تغطية خاصة – باسم يوسف: تلقيت تهديدات؛ النظام الحالي نجح في اسكاتي.. وهذا موعد عودته الى مصر
تغطية خاصة – بصراحة: قد يكون الإعلامي المصري الدكتور باسم يوسف شخصية مثيرة للجدل ولكن صراحته من تجعل الأخرين يظنون ذلك الظن، وقد يكون شخصاً إستثنائياً وحالة إعلامية خاصة ومميزة في الإعلام المصري والعربي، وهذه الإستثنائية نتيجة سعيه وراء الأفضل وتناوله كل ما يتضمن خطوطا حمراء لا يجرؤ أحد على فك شيفرة هذه المواضيع وإزالة الخطوط الحمراء، تناول في برنامجه المثير “البرنامج” قضايا وطنية وسياسية وإجتماعية وفنية ورياضية، غادر مصر قبل أكثر من سنة معتبراً أنه في إجازة وأنه سيعود في الوقت المناسب، ومما لا شك فيه أنه إعلامي بارز حقق النجاح في وقت قياسي في حين كان زملاؤه الإعلاميون في مكانٍ أخر.
مساء أمس الثلاثاء كان الجمهور العربي على موعدٍ مع حوار تلفزيوني مع الإعلامي باسم يوسف حيث إستضافته الإعلامية المصرية وفاء الكيلاني ضمن برنامجها “المتاهة” الذي يعرض على شاشة كل العرب “أم بي سي”، وتحدث باسم في السياسة والإعلام وحياته الشخصية، ولم يسقط في المتاهة لأن من خرج من متاهات الحياة اليومية بذكاء وحرفية لا يمكن له السقوط في أي متاهة على الرغم من ذكاء وفاء ومحاولاتها الشقية في إستدراجه.
دافع الدكتور باسم عن برنامجه الشهير “البرنامج” مؤكداً على أن برنامجه ساخر وليس برنامجاً سياسياً وأنه كان يحرص دائماً على التأكيد على ذلك وطوال عمره “يهرج” ولكن البعض أخذ الموضوع على محمل الجد، وأكد على أن برنامجه ينتمي إلى مصر وإن لن يصور في مصر فلن يصوره، وإنتقد كل من لا يفهم بالسخرية خاصة وأن برنامجه ساخر بإمتياز كاشفاً عن أنه لن يمشي وراء كل شخص لا يدرك معنى السخرية ويغلفها بالدين والقرآن الكريم، وقال ساخراً “بما إني مخاوي الشيطان حلاقي التعويذة الي تخلصني من لعنة برنامج البرنامج”، معتبرا أنه لم تجرؤ أي قناة مصرية على تقديم برنامجه على شاشتها قائلاً “على الرغم من النجاح الكبير الذي حققه برنامجي، إلا أنه لم تجرؤ قناة مصرية واحدة على التفكير في تقديمه على شاشتها، والقنوات المصرية فقط هي من تسأل عن أسباب ذلك”.
من جهة ثانية، دافع باسم عن تواجده خارج بلده مصر، مؤكداً على أنه لم يهرب من مصر وليس بحاجة إلى لجوء سياسي إلى أي دولة أخرى وقال ساخراً “أنا ماهربتش من مصر وبتفسح في الخارج” منوهاً إلى أنه خروجه من مصر كان قراراً عقلانياً ولم يكن بداعي الخوف، مشيراً إلى أنه لا يعمل الأن سواء في الإعلام أو في مجال الطب، قائلاً “مش بعمل حاجة دلوقتي .. وممكن أكون مستني الوقت المناسب علشان أرجع .. في حاجات كتير بعملها ومش هتكلم عنها لأنها لسه مخلصتش”، مؤكداً على أن الغربة عن الوطن ليست راحة قائلاً “اللى قاعد برا مش مرتاح.. واللي جوا برضو مش مرتاح”.
