رأي خاص- الكاتبة ريم حنا تستعين بجايمس بوند وبرنامج حديث البلد في مسلسل لعبة الموت
يبدو أن مسلسل “لعبة الموت” للثلاثي الناجح سيرين عبد النور (نايا)، عابد فهد (عاصم) وماجد المصري (كريم) سيكون الحصان الرابح في السباق الرمضاني لهذا العام، بعد نيله أعلى نسبة مشاهدة في لبنان. فبحسب أرقام إحصاءات شركة “ستات إيبسوس”، نال “لعبة الموت” في الأسبوعين الأوّلين من رمضان معدّل 9.53 % كنسبة مشاهدة و50 % كحصّة مشاهدين للمحطّة (SOA/Share Of Audience).هذا ما نشرته المؤسسة اللبنانية للارسال ووزعته على الصحافة ونحن لا نشكك بهذه الاحصاءات ابداً بل نضيف ان المسلسل “أكل الاخضر واليابس” وحبس انفاس الملايين حول العالم كون جمهوره ليس فقط من العرب المقيمين بل ايضاً من العرب المغتربين .
والقصة ونخبة النجوم الممثلين واداؤهم في المسلسل ساهم الى حدّ بعيد بتحقيق هذا النجاح الذي ربما تخطى نجاح مسلسل “روبي” ، الا ان الحلقتين الاخيرتين جعلتا قطار المسلسل يحيد عن خط سكّته الاصلية فتحول الى جزء مبتكر من سلسلة “جايمس بوند” الشهيرة وهذا ما صدم المشاهدين الذين استنفروا بالامس على كل مواقع التواصل الاجتماعي معترضين على هذه الدهاليز الجايمس بوندية التي ادخلتهم كاتبة القصة العربية ريم حنا فيها .
وكانت حلقة الامس قد شهدت تطورات تصاعدية عندما علم “عاصم” ان “نايا” ما زالت حية ترزق وانها متواجدة في مصر وهي تقيم مع خالتها والدتها التي اكتشف “عاصم” انها ما زالت حية ايضاً ، فقرر على ما يبدو ان يمارس نفس اللعبة التي لعبتها نايا وهي لعبة الموت من خلال خداع الجميع انه قتل في حادث سير مروع مع عشيقته شهرزاد (ندى ابو فرحات) فطارت السيارة في الفضاء ووقعت عن علو شاهق جداً الا ان الظاهر ان عاصم نفذ من الحادث المقصود ليبدو كأنه توفي جراء هذا الحادث ،هذا بالاضافة الى حرقه ليخت جبران(يوسف حداد) واطلاقه النار على فادي ابن خالة نايا ، فخُيّل للمشاهدين بالامس ان “عاصم” تحوّل فجأة الى جايمس بوند العرب يملك قوى خارقة وهو الرجل الحديدي الذي لا يقهر ولا يخدش ولا يقع ولا يُكشف من قبل الشرطة.
هذا بالاضافة الى ابتكار شخصية “هشام” هذا الساذج الذي كبرنامج حديث البلد، “بيعرف كل شي عن كل شي” والذي أمّنه الجميع على اسرارهم المصيرية فكشفها عند اول فرصة وكأن ريم حنا احتاجت اليه ليكون صلة الوصل بين الواقع والخيال وبين المنطق واللامنطق.
انما اكثر ما يضحك فهو اعتراف جميع رجال المسلسل بحبهم السابق او اللاحق لنايا ، بدءاً من جبران وصولاً الى عاصم وكريم و وفارس ونزيه وسليم والعم سرحان ، ما اثار موجة من السخرية والتهكّم فبدت الحبكة وكأنها “فلتت” من ريم التي ارادت ان تتوسّع بفكرة المسلسل الاصلية على حساب الموضوعية والمصداقية واقله على حساب المنطق فوقعت في فخّ “المخيلة الواسعة” وهو عادة ما يخذلنا ويورطنا في ما لا تحمد عقباه في الدراما .
وبالرغم من كل ما ذكرنا لا نشكك ابداً في حقيقة ان المسلسل سيحصد اكبر نسبة مشاهدة حتى مشهده الاخير لأن المشاهد بطبعه فضولي وحشريته ستقتله ان لم يتابع باقي الحلقات ليطمئن على مصير نايا وعلى قصة حبها مع كريم وتخلصها نهائياً من عاصم.