رأي: كلود ابو ناضر هندي أخطأت حين تبّنت تقرير الـ “نيو يورك تايمز ” في برنامجها تحقيق
موضوع المثليّة الجنسيّة و التحوّل الجنسي، من المواضيع السّاخنة التي تندرج ضمن لائحة التابوهات الاجتماعيّة، التي يتناولها الاعلام، باختلاف وسائله بين الحين والآخر.
فبعد أن أثرنا نحن وبعض المجلات الزميلة، من جديد، موضوع المثليّة الحنسيّة، و مسألة منحهم حقوقهم والاعتراف بهم، وبعد كلّ ما تلقيّناه من هجوم وانتقادات، حتى تمّ تصنيفنا تحت قائمة الـ” هوموفوب” أو الذين يعانون من رهاب المثليّة، عادت الوسائل الاعلاميّة المرئيّة لتسلّط الضوء على القضيّة- الظاهرة، فتناول الاعلامي “زافين قيومجيان” عبر برنامجه “سيرة وانفتحت” على شاشة المستقبل مؤخرا موضوع الجريمة المثليّة، ثمّ عاد وناقش القضيّة الزميل الاعلامي “رياض قبيسي” في برنامجه الجديد ” تحت طائلة المسؤوليّة” على تلفزيون الجديد، تحت عنوان “مثلي مثلك”. أمّا مؤخرا، أي ليلة الاربعاء الماضي، تناولت الموضوع الاعلاميّة “كلود ابي ناضر هندي” عبر برنامجها الناجح جدا “تحقيق” الذي يعرض على شاشة ال “ام تي في”.
أهمّ وأبرز ما جاء في الحلقة، كان عرض وجهة نظر الطبّ والعلم، التي أكّدت وجزمت أنّ كل الاختبارات والدراسات التي أقيمت حول الموضوع، أكدت أنّ لا علاقة للجينات، والـ”كروموزوم” بالأمر، وأن المثليّ لا يولد كذلك، كما يدّعون، بل يصبحون كذلك نتاج مؤثرات اجتماعيّة وعوامل خارجيّة في طفولتهم وبلوغهم، وأكد الأطباء أن الشذوذ تكيّف مرضي ومرض نفسيّ…وهذا ما يعني امكانيّة خضوع هؤلاء للعلاج النّفسي وحتى الطبّي، بهدف اصلاح اعوجاج ميولهم واختلافه!
تناولت الحلقة موضوع المثليّة الجنسيّة كما موضوع التحوّل الجنسي، فاستضافت حالتين، الأولى لشاب ثلاثينيّ يعيش مع عشيقه العشرينيّ منذ زمن وتربطهما علاقة عاطفيّة وجنسيّة، والثانية لشاب جزائريّ الجنسيّة، هرب من بلاده، وقصد لبنان بعد تلقّيه تهديدات بقتله اذا ما أقدم على التحوّل الجنسيّ، وروى لنا هذا الشاب معاناته و المراحل الصعبة التي مرّ بها، مؤكّدا أنّه سيخضع للجراحة قريبا، حالما تتوفر لديه الامكانات الماديّة!
كما وسلّطت الحلقة الضوء على تجريم الشذوذ الجنسيّ في البلاد العربيّة، حيث يعتبر الشذوذ الجنسيّ جرما يعاقب عليه القانون اللبناني بالسّجن، لمدّة أقصاها سنة واحدة، بينما في المغرب وتونس فتصل الى 3-5 سنوات، أمّا في الامارات، قطر والكويت فتتراوح بين ال10 وال 15 سنة، لتبلغ أقصاها وأشدّها قسوة في السّعوديّة وايران حيث قد تصل العقوبة الى الاعدام!..وهنا نودّ أن ننوّه أننا لا نقبل أن يتم اعدام شاب أو فتاة يعانون من مرض المثليّة الجنسيّة”، رغم أنّنا نعارض وجودهم، ولكن الأفضل أن نعالجهم ونخضعهم لجلسات علاج نفسيّة وجسديّة بدلا من سجنهم أو قتلهم!
