رأي خاص – إعلان “الجمهورية” يتحوّل إلى رسالة وطنية والياس المرّ وسامي صعب عبقريان
باتريسيا هاشم – بيروت: في اللحظات الاولى التي عُرض فيها اعلان صحيفة “الجمهورية” الجديد على الشاشة كان لا بدّ من تكوين خلاصة سريعة مفادها ان مؤسِس ورئيس مجلس ادارة صحيفة “الجمهورية” الاستاذ الياس المرّ شخصية عبقرية لأنه وافق بذكاء ودون تردّ على هذه الفكرة، دعمها ،موّلها وأمنّ وصولها الى كل وسائل الاعلام ولكن من ابتكر وصمّم ونفذّ هذه الفكرة وهذا الاعلان هو العبقرية بعينها.
ولأننا لا نعرف من هي الجهة المُخططة والمنفذة ولا نعرف مِن الاعلان سوى الصوت الذي كان كفيلاً بإعطاء الامل للـ”جمهورية” ، هذا الصوت الذي رافق اللبنانيين في أحلك ظروفهم وأصعب مراحل تأرجحهم بين الايمان بوطن للغد وعدم ثقتهم بوطن الحاضر، فكان صوته دائماً مساهماً في بث روح التفاؤل والامل بين الشعب من خلال التقارير والاعلانات الوطنية، اتصلنا بالممثل والصحافي الكبير جوزف بو نصار الذي كشف لنا عمّن نثر بذور الإبداع من خلال العديد من الاعلانات الراسخة في أذهاننا والشعارات التي حرّكت الشارع اللبناني، الاّ انه كان يعمل دائما بصمت المبدعين، فاكتشفنا ان عبقري اعلان “الجمهورية” هو سامي صعب صاحب شركةphenomena .
وقد لفتنا جداً إعلان صحيفة “الجمهورية” فهو اعلان تخطى بفكرته وتنفيذه اي اعلان تقليدي لصحيفة لبنانية، وربما يصلح هذا الاعلان ليكون شعار هذه المرحلة الدقيقة في لبنان وشعار شباب الثورة على الفساد وعلى المجهول، شعار كل من يبحث عن هوية الوطن الضائعة وعن المفهوم الحقيقي للحرية، وبما أن موقع “بصراحة” يقدّر الفن والذكاء والابداع اللبناني،غصنا بتفاصيله.
وفي حديث خاص لنا مع الاستاذ سامي صعب، ذكر لنا أنه عندما عرض الإعلان على الوزير السابق الاستاذ إلياس المرّ، توقّع نجاح العمل خاصةً بعدما أبدى المرّ إعجابه بالفكرة التي وصفها بأنها أفضل إعلان في تاريخ الصحيفة لأنه لم يفكّر أحد بأن يجزّىء معاني الكلمة، فحمّل مسؤولية كبرى لشركةphenomena كي تُنتج ما عجزت أجيال مرّت على الصحيفة من أن تنجزه .وتحولّت الفكرة إلى مشروع وطني بمساعدة السيد جوزيف بو نصار الذي يُعرف بالعمل في صحيفة “النهار” والذي عُرف الآن بالعمل لمشروع الوطن لإعلان تحدّى قيود الصحيفة ليتحوّل إلى حلّ وطني بعدما اقتنع بالفكرة وآمن بها رغم اعتراضه بداية على العمل لصالح اعلان لصحيفة منافسة.
وفاجأنا صعب بأن هذه الفكرة العميقة هي وليدة أربعة أيام فقط ،فأتت ابنة الاربعة أيام مرساة أمل لوطن يحلم بجمهورية ، يحلم بهذه الكلمة التي حلّلها الإعلان وإستخرج منها معان أخرى فتفوقت الجمهورية على معانيها الضيقة وأصبحت تمثّل حلم وطن من خلال سؤال عميق: “أيمتى الجمهور اللي مكوّن من هو وهي بيطلع من الهوة الكبيرة وبحدّد الـهوية بـجو من الديمقراطية ليرجع لبنان بلد الحرية؟” .فأضحى الإعلان رسالة وطنية لكل لبناني ،رسالة تستحق التوقف عندها والامعان بتفاصيلها وجوهر معانيها ونتمنى أن يتحول الحلم إلى واقع كما نفّذت هذه الفكرة و تحولّت إلى ثوان أبديّة.
شكراً لصحيفة “الجمهورية” لأنها طرحت الاعلان والسؤال في هذا التوقيت الحرج من تاريخ لبنان على امل ان يكون وباء وطنية الاستاذ الياس المرّ معدٍ وينتشر بشكل مخيف من خلال اعلان روّج للوطن اكثر ما روّج لصحيفة ، ولأنه رجل وطني كبير نوجّه له التحية، فاعلان الجمهورية بالنسبة للشرفاء اكبر من اعلان لصحيفة، هو موقف شريف لكبير من لبنان لطالما آمن بالجهورية .