رأي خاص – نادين الراسي بين التواضع والمصلحة … نجومية بخطر
نشرت معظم المواقع والصحف المصرية ان مسلسل “الإخوة” سيبدأ عرضه على الشاشات المصرية على قناتي cbc وcbc دراما يوم السبت المقبل الموافق 19 نيسان- إبريل الجاري. وتابع الخبر ان العمل هو عبارة عن دراما اجتماعية معاصرة تتكون من 100حلقة تروى قصة خمسة إخوة من الشباب.ويتحدث المسلسل عن الحب والخيانة وهوس جمع الثروة وأثرها على العلاقات الاجتماعية من خلال أسلوب مشوق وهو من بطولة تيم حسن ورانيا يوسف ورجاء الجداوي وأحمد فهمي ونشوى مصطفى ونادين الراسي وباسل خياط وأمل أبو شوشة ومن إخراج سيف الشيخ نجيب وسيف الدين السبيعي.
وفي مواقع اخرى تبدّل تسلسل اسماء النجوم المشاركين في العمل على الشكل التالي: تيم حسن، باسل خياط، قيس الشيخ نجيب، أمل بوشوشة، نادين الراسي، أحمد فهمي ورانيا يوسف . وذهب الموقع الزميل “اليوم السابع” ابعد من ذلك ليُعنوِن مقالاً حول المسلسل بعنوان:”مسلسل الإخوة لـ تيم الحسن ورانيا يوسف على cbcالسبت”.
لنتوقف لحظة من الذهول والاسهجان والاستغراب ونسأل اين نجمة لبنان نادين الراسي من العنوان؟ ومِن تسلسُل الاسماء؟ ومن الحملة الدعائية والترويجية للمسلسل؟ اين نجمة الدراما اللبنانية من كل ما يحصل وهل هي موافقة ام انها أجبرت على الموافقة ؟
ماذا يحصل مؤخراً مع نادين الراسي حتى باتت توافق على اي دور يعطى لها (بغض النظر عن اهميته) وتغض الطرف عن امور اساسية -إن أُسيء التعاطي بها- قد يتم الاساءة مباشرة الى صورة نادين او ال image التي سعت وشقت واجتهدت طوال كل السنوات الماضية لترسمها في اذهان جمهورها ؟ هل الشهرة العربية أغرت نجمتنا حتى باتت تستخف بأمور اساسية قد تؤثر مباشرة وبشكل سلبي على نجوميتها اللبنانية؟
نجمة مهرجانات بيروت الدولية للتكريم بياف للعام 2013 نادين الراسي شاركت مؤخراً بعدد من المسلسلات العربية ووافقت على لعب ادوار ثانوية، إعتقد البعض انها مؤقتة واستثنائية وربما لمرة واحدة فقط او لمرتين كأبعد تقدير، فربما بعض الادوار أغرت نادين الراسي العاشقة لكل اشكال التحدي والمنافسة ، بدءاً بمسلسل “سنعود بعد قليل” وصولاً الى “ولادة من الخاصرة” حيث قدّمت نادين ادواراً مركبة وصعبة تستحق التنويه والثناء، انما كل هذه الادوار كانت ثانوية لم تخدم “صورة” نادين الراسي أسوة بباقي نجمات الصف الاول في الدراما اللبنانية .
اما في مسلسل”ولاد البلد” الذي يعرض حالياً على شاشة المؤسسة اللبنانية للارسال فلا يزال المشاهدون ينتظرون اطلالة جديّة وحقيقية لنادين الراسي كونها حتى الحلقة 21 تطل بخجل في بعض مشاهد المسلسل الذي تجتاحه المغنية ميرفا القاضي من جهة والممثلة المبتدئة جوي خوري من جهة أخرى.
ونحن نتوجه مباشرة الى نادين الراسي التي نحب، ونسألها كيف وافقت على المشاركة بمسلسل جزم كل من شاهده حتى الامس ان دورها فيه ثانوي، بغض النظر عما سيستجد في حلقاته النهائية! حتى انه خُيّل للبعض ان المسلسل كُتب من اجل الممثلتين الاخريتين بهدف اطلاقهما في عالم الدراما، وتمت الاستعانة بنادين الراسي فقط من أجل إعلاء مستوى المسلسل والترويج له خدمة لدور المبتدئتين اللتيين تبنتهما شركة الانتاج Online Production .بمعنى آخر، انه كان لا بدّ من الاستعانة بنجمة درامية كبيرة هي نادين الراسي كواجهة او vitrine للمسلسل الذي يروّج “على ظهرها” لممثلتين ظهرتا في المسلسل اكثر ممن كانت من المفترض انها بطلته.
