياة الهيبة لا تُمنح مجاناً…الهيبة تُكتَسب

وانني اضيف اليوم ان الهيبة في الدراما ايضاً لا تُمنح مجاناً انما تُكتَسب، تُقتَلَع وتُستَحق

لن أطيل الشرح اليوم عن الجزء الخامس من مسلسل “الهيبة” فأنتم شاهدتموه وتابعتموه وللّذين لم يشاهدوه بعد اقول لن أحرق لكم تفاصيله ومجريات احداثه لذا انتظروه فلا بدّ من ان يُعرض قريباً على اكثر من شاشة عربية.

أنا اكتب هذا المقال اليوم وقد نصّبتُ نفسي رئيسة مهرجان تكريمي وما اكثرها في ايامنا هذه ولأن “ما حدن احسن من حدن” سمحت لنفسي توزيع دروع تكريمية وجوائز تشجيعيّة ولكن مع سابقة وحيدة انني امنح كل الجوائز لمسلسل واحد وقد أقمت هذا الحفل الافتراضي الإلكتروني فقط على شرفِه علّني أفيه وصنّاعَه والمشاركين فيه حقّهم المعنوي.

في البدء كانت الكلمة… لذا امنح الجائزة الاولى اليوم لكتّاب هذا المسلسل بكامل اجزائه وأطبع قبلة تقدير إضافية على جبين كُتاب الجزء الأخير…ايها المشاغبون المبدعون، يا اولاد الأفكار الابداعيّة، يا وحوش الصور المشهديّة، يا عباقرة الحوارات العبقريّة، لقد تخطّيتم كل التوقّعات وعانقتم الحبَكات الجهنّمية التي لا تخطر على بال ولا تمرّ حتى مرور الكرام عليه…

سامر نصرالله، طارق عبده، محمد الحمصي، يزن طربيه، وسيم قزق ، في الهيبة-المسلسل بنوا سدّ مياه في ارض قاحلة عطشى وانتم كالهيبة بنيتم بإحكام سدّاً من الافكار في ارض درامية عطشى ولم تسمحوا بتسريب قطرة ابداع وعبقرية واحدة فلم تذهب اي فكرة هباء او سدى ورويتم بمخيّلتكم الخصبة عقول ملايين المشاهدين الذين استمتعوا بجزء خامس تمنّينا بعده الاّ يكون الأخير، فإن كان النجاح يتضاعف بعد كل جزء فأين الحكمة في كتابة الفصل الأخير او وضع النقطة الأخيرة؟ 

ما أجملها مشاهدكم

ما اروعها حواراتكم

ما اذكاها حبكاتكم

ما اغلاها رسائلكم…حيث اثبتم مرة جديدة ان الدراما ليست فقط مشاهد وحوارات وقصة مثيرة، انما هي ايضاً رسالة اجتماعية عابرة لأجيال تأخذ دروسها من حياة درامية ولو في ثلاثين حلقة. 

الى جبال الهيبة اوزّع دروعي التكريمية التالية…

منى واصف…يا جبل الدراما العربية، يا امرأة لم تُنجب سوريا مثيلة لها، يا سيدة الدراما امام الكاميرا وخلفها، يا قدوة لجيل كامل من الممثّلات ويا هيبة الحضور والغياب، شكراً لأنك اثريتِ شاشاتنا بعبق الخبرة والشموخ والهيبة.

تيم حسن…يا عبقري الحضور والمضمون، يا اسطورة الهيبة الذي لا يتكرّر، يا هوليوودي الهوى وعربي الهويّة، يا عظيم الأداء ونادر الموهبة، لو كنت أمون على الشركة الصبّاح للإنتاج لتوسّلتهم ان يستمرّوا بإنتاج أجزاء جديدة من “الهيبة” واقترحت عنواناً للجزء الجديد “الهيبة- القدوة” فأنت لم تلعب فقط دور جبل شيخ الجبل وتخطّى دورك كونك الرجل الخارج عن القانون والمطلوب من العدالة، بل أصبحت بما تمثّله في المسلسل، قدوة للرجل العربي لأنك لقنتهم دروساً في الشهامة والرجولة والمروءة والحكمة والرصانة والوفاء والكرامة. وكم هي صفات نفتقدها اليوم لدى معظم الرجال وان كانت سجلّاتهم ناصعة البياض وان كانوا في أعلى المراتب وفي أهم المناصب يرتدون البذّات ويضعون ربطات العنق ويجلسون وراء مكاتبهم.فنحن بأمسّ الحاجة اليوم في وطننا العربي الى “جبل شيخ الجبل” وأنت كنت القدوة والمثال واعدت ترتيب اوراق الشهامة واعدت للرجولة بريقها ولو وراء الشاشة.

سعيد سرحان… يا حجر اساس ورأس حربة الهيبة، اثبت انك البطل القادم من الابداع في دور أجبَر الكُتّاب على تكبيره بعد كل جزء ليساع موهبتك ويكون على مقاس استثنائيتك واثبت نظريتي ان الهيبة تُكتسَب ولا تمنح.

