حملة “سطوح بيروت” تزرع الأمل في قلوب 100 ألف عائلة
إيماناً منها بأن العمل الإنساني رسالة حياة، تكمل جمعية سطوح بيروت مسيرتها في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد مع انتشار وباء كورونا، في محاولةٍ منها لزرع الأمل في قلوب 100 ألف عائلة لبنانية. فعلى هواء الـotv أطلقت الإعلامية داليا داغر حملة التبرعات، التي بدأت بها الجمعية يوم الأربعاء الماضي وأعلنت عنها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك في حلقةٍ خاصة من برنامج ضروري نحكي، وتلقت الاتصالات مباشرةً من أصحاب الأيادي البيضاء على مدى ثلاث ساعات، ملأتها المحبة والوفاء والعطاء والإنسانية.
أكدت داغر في مقدمة الحلقة الخاصة من ضروري نحكي على أن “الصمود الصحي كله مش ممكن يتواصل من دون صمود غذائي ومعيشي، وهي مسؤولية مجتمعية كبيرة بهالمرحلة. ولعل الحكومة ما بتملك يلي بتملكو الحكومات التانية من قدرات مالية، لكن نحنا كشعب لبنانيّ منملك من التقاليد الإجتماعية والقروية والأسرية والدينية ما يكفي لمساندة بعضنا، فمن العونة يلي تربينا عليها نحنا وأطفال حتى نساعد جيراننا بقطف الزيتون للصدقة لفلس الأرملة، وصولًا لقناعتنا انو مش ممكن ناكل ونكمّل سهرتنا أو نِخلُد للنوم ونحنا عارفينا أنو جارنا أو حدا من قرايبنا عم بينام من دون عشاء”.
واضافت: “أَعلنت عن الحملة يوم الأربعاء الماضي، لتنهال عليّي الرسائل النصية يلي بترفع المعنويات، وبس تشوفو انتصار إنسانيتنا على كل شيء تاني بهالظروف بترتفع معنوياتكم، وبس نقرا اقتراحات الشباب والصبايا على مواقع التواصل الاجتماعي كانت عم ترتفع معنوياتي، ويلي حضرتو مبارح المسا ضمن برنامج صار الوقت بيرفع بدورو المعنويات”.
وختمت داغر: “انتو كلكن، بكل بلدة وضيعة وحيّ وبناية، بتعرفوا ظروف بعضكن.. فكروا اليوم بالأشخاص يلي منّن قادرين يأمنوا الغذاء لأنفسهم وأولادهم إذا ما راحوا عالشغل؛ فيكن تبادروا بشكل مباشر لمساعدة هالأشخاص بما تيسر أو بإمكانكن استخدامنا بجمعية “ع سطوح بيروت” كوسيط بينكن وبينن. أنتو ونحنا رح نقوم بكل شي بيلزم حتى ما تجوع عيلة أو ينام طفل من دون عشاء؛ سبق أنو خضنا تحديات كثيرة وربحناها كلّها، ورح نعمل كل شي بيلزم لنحاول نربح هالتحدي الكبير، بالاتكال عليكم طبعاً”.
وافتتحت داغرالتبرعات بفتح قجة الأطفال ريان وجينيفير والتبرغ بمبلغ 300 ألف ليرة لبنانية، لتنهال من بعدها الاتصالات من كل حدب وصوب، ومن كل لبناني محبّ في الداخل وفي بلاد الانتشار، ومن الصغير والكبير، لتثبت أن في هذا البلد لا زال هناك مكان للحب، ولا زالت الانسانية تختصر كل المسافات بين اللبنانيين. ومن بينها تبرع مخرج برنامج ضروري نحكي السيد باتريك نعيمة بحصص غذائية للحملة، وكان لافتاً التبرع المادي الكبير من قبل رجل الأعمال السيد شارلي حنا بقيمة 300 مليون ليرة، والذي أكد في اتصالٍ مع ضروري نحكي أنه تقدم بهذا المبلغ انطلاقاً من ثقته الكبيرة بجمعية سطوح بيروت، ووجه تحية للجيش اللبناني “السهران على أمن المواطنين” ووعد أهالي الجنوب بأن يبقى إلى جانبهم، وقال: “ثورتنا اليوم على فيروس كورونا وأدعو المواطنين وخصوصاً المغتربين للتبرع، وأخص بتبرعاتي أهالي الجنوب والمواطنين العاطلين عن العمل خصوصاً في هذه المرحلة الصعبة التي نمر بها”.
