رأي خاص – عندما تتحوّل أطباق رمضان الى نجوم برنامج (الليلة السهرة عنّا) يصمت الضيف ويُقاطع ألف مرّة
مؤسف جداً عندما تتحوّل بعض برامج المنوعات الرمضانية الى مآدب للعشاء فقط على حساب الضيوف الذين يستضيفهم البرنامج ، ومؤسف ايضاً ان تستسهل هذه البرامج بالمشاهدين فتقدّم مادة دون المستوى المتوّقع خلال الشهر الفضيل ، فيسارع القيمون على هذه البرامج الى دعوة عدد كبير من الضيوف فيقتصر الحديث معهم عن مواضيع مبسطّة ومسطّحة بدل الاستفادة من وجودهم للغوض بمواضيع أهّم وأشمل ويخصّص لهم نفس الوقت الذي يعطى لتحضير المآدب الشهية فتساوي أطباق اللحوم والحلوى مسيرة كل ضيف من الضيوف .
غريب أمر برنامج ” الليلة السهرة عنّا” الذي كنا نعوّل عليه كثيراً على شاشة نراهن دائماً على انها محترفة لانها “عتيقة” فنتفاجأ بإعداد لا يليق بتاريخها ولا بفريق اعدادها ولا بمقدميها المخضرمين ، وأكثر ما يستفّز في هذا البرنامج بالاضافة الى “سخافة” بعض مواضيعها ومقدّميها ، تعمّد مقاطعة الضيوف واسكاتهم فجأة وبدون سابق انذار ولا “احّم او دستور” للانتقال الى مطبخ البرنامج والتركيز على الطعام والتعامل مع الموضوع وكأن الناس لا يأكلون في بيوتهم او كأنهم لم يشاهدوا أطباق مماثلة في حياتهم .
وخلال متابعتنا لبعض الحلقات ، استفزّنا مقاطعة معظم الضيوف وهم يسترسلون بالحديث عن آخر أعمالهم وبابداء رايهم حول موضوع معيّن ، وكأن مقدّم البرنامج مضطر الى التوّقف مع خبر عاجل ليتبيّن لاحقاً ان العاجل هو الطبق الذي “استوى” واصبح جاهزاً للتقديم وتبدأ التأوّهات والتعليقات وكأن المقدّمة وصلت الى النشوة جراء رائحة الطعام الشهي .
تغيب في شهر رمضان البرامج الفنية “الثقيلة” التي اعتدنا عليها في السنوات الماضية، وحتى في ظل الانتاجات الخجولة ليس مسموحاً ان نستخف بعقول المشاهدين ونضرب عرض الحائط بالاصول التلفزيونية لدرجة اننا اصبحنا نترّحم على زمن العزّ على الشاشة الصغيرة حيث كان الشهر الفضيل يفرض رهبة وجدّية يلتزم بها مقدمو البرامج ونتمنى على القيمين على برنامج “الليلة السهرة عنا” ان لم ينهوا تصوير الحلقات بعد ان ياخذوا الموضوع اكثر على محمل الجد ويعطون ضيوفهم -الذين يطّل بعضهم لأول مرة على المستقبل -كل الوقت للتحدّث في مواضيع أعمق واهم تجذب اكثر المشاهد الذي اصبح مهووساً باستعمال الريموت كونترولر خلال الشهر الفضيل.