الجائزة التالية تمنح لعبدو شاهين هذا الوحش الدرامي المتربّص بالتميّز، الذي يدرك تماماً من اين تُؤكل كتف النجاح، هذا العالِم بخفايا التفوّق وخباياه، هذا الذي لا يتهاون مع اي دور يُمنح له، فيخيط الدور بإبرة يغرزها في جلده فيتماهى الدور مع جسده وينمو عليه فيقدّم شخصية نحتار ان كان يلبسها ام هي تلبسه… 

كذلك الممثل القدير ناظم عيسى الذي كان عِطر مسلسل “الهيبة” بكامل اجزائه والذي اكّد ان الخبرة لا يمكن الاستهانة بأولويّتها، هو الذي حمل عكازه لم يكن يدرك انه حمل المسلسل من خلالها فاتكىء الابداع عليها ايضاً فمشى المسلسل شامخاً بفضلها. ولكن ما بعد الهيبة ليس كما قبله، لذا اطالب صنّاع الدراما العربية بايفاء هذا القدير حقه في اعماله اللاحقة.

الجائزة التالية تُمنح للممثل القدير محمد عقيل لأنه وعلى الرغم من صغر مساحة الدور الذي اعطي له كان عاموداً اساسياً في المسلسل ولم يقبل الاً بترك بصمته الاستثنائية عليه. كان مؤثراً في كل مشهد اطلّ فيه، حضوره آسر صوته ماركة مسجلة بإبداعه و اداؤه يُدرّس، نجم حقيقي مخضرم انسجم مع دوره لدرجة انه لم يجد في سنّه عائقاً ليتنافس مع الشباب الشجعان في المسلسل في مشاهد “اكشن” مثيرة.

جائزة ايضاً للممثل المبدع عبد المنعم عمايري، مسك ختام الاجزاء الخمسة، نجم بدرجة تفوّق فاق كل توقعات الابداع وعانق الجزء الخامس بقدرة هائلة على تقمّص الشخصية. نجم لم يتم اختياره بالصدفة لهذا الجزء العالمي من المسلسل فكان لا بدّ من الاستعانة بممثل بدرجة امتياز ليرافق تيم حسن في مشواره الاخير في الهيبة.

الجائزة التالية تتقاسمها كل من روزينا لادقاني وهند خضرا وايميه صياح فقد نجحن في ان يكنّ بلسماً لجراح رجال الهيبة كل على طريقتها. بطولة نسائية مشتركة لامست الواقع وابدعت ضمن مساحة الدور والشخصية.

جائزة جديدة امنحها لمخرج العمل سامر البرقاوي وفريق عمله من المصوّرين والتقنيين.جائزة مستحَقة عن جدارة لهذا المخرج العالمي الذي رافق بكاميراته مقاتلي الهيبة الى ساحات القتال. وفي حين حملوا هُم بندقيتهم على اكتافهم ومسدّسهم على خاصرتهم، حمل هو همّ العمل على كاهله الذي لم تُثقله هذه المَهمّة المستحيلة وحارب جنباً الى جنب معهم في ساحات الابداع حيث تفوّق في معظم الاحيان عليهم بنقل الصورة بأمانة متناهية.

سامر البرقاوي أثبت في هذا الجزء من الهيبة انه مخرج المهام العالمية وان الصعوبة مُفرَدة محاها من قاموس عبقريته منذ زمن طويل.

جائزة جماعية جديدة لكل ممثّلي العمل في ادوار مساعِدة. فكل واحد منهم كان قطعة puzzle ساهمت في اكمال الصورة الكبيرة والعظيمة لهذا الجزء العالمي.

جائزة أخيرة أمنحها بفخر كبير لشركة الانتاج “الصباح اخوان” التي آمنت بمسلسل الهيبة وجيّرت له كل امكاناتها وخبرتها ومنحت الثقة للمشاركين بهذا العمل.شكراً على المتعة التي قدمتموها لنا على طول خمسة اجزاء مذهلة. شكراً على الانتاج الضخم الذي امتعتمونا به فتكونوا بذلك قد كرمتم مُشاهدكم العربي الذي يستحق هذه الاعمال العظيمة ولو اننا نطالبكم اليوم بجزء جديد حتى وإن لم يبقَ من ضمن اولوياتكم. ففي حين كل اجزاء المسلسلات التي شاهدناها عربية كانت ام عالمية تراجعت نِسب تميّزها ومشاهداتها مع اضافة اجزاء لها، تفوّق مسلسل الهيبة بجزئه الخامس على الاجزاء السابقة، ما يَعِد – ان قررتم التراجع عن قراركم- بجزء جديد مثير جداً لفضول المشاهِد العربي.

ويبقى العتب في سطوري الأخيرة لنهاية لم تكن مُرضية.وهنا اتوجه بالسؤال للكتّاب والشركة المنتجة، اليس ظلماً ان تُسدل الستارة على المسلسل بمشهد حزين لجبل شيخ الجبل ووالدته وحيدَين في منزل بارد كان يستحق بعد كل هذه المعاناة صدى ضحكات دافئة وزحمة أحبة واصدقاء؟ الا تستحق النهاية إنصاف جبل شيخ الجبل وايجاده لسعادته ولنصفه الثاني؟ الا تستحق كل المعاناة في الاجزاء الخمسة نهاية سعيدة ولو كانت مثالية؟ الا ان كنتم تخطّطون لجزء جديد… فحينها فقط لن اعترض ابداً على هذه النهاية.

أخيرًا يمكنكم متابعة الجزء الخامس من الهيبة على منصة شاهد بحلقاته الثلاثين. كما أعلنت شركة القمر للانتاج عن شراء حقوق المسلسل العربي المشترك “الهيبة” لتقديمه الى الجمهور بنسخة التركية، إذ تعتبر هذه السابقة هي الاولى دراميًا بعدما تعوّد الجمهور العربي على اقتباس المسلسلات التركية وتحويلها الى العربية.

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com