رأي خاص- عفوية احلام (تُدرّس) وجمهور الشتّامين مفلّس
نحاول كثيراً فهم النجمة الاماراتية احلام وحاولنا مراراً وتكراراً استيعاب ردّات فعلها السريعة وغضبها وحاولنا دائماً ايجاد الاعذار لها وتبرير كل مواقفها علّنا نصل الى خلاصة مفادها ان هذه المرأة طيبة بالفعل كما يدّعي المقرّبون منها خاصة معجبيها واصدقائها من اهل الصحافة والاعلام.
لا شك في ان احلام حالة خاصة جداً وان عفويتها “تدرّس” وربما هي من اكثر الفنانات ان لم تكن الوحيدة التي تتصرف على سجيتها دون حسابات مسبقة فتتصرف في معظم الاوقات بشكل وأسلوب واحد، فلا تفرّق بين الاماكن العامة والخاصة وبين “الهواء” وتحته وبين ” الكاميرا” وورائها والنتيجة عادة ما تكون غير مرضية لأن ردّات الفعل العشوائية وغير المدروسة قد لا تأخذ بعين الاعتبار وبجديّة في معظم الاحيان احاسيس ومشاعر “الآخر” المعني مباشرة بكل ما تفعل وتقول …
اثبتت احلام من خلال برنامج “اراب ايدول” انها اكثر النجمات العربيات عفوية والعفويّ عادة ما يكون طيّب القلب غير خبيث فيرتجل المواقف وردات الفعل والتصرفات ولا يخطط لها، لدرجة انه في معظم الاحيان يشعر بالندم والتراجع عن مواقف سابقة اتخذها في لحظة تسرّع ولكن بالمقابل- وفي معظم الاحيان ايضاً- يكون الاوان قد فات على “تصحيح” أي موقف او تصريح، فلا ينفع الندم ولا الاعتذار…
وان سلّمنا جدلاً ان احلام طيبة الى ابعد الحدود وانها لا تضمر الشرّ ولا تتقن الضغينة وانها عفوية جداً لا تفقه في الخبث شيئاً ولا تخطط لكل ما تقول وتفعل بل تتصرف بطبيعيّة استثنائية … وان سلّمنا جدلاً انها في معظم الاحيان تُفهم خطأً ويُترجم ما تقوله بنيّة سيئة ترتّد على أصحابها وانها تحب زميليها في “اراب ايدول” راغب علامة ونانسي عجرم وتكّن لهما كل الاحترام وانها حين تنتقدهما او تردّ عليهما او تعترض على ما يقولانه ويفعلانه، فانها تفعل ذلك دون نوايا مسبقة ومبيّتة وانها لشدّة عفويتها تتلفّظ بعبارات قاسية احياناً ولكن ليست معلبّة او مفخّخة وانها سريعة الاشتعال تغضب بسرعة البرق ولكن سرعان ما تخمد نيرانها، لأنها ليست متمرسة بالكراهية والحقد … ان سلّمنا جدلاً بكل هذه الحقائق وتقبّلنا أحلام بمحبّة تماماً كما هي “دون زيادة او نقصان” فمن تراه في المقلب الثاني يرّد اعتبار من تسيء هي اليهم في العلن وعلى الملأ؟ ومن تراه يُخفّف من لهجة معجبيها وحملاتهم المنظّمة والشرسة على من طالتهم احلام امّا بتعليقاتها او بتصريحاتها؟ ومن يهدّئ من روع النجوم الذين تناولتهم هي بالسوء دون تقديم الاعتذار او التراجع علناً عما وجّهته لهم من كلام قاسٍ؟
فاجأتني أحلام الاسبوع الماضي حين صفّقت لراغب ووقفت له وغنّت معه حين كان ضيفاً على برنامج “اراب ايدول” وحين عايدته مساء الجمعة بمناسبة عيد ميلاده وحين باركت له مساء امس بلقب سفير النوايا الحسنة وتخطّت كل خلافاتها معه وكل احقادها ربما وكل عتبها وغضبها، كذلك فعلت مع نانسي التي “تطبطب” عليها في كل الحلقات وتمازحها وتمدحها بالرغم من الاعتداء المعنوي المبرمج والمتكرّر الذي يقوم به معجبوها على كل صفحات نانسي على مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا ان دلّ على شيء فيدّل على امرين لا ثالث لهما: اما ان هذه المرأة طيبة القلب الى ابعد الحدود ولكنها شقيّة ومشاغبة واما انها خبيثة الى