تحقيق خاص- لبنان في المرتبة 97 بين الدول الاكثر سعادة واسرائيل تتفوّق على الولايات المتحدة ودول الخليج
انشغل العالم الاسبوع الماضي بالتقرير الشهير الذي اصدرته الامم المتحدة حول اكثر الدول سعادة في العالم وبطبيعة الحال ايضاً حول اكثر الدول فقراً وتعاسة خاصة تلك التي احتلت المراتب الاخيرة والتي بمعظمها تعود الى الدول الافريقية.
لم يكن مستهجناً ولا مستغرباً ان تحتلّ الدول الغنية قائمة لائحة الدول الاكثر سعادة كون المال والرفاهية مرتبطين بشكل وثيق بالسعادة او أقّله بحياة رغيدة وكريمة مع انه في تعريف البؤس عند الشعوب وبحسب معدي هذا التقرير هو مرتبط بشكل مباشر بتفاقم وتراجع الصحّة العقلية وبالتالي الدول التي تبحث عن السعادة لشعبها هي تلك التي تخصّص ميزانيات لهم ان لتحسين ظروف عيشهم او لمساعدتهم على تحسين أوضاعهم العقلية. وقد علّق بعض المحللين جازمين ان سبب بؤس بعض الشعوب مردّه الى عدّة أسباب ابرزها الفقر والبطالة و المرض والانهيار العائلي. وانهى معدو التقرير بالقول :
“If we want a happier world, we need a completely new deal on mental health.”
وقد تضمّن التقرير ايضاً شرحاً عن ميزات الشعوب السعيدة التي تكون عادة أكثر انتاجية،تكسب الكثير من المال،تعيش لمدة أطول وهم عادة مواطنون أفضل ما يُعتبر مقياساً للنجاح وبالتالي طريقاً مهيّئاً الى السعادة.
وتعتمد نتائج الامم المتحدة عادة اما على تقارير مقدمة من الدول ال156 المعنيّة اما من خلال مسح او دراسة تجريها الجهات المختصة والتي تأخذ بعين الاعتبار بؤس بعض الشعوب لناحية الاصابة بأمراض عقلية ونفسية او لناحية تأمين دولهم العلاج لهم ووعي وادراك المدارس والجامعات واماكن العمل ودورهم في تحسين ظروف السعادة او تأخذ بعين الاعتبار جوانب حياتية أخرى كالحرية السياسية والشبكات الاجتماعية القوية وغياب الفساد.
ونحن وان كنا نقّر بهذه النتائج او نعترف بها، الا اننا نتساءل على اي أساس تمّ تصنيف لبنان ووضعه في المرتبة 97 من أصل 156 بلداً من جميع انحاء العالم والذي تفّوق على المغرب وتونس والعراق والهند وهنغاريا وفلسطين وايران ومصر وبلغاريا وسوريا وغيرها من الدول مع لفت الانتباه هنا الى ان هذا التقرير تمّ اعداده بين العامين 2010 و2012 ونحن نتساءل هنا أيضاً عن المعايير التي على أساسها تم تصنيف لبنان كوننا نعلم جيداً ان لا تقارير واضحة ووافية تصدر عن اي جهة حول نسبة المرضى العقليين او النفسيين خاصة وان وزارة الصحة اللبنانية لا تغطّي هذا النوع من الامراض ولا تصرف لها الميزانيات وان اعتمدنا على تقارير المستشفيات الخاصة نجد ان ارقامها لا تعبّر عن الواقع وبالتالي هذه الارقام ليست دقيقة ولا نهائية ،هذا عدا المرضى النفسيين الذين لا يلجأوون الى طبيب معالج ولا الى أي مستشفى.
المرتبة 97 ربما لا تكون سيئة لبلد مثل لبنان يتخبط شعبه في مستنقع المجهول و يسبح منذ اعوام في وحول الياس والحرمان والجوع والعوز والقهر، فالشعب اللبناني يعيش البؤس بكل أشكاله وعلى كل المستويات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وحتى العقلية بالرغم من انه شعب جبّار يقوم من كبوته بعد كل أزمة وانهيار، الا ان وضعه بشكل عام ينحدر الى الهاوية ومن سيء الى أسوأ .وان كان هذا التقرير قد أعدّ خلال العامين الماضيين فلا بدّ من اننا كنا سنحتل المرتبة ما قبل الاخيرة لو اعتمد على احصائيات العام 2013 كوننا نشهد على أسوأ مرحلة تتخبط فيها البلاد .
وفي التفاصيل والارقام، لفتني ان افغانستان تفوّقت على سوريا، وان مصر أم الدنيا في المرتبة 130 و ان الامارات متقدمة جداً على قطر و الكويت والبحرين والسعودية وان ايطاليا احتلت المركز ال 45 بعد كل دول الخليج و بعد قبرص و واسبانيا واليابان وان اسرائيل في المرتبة ال11 قبل كل الدول العربية وخاصةالخليجية التي تعيش رخاءً استثنائياً وحتى قبل الولايات المتحدة .
مراكز كثيرة ومفاجآت أكثر سنترككم لتطّلعون عليها في هذه الصور المرفقة.