اما عن طريقة تعارف هؤلاء فهناك وسائل عدّة ، ابرزها بعض المواقع الالكترونية الخاصة بالمثليين حيث تتم عملية التعارف اذ قام اكثر من 10400 شاب من لبنان بتسجيل انفسهم في هذا الموقع وهذا رقم كبير جداً مع العلم ان عدداً كبيراً من الشباب يخجل من الانضمام الى مواقع مشابهة فتخيلوا معنا الرقم الحقيقي لهؤلاء في لبنان ، كما هناك أماكن مخصّصة لسهر هؤلاء تغّض الدولة الطرف عن معظمها بالاضافة الى شوارع في العاصمة مخصصة للتعارف بعد منتصف الليل !
كما أعلنت الحلقة وللأسف، اعتبار مدينة بيروت، من أهمّ المدن السياحيّة للمثلية الجنسيّة، بحسب الـ” نيويورك تايمز”، وبأنّ عدد كبير من الشركات السياحيّة ، باتت تنظّم رحلات سياحيّة الى مدينتنا، وبأنّ عدد الزوّار في ارتفاع مستمرّ ومضاعف وربما وقعت السيدة كلود ابو ناضر وفريق اعدادها في فخ احصاءات صحف اميركية لها اجندة خاصة بالشرق الاوسط وتحديداً لبنان ولم يكن لائقاً الجزم في هذا الموضوع وتبنّي هذه الاحصاءات وتوريط لبنان في امر ليس أكيداً وليس مثبتاً وموثقاً،
وكما عوّدنا فريق اعداد البرنامج، قام هذه المرّة أيضا بالتنكّر ودخول بعض الملاهي الليليّة المخصّصة لهم، والتجوّل في بعض الشوارع التي يتواجدون فيها ليلا، ناقلين لنا بشاعة الأجواء، حيث يباع الجسد من أجل الجنس، والمتعة الغير الطبيعيّة!
وفي نهاية الحلقة تمّ تناول اشهار بعض النجوم العالميّين شذوذهم الجنسيّ، او ازدواجيّة ميولهم، مثل جورجيو ارماني، كريستينا ملكة السويد، ريكي مارتن، المغنيّة فيرجي، الممثلة ميغان فوكس، الممثلة جودي فوستر، الليدي غاغا، النجمة انجلينا جولي، ملكة البوب مادونا وغيرهم الكثير…
وانتهت الحلقة على وقع أسئلة كلود ابي ناضر، التي نسفت كل ما جاء في الحلقة، اذ لم نعد نفهم ان كانت مع هذه الظاهرة رغم كل ما تم عرضه، أو ضدّها، حيث تساءلت: هل ننبذ أخ؟ هل نطرد أخت؟ هل نقتل جارا؟ وهل نرفض المثليّة الجنسيّة في العام 2010؟
وهنا أودّ أن أردّ وأوضّح، أننا كلّنا على علم بأن المثليّة الجنسيّة قد تتواجد في عائلاتنا ومحيطنا، و لكننا نرفضها لأنها مخالفة للطبيعة الخلقيّة، ورفضنا هذا لا يعني نبذهم أو تدميرهم أو قتلهم، بل دعوة الى التعاون مع كل من يعاني من هذا المرض، كما أثبت العلم، لمداواتهم ومساعدتهم على اصلاح انحراف هويّتهم، و تصحيح مسلكهم الجنسيّ والنفسيّ…والّا فلنعتمد مبدأ “الحريّة المتفلّتة” ولنرحّب بيننا بالشاذين والشاذات، وفتيات الليل، و الستريبرز و المائلون جنسيّا نحو الأطفال، والجثث وحتى الحيوانات…فكلّ من ذكرتهم الآن يؤمنون بأنّهم ليسوا مرضى و يطالبون بتقبّلهم…فهل نقبل؟…سؤال برسم برنامج تحقيق وكل من يدافع عن هذه الظواهر!