رأي خاص- ويل لأمّة ثارت من أجل الحرية بالأمس وتحارب باسم يوسف اليوم‎

ويل لأمة تصفّق لإعلاميّ جريء ساهم ساخراً في خلع رئيس سابق للجمهورية وتُحارب الاعلامي نفسه لأنه ينتقد رئيس لاحق للجمهورية !هزلت…

ماذا يحصل في مصر؟ هل نصدّق ما نراه او نسمعه؟ هل نصدّق ان اعلامي كان الاجرأ في التصدّي لحكم الاخوان وحرّك الشارع المصري ووقف في وجه “تسونامي” محمد مرسي وتياره المتشدد يُحارَب اليوم بسبب ابداء رأيه برئيس محتمل للجمهورية بحجّة انه سخر من القوات المسلحة ؟ أوليس الرئيس حسني مبارك من القوات المسلحة؟ أمُنزلةٌ هي القوات المسلحة؟ أمنزلون هم المرشحون للرئاسة من العسكريين؟

ها هي مصر تعود الى نقطة الصفر، الى نقطة البداية ، تعود الى تجربة اختبرتها يوم انتخاب الرئيس جمال عبد الناصر ومن ثم انور السادات وبعدها حسني مبارك ، حكم “اهل العسكر” الذي انقلبوا عليه في 25 يناير وقرّروا ان يبدأوا عصراً جديداً تحكمه الديمقراطية والحرية والحكمة . من ثم حصلت الثورة الثانية التي تبنّاها المشير عبدالفتاح السيسي الذي حمل جريئاً مصر الى برّ التغيير وأحدث حالة شعبية وطنية عارمة وجمع حوله ملايين المؤيدين والمحبين الذين كانوا أوفياء لشجاعته ووطنيته ويعتبرون انه الأحق بالرئاسة ولكن ذلك لا يعني أيضاً ان نُقاد “على العميانة” دون أي محاسبة وطرح الاسئلة وطلب توضيحات وتفسيرات ومناقشة امور الدولة المصيرية والتي قد تضع مصر -التي تمّر في أصعب مراحلها اليوم- على المحك .

هل يهدّد باسم يوسف فعلاً السلم الاهلي ببعض اللطشات والإيفيهات والسخرية ؟ هل حقاً مصر التاريخ والحضارة وشعب “الثورتين” واقفة على كف عفريت باسم يوسف؟ هل نجح باسم يوسف فعلاً في جذب المصريين واقناعهم وغسل دماغهم وتقليب الرأي العام ضدّ الرئيس المستقبلي؟ هل استطاع باسم يوسف حتى اليوم تقسيم مصر وتحريض المصريين على اقامة ثورة ثالثة ضدّ المشير السيسي؟ هل جمع اعلامي مصري حواليه ملايين المصريين الذين لا يوافقون على التبعية العمياء الحاصلة اليوم في مصر المتواجدة في العناية المركزة بين الحياة والموت؟ هل فعلاً قال ملايين المصريين “نعم” لباسم يوسف وأيّدوا أراءه ورؤيته وأفكاره وسخريته؟

اذا، يا شعب “الثورتين”الربيعيتين الذي استبسلت في الدفاع عن الحرية والديمقراطية وحرّية التعبير وكان في طليعة هذه الثورة الاعلامي باسم يوسف، هل تتخلى عنه اليوم لأنه يعبّر عن رأيه الخاص ؟ ألم يكن بالأمس لسان حالك وملايين المصريين؟ ألم يكن عرّاب هذه الثورات من موقعه الاعلامي “الساخر” الذي تنقلب عليه اليوم؟

وان كان باستطاعة باسم يوسف القيام بكل ذلك منفرداً والتأثير بالراي العام وهو جالس في كرسيه في استوديو مكيّف فهو دون ادنى شك انسان واعلامي عظيم ويستحق دعم الشعب المصري مؤيداً كان او معترضاً على توجهاته وآرائه وحينها فقط يثبت الشعب المصري انه شعب يستحق الحرية والديمقراطية. فالحرية يا سادة فعل وممارسة وليست شعارات مضخّمة في الهواء فاثبتوا مرة جديدة انكم اهل لها وتستحقونها عن جدارة

وبالعودة الى قضية البلاغ، فقد ذكرت فضائية “النيل” الرسمية أن النائب العام، المستشار هشام بركات، أمر أمس الخميس بإحالة البلاغ المقدّم من أحد المحامين، ضدّ كل من الاعلامي الدكتور باسم يوسف و مالك مجموعة قنوات MBC وليد الإبراهيم، إلى نيابة استئناف القاهرة، لسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة، بشأن ما ورد في البلاغ الذي اتّهم الإعلامي الساخر باسم يوسف، والسعودي وليد الإبراهيم، بـ”إهانة الشعب المصري والسخرية من القوات المسلحة.”

وطالب مقدم البلاغ رمضان الأقصري بوقف تصوير وبثّ برنامج “البرنامج” الذي يقدمه يوسف على قناة “MBC مصر”، متهماً اياه بـ”إهانة رموز الدولة.”

ونقلت صحيفة “اليوم السابع” عن مصادر قضائية أن مكتب النائب العام تلقى خلال الأسابيع الماضية ومنذ استئناف إذاعة حلقات “البرنامج”، عشرات البلاغات ضد باسم يوسف تمت إحالتها إلى النيابات المختصة.

ومن ضمن مقدمي هذه البلاغات، برز اسما الكاتبين الصحفيين مصطفى بكري البرلماني السابق ورئيس تحرير صحيفة “الأسبوع”، وعادل حمودة رئيس تحرير صحيفة “الفجر” ومقدم برنامج “آخر النهار” على فضائية “النهار.”

وفي وقت سابق الأربعاء، شهد محيط مسرح “راديو”، في وسط العاصمة المصرية القاهرة، صادمات بين عدد من مؤيدي وزير الدفاع المشير عبدالفتاح السيسي وأنصار باسم يوسف أثناء تصوير حلقة جديدة من “البرنامج.”

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com