وزير الاعلام رمزي جريج دشن استوديو فيروز في اذاعة لبنان: سفيرة الى النجوم وعمود سابع في هيكل بعلبك
اطلق وزير الاعلام رمزي جريج اسم السيدة فيروز على “استوديو رقم 6” في اذاعة لبنان، في حضور المدير العام للوزارة الدكتور حسان فلحة، مديرة “الوكالة الوطنية للاعلام” لور سليمان صعب، مدير اذاعة لبنان محمد ابراهيم، مدير الدراسات خضر ماجد، مستشار وزير الاعلام اندريه قصاص، رئيسة مصلحة الديوان في الوزارة أمل عيتاني، مديرة البرامج في اذاعة لبنان ريتا نجيم ، مستشارة وزير الاعلام ريتا كيوان وحشد من والاعلاميين والفنانين.
بعد النشيد الوطني الذي عزفه رئيس قسم الموظفين ادهم منصور، ألقى ابراهيم كلمة قال فيها: “لا يزال وقع صوتها يسمع في هذا الممر، وتحتضنه جدران الاذاعة مرددة رجع صداه، وقع صوت جرسه مختلف، منفرد في الابداع، ذلك انه نسيج وحده، بصمته لا تقلد، اوليست بصمة الابداع الالهية لا تدانيها البصمات؟ شتان ما بين صنع الانسان وابداع الله.
فيروز صوت ما كان الا سلاما ونعمة من الله بهما على لبنان، فانحازت هي الى هذا اللبنان بخالص الانتماء وصفائه، وما احلى شدوها حين غنت سعيد عقل:
“لي صخرة علقت بالنجم اسكنها طارت بها الكتب قالت: تلك لبنان”.
وأنت يا فيروز كذلك صخرة، انما تنفجر ينابيع حب واغاني فرح، وألحان ملائكة باسطة اجنحتها، تؤبد صوتك وتحمي لبنان”. واضاف: “فيروز انت الصوت، انت الترنيمة الابدية، هكذا خلق الله صوتك، وعندما يبرأ الله شيئا فانه لا ينتهي.
وبعد، فلا يسيئن عاذل على ورق مصفر، لان الاساءة ترجع الى حيث تنبت.
ولا يستعظمن آخر فيقول: تغالون فتعطونها ما يكاد يقرب شيئا من المجد.
فنقول لا، بل هو مجد مرددين قول الشاعر:
“وهل يسأل الريحان عن كب الشذى كب الشذى بشمائل الريحان”.
بدوره، قال الدكتور فلحة: “أناقة الصوت الذي يغرد حنين الهوى وروعة الجوى يناجي رهيف السمع ويتمايل بجلال ودلال على ايقاظ صباحاتنا وخلف الدجى.
يرحل الضوء ويسطع في سمو المكان وبهائه قبل ان يكون للزمان حد وتاريخ، يوم بدأت هنا خلف حيطان هذا الدهر مع عاصي ومنصور”.
وأضاف: “فيروز عمود سابع من اعمدة هذا الوطن يصدح شوقا وارتحالا على حد الزمان، ويفتح للعالم نافذة على وطن يشغل البال يملأه الصراخ والضجيج والحراك، بلد لا يعرف حتى في فصل الصيف يباسا ولا يسكن الموت ضرائحه العتيقة”.
وتابع: “فيروز تستأهل ان تقترن اسماء امكنتنا ومطارحنا بكنيتها وصدى صوتها.
فيروز شكل من اشكالنا التي لا يرتقي الى ملامحها احد ولن.
هذا اسم يليق بنا ويليق ان نعنون مكانا من حنيننا باسمها.
لا نقدر على رد الجميل وهو صعب ومحال ولكن الوفاء واجب.
لك الاحترام سيدة فيروز.
لفيروز ألف سلام وتحية”.
وتوجه بالشكر الى الوزير جريج على “مبادرته باطلاق اسم السيدة فيروز على الاستوديو الذي كان الاساس الذي انطلق منه العمل الاذاعي في العالم العربي وفي لبنان”.
والقى الوزير جريج كلمة قال فيها: “نلتقي اليوم لنحتفل معا باطلاق اسم السيدة فيروز على الاستوديو الرئيسي في اذاعة لبنان، وكنت قد اتخذت هذه المبادرة في مناسبة العيد الثمانين للسيدة فيروز، تقديرا لكل ما قدمته هذه الفنانة الكبيرة من عطاءات الى لبنان، الذي تغنت كثيرا بجمال ارضه ومجده الاثيل.
كنت اتمنى لو ان السيدة فيروز معنا في هذا اليوم، لتحضر شخصيا تكريمها في الاذاعة، التي اقترن اسمها بها منذ بداية تألقها في الخمسينيات، ولتشهد في عيوننا واصواتنا وكلماتنا مدى محبتنا لها وحرصنا على المحافظة على مرتبتها السامية في لبنان والعالم العربي.
لكن فيروز، اينما وجدت، حاضرة دائما معنا بوقع كلماتها وبصوتها الرائع وألحانها الخالدة”.
وأضاف: “الحديث عن فيروز يطول ويطول، حسبي، في هذه المناسبة، ان اقول باختصار انها ايقونة راسخة في ضمير كل منا، وسفيرة لبنان الى النجوم والعمود السابع في هيكل بعلبك. انها جزء من تراثنا الثقافي، الذي نفتخر به، وهي ليست في حاجة الى أي تكريم، بل نحن في حاجة من خلال مناسبة اليوم الى الاعراب عن عميق تقديرنا ووفائنا لها”.
وتابع: “ان هذه المناسبة، التي اعتز كوزير للاعلام برعايتها، تحملني على الحديث ايضا عن اذاعة لبنان، التي اوليها كل عناية، بغية ان تستعيد الدور الرائد الذي مارسته في عصرها الذهبي، بحيث كان اول مذيعيها الشاعر الكبير سعيد عقل، ثم جاء بعده مذيعون كبار، كشفيق جدايل وشريف الاخوي، لا يزال صدى اصواتهم في آذاننا، وحيث تألق فيها ملحنون مبدعون كالاخوين الرحباني وحليم الرومي وشعراء موهوبون كعمر الزعني ومسرحيون لامعون كفيلمون وهبه وشوشو وغيرهما. انه الزمن الجميل العائد حتما بفضل الجهود التي يبذلها، من دون هوادة، القيمون على هذه الاذاعة وجميع العاملين فيها تحت اشراف المدير العام الدكتور حسان فلحة وفي طليعتهم مديرها السيد محمد ابراهيم ومديرة البرامج السيدة ريتا نجيم، فإلى جميع هؤلاء أوجه، في هذه المناسبة، تحية تقدير وامتنان”.
وختم: “في هذا الجو من الالفة والتفاؤل بالمستقبل، يسرني ان ادشن “استوديو فيروز” في الاذاعة اللبنانية، متمنيا للسيدة فيروز دوام الصحة والعافية، ولاذاعة لبنان الاستمرار في النهضة، التي بدت معالمها تظهر للعيان، لكي يبقى لبنان بلد الثقافة ومنارة الاعلام في العالم العربي”.
بعدها انتقل جريج وفلحه والحضور لازاحة الستارة عن لوحة وضعت على مدخل ستوديو رقم 6 الذي سمي على اسم السيدة فيروز، ثم كانت جولة في الاستوديو.
وفي الختام، تم قطع قالب الحلوى اقيم حفل كوكتيل في المناسبة. (وطنية)