وتخللت الحلقة مقابلة خاصة مع الدكتور مارون خوري للحديث عن آخر مستجدات فيروس كورونا، سبل الوقاية، والحلول المنتظرة. وأكد خوري “أننا نواجه فيروس خطير في هذه المرحلة، ولكن سأطمئن اللبنانيين أن هذا الفيروس لا زال أسهل من الأمراض التي ضربت العالم في مراحل سابقة، ومنها إنفلونزا الخنازير وغيرها، والتي كان هدفها الحدّ من عدد سكان الكرة الأرضية”. وأضاف: “هناك نوع من فيروس كورونا موجود دائماً في جسم الإنسان في الحنجرة والأنف والجهاز الهضمي، لكن ليس هو نفسه الفيروس المنتشر اليوم”.
وحيّا الدكتور خوري وزير الصحة حمد حسن على جهوده “لأنه بالإمكانيات الضئيلة يقوم بعمل جبار في هذه المرحلة”، ولفت إلى أن “الـ zinc مضر بعلاج فيروس كورونا، لأنه يؤثر سلباً على جهاز المناعة”.
ورأى أنه لا يمكن إعلان حالة الطوارىء لأن هذا يتطلب تطبيق الطب الميداني، الذي لا يمكننا تطبيقه في لبنان بسبب الإكتظاظ الناتج عن تجمعات النازحين فيه. وطالب رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة بعدم إعلان حالة الطوارىء حالياً، والبحث في سبل إعادة النازحين السوريين إلى بلدهم”.
وبدورها الناشطة ساندرا غرغور أكدت عبر اتصال أنها “ليست صدفة أن نواجه هذا الفيروس في زمن الصوم المبارك، ويجب أن تحل البركة على بلدنا لنتمكن من اجتياز هذه المرحل” وحيّت جهود جمعية سطوح بيروت، ودعت للتضامن والتكاتف في هذه المرحلة “ولنضع يدنا بيدكم لإنجاح هذه الحملة في فترة الصوم” وأكدت أنه كان هناك إصرار من ولدَيها اللذين اعتادا على فتح قججهم كل عام والتبرع بها لتيليتون سطوح بيروت في زمن عيد الميلاد المجيد، أن يفتحوا حسابهم في البنك ليتبرعوا بهذه الظروف الصعبة بـ 500 $ من ابنها توفيق و بـ 5000$ من ابنها فارس.
وتوجه رئيس اتحاد بلديات الجومة عكار فادي بربر بصرخة من خلال الحلقة، ليسلط الضوؤ على الإهمال الكبير من قبل المسؤولين في منطقة عكار “وكأنها ليست موجودة على الخريطة اللبنانية، فالمستشفى الحكومي وضعه مزري وليس مجهزاً، والطاقم الطبي في هذه المستشفى وضعه مثير للشفقة، وطالبنا بالحصول على PCR لفحص فيروس كورونا ولم نحصل عليه بعد”.
وعن التدابر الاحترازية لمواجهة كورونا أكد بربر أن “الإلتزام كبير في بلدة الجومة رغم الجوع الكبير الذي يسيطر على المنطقة، والخطوات الإحترازية على قدم وساق، وأدعو أهالي عكار إلى إلتزام منازلهم والحرص على التعقيم الدائم”. وأعلن التبرع مع عدد من الأعضاء في بلديات الجومة-عكار بمبلغ مالي لدعم المستشفى”. وختم: “يجب أن نتعلم العطاء بعيداً عن المجاهرة والمزايدات السياسية ويجب أن نتعاطى مع الأزمة بكل مسؤولة”.
وقدّم رئيس بلدية بلاط جبيل عبده عتيق 75 حصة غذائية لأهالي منطقة بلاط، من خلال جمعية سطوح بيروت، ولفت إلى أنه بدأ يوم أمس الاثنين بحملة لتأمين الدواء والغذاء لكل المواطنين الذين اضطروا لترك أشغالهم في المنطقة.
وأكد أن أزمة كورونا كبيرة وتشمل كل لبنان ويجب أن نكون متيقظين “ونحن نتخذ كل الإجراءات اللازمة لمحاربة انتشار الفيروس، بحيث بلغ عدد الإصابات في المنطقة 3 إصابات” وشدد على ضرورة الحماية الذاتية من قبل مواطن لحماية نفسه وحماية مجتمعه.
وختمت داغر الحلقة بقولها: “حجر بيسند خابية… وبقدر ما تكون المساعدات كبيرة بقدر ما فينا نساعد أكبر عدد من العائلات بعيداً عن المتاهات السياسية اللي دفعنا ثمنها غالي”. وأكدت أن “الحملة مكملة بهمتكن وعطاءاتكن لأسابيع ولنوصل لأكبر عدد ممكن من العائلات المحتاجة… ناطرين تبرعاتكم لنكمل بهالرسالة الإنسانية ونرسم الأمل بقلوب ناس خانتهم الظروف بس ما خانهم الوفا”.