وهذا ليس رأيي وحدي، فالجمهور اللبناني ناقم على هذا المسلسل الذي راهن على قدر معين من التميز فيه، ليكتشف اولاً ان بطلته غائبة عن معظم مشاهده وان الملل والفراغ ينخران فيه ويشوهان الفكرة التي تمّ الترويج لها طوال الوقت عن ان المسلسل يتضمن رسالة وطنية واجتماعية كبيرة، ان من خلال الاعلان المسبق للمسلسل او من خلال الاغنية الرائعة التي كتبها ولحنها سليم عساف، ليتبين انه حتى الساعة خالٍ من اي عنصر للتشويق والاثارة والتحفيزعلى المتابعة، فالمشاهدين كانوا يعوّلون على اطلالة نادين الراسي الاقرب الى قلوبهم ليتبين انها المُغيَّب الأكبر عن المسلسل للأسف.
واليوم تشارك نادين الراسي في مسلسل “الأخوة”ونحن نجهل ان كان دورها فيه ثانوياً او رئيسياً، الا اننا نستهجن كيف وافقت على الحملة الاعلانية والتسويقية له، اذ انها لم تمانع ان يتم ذكر اسمها خامساً او سادساً في الاخبار الصحفية والبيانات التي وزّعت على الصحافة المصرية حتى انه احياناً لم يُذكر اسمها بالمرّة في العناوين العريضة التي تحدثت عن المسلسل.
نحن نؤمن ان الابداع ليس حكراً على الادوار الرئيسية والاساسية في اي عمل درامي وسينمائي وان الممثل القوي والقادر هو الذي يتحدى نفسه في معظم الاحيان لكي يؤدّي أصعب الادوار وهي ليست دائماً ادوار بطولة، ونؤمن ايضاً انه في زمن خلطة الانتاج السحرية اي الانتاج المشترك بين أكثر من بلد عربي، قد يجتمع نجوم من أكثر من بلد في عمل واحد ما يعطيه نكهة خاصة. ولكن كل ذلك ليس على حساب نجومية ومكانة وقيمة الممثل خاصة ان كان بحجم نادين الراسي التي يجب ان تهتم بكل التفاصيل التسويقية والاعلانية والدعائية لأي عمل تشارك فيه.
فما يحصل اليوم مع نادين الراسي غير مقبول ابداً وهو مرفوض من قبل جمهورها اللبناني وحتى العربي وما تقوم به مؤخراً نعتبره ضرباً من الانتحار كونها تستهين بنجوميتها وتقدم تنازلات نجهل أسبابها والهدف من ورائها ، حتى لو كانت هذه التنازلات مقابل اغراءات مادية كثيرة، فهي لا توازي يا نادين النجومية التي حققتها في اهم المسلسلات اللبنانية من بينها “لونا” ،”عصر الحريم” ، “غلطة عمري”و”اميليا” ومسرحية “شمس وقمر” التي كرّستك ممثلة صفّ أول .
وفي حين تفرض ممثلات وفنانات لبنانيات أخريات على كبريات شركات الانتاج اللبنانية والعربية الدور الذي يردن ان يلعبنه، والبطل الذي يردن ان يشاركنهن المسلسل، واحياناً أماكن التصوير وعدد المَشاهد، ويشترطن كيف ستكون الحملة الاعلانية والتسويقية والترويجية، توافق نادين الراسي بكل بساطة على أي دور وعلى أي شروط وتضرب عرض الحائط نجومية مطلقة حققتها خلال السنوات الماضية.
نادين الراسي نحن نحبك كثيراً وأقولها بإسمي وبإسم جمهورك الكبير، نحن لن نرضى ان تهزّي او تهدّدي عرشك بيديك وبعشوائية في اختياراتك دون وضع شروط مسبقة تحافظ على صورتك وتضمن لك مكانتك بين باقي النجوم بحجة ان الدور اغراكِ. وان كانت الاغراءات المادية كبيرة، فتأكدي ان خسارتك المعنوية ربما تكون اكبر وربما لن تعوّض في ظل المنافسة الشرسة الحاصلة بين نجمات الدراما وجميع الدخيلات عليها.
فانتصري اليوم قبل الغدّ للنجومية التي حققتها حتى اليوم واستعيدي بعضاً من حقوقك او طالبي بها، فالبطولة الجماعية لا تعني ان تذوبي فيها وان تلغي كيانك ونجوميتك خاصة وانك تخطيتِ هذه المرحلة اصلاً واصبحت في مكان آخر . وإن كان الثمن للحفاظ على النجومية هو التضحية ببعض الادوار، فقدّمي بعض التضحيات من اجل الحفاظ على مكانة لن تعوضيها بسهولة ان استمريتِ بالاستخفاف بها بهذا الشكل .
يبقى ان نقول لنادين انها كانت وستبقى ملكة في عيون كل محبيها ليس لأنها الممثلة اللبنانية الأجمل والاكثر ابداعاً واجتهاداً فحسب، بل لأنها انسانة حقيقية لا تقدّر بثمن وهي محبوبة اللبنانيين الذين ازعجهم ما يحصل لنادين الراسي اليوم او ما اقحمت نفسها به. ونتمنى ان تدرس نادين خطواتها بوعي ومسؤولية اكبر في المرحلة المقبلة وألاّ ينهيها تواضعها عن التفكير جدياً بمصلحتها .