هذا وتحدث باسم في السياسة متناولاً نظامي الرئيس السابق محمد مرسي والرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، مؤكداً على أنه لم يكن “مستبيعاً” في ظل حكم الإخوان، وليس مرعوبًا من النظام الحالي، قائلاً “أن الفكرة كلها أن نظام مرسي حاول إسكاتي، لدرجة أني ذهبت بسببه للنائب العام، والنظام الحالي نجح في إسكاتي”، وأكد أيضاً على أنه عندما بدأ في تقديم برنامجه “البرنامج”، مرة أخرى بعد 30 يونيو، كان الرئيس عبدالفتاح السيسي حينها وزيرًا للدفاع ولذلك لم يسخر منه، كاشفاً في الوقت ذاته على أن لو برنامجه إستمر عندما أصبح السيسي رئيساً للجمهورية كان سيتناوله في برنامجه، وعن إتهامه بالتعرض للجيش المصري قال “أنا لم أضرب في الجيش، وسخرت فقط من محاكم التفتيش في الإعلام، والتشكيك في وطنية من يعارضون السيسي”.
في سياق متصل، تحدث باسم يوسف عن شائعة تلقيه الأموال من جهاز المخابرات الأمريكية “سي أي إي” مؤكداً أن لو الأمر صحيحاً لكانت السطات الأمنية المصرية قد ألقت القبض عليه منذ زمن طويل، مؤكداً على أنه لم يتلق تهديدات بالقتل بل تلقى تهديدات من نوع أخر دون أن يكشف عنها. هذا وإنتقد باسم الإعلام قائلاً “الناس الموجودة في الإعلام، في ناس عايزاهم يفضلوا فيه مهما عملوا، فلازم الواحد يوفر تعبه”، وعن دعمه حملة مقاطعة برنامج الإعلامية المصرية ريهام سعيد أكد أن السبب وراء ذلك هو “النتاقض”، حيث كانت ريهام من الإعلاميات اللواتي يحاربن التحرش ويدافعن عن النساء، بينما في حلقة “فتاة المول” قامت بالعكس تماماً.
عن حياته الشخصية، كشف باسم على أنه كان فاشلاً بالتقرب من الفتيات في سن المراهقة وأنه فشل في الحب عدة مرات ونجح في الحب مرات عدة، وعن علاقته الزوجية أوضح أنه ليس متحكماً بعلاقته الزوجية ولا مطيعاً بالكامل، بل أنه متفاهم جداً مع زوجته، وأن طفلته ورثت عنه الشقاوة والفكاهة بينما ورثت الجمال عن والدتها، وأن كيفية تربية إبنته تهمّه أكثر من المكان الذي تتربى به، وأشار باسم إلى أن والده كان يغض النظر كثيرا وحنون من جهة، وصارماً من جهة أخرى خاصة في ساحة المحكمة. وعن إظهاره لقوته وإخفائه لدموعه قال “أنا جبلة ومبعيطش.. وده نوع من الحماية من التغيرات في المشاعر” وأنه يخفي حزنه بالضحكة المرسومة.
في نهاية الحلقة التي تعتبر من أقوى الحلقات من الموسم الأول من برنامج المتاهة قال باسم يوسف “أعتذر من أهلي والناس اللي معاي فقط، وأنا مش ندمان على أى حاجة عملتها علشان بكون مقتنع بيها”، وقال بطريقته المميزة والساخرة “الحاجة الوحيدة اللي هتخليني أندم إني موجود في المتاهة”.
لا شك بأن باسم يوسف من الشخصيات الإعلامية النادرة في الوطن العربي، وما أحدثه من ضجة كبيرة على مواقع التواصل الإجتماعي خلال عرض حلقته ضمن برنامج “المتاهة” يدل على قيمته الكبيرة لدى الجمهور العربي الذي يبحث دائماً عن الإعلامي المثقف والصريح والجريء والمحترم، حيث تحولت حلقته إلى حديث رواد مواقع التواصل الإجتماعي وإحتل هاشتاق “باسم يوسف” المرتبة الأولى على التريند على موقع تويتر حيث شهد تويتر على 250 تغريدة في الدقيقة الواحدة عن حلقته مع وفاء الكيلاني.
بقلم: موسى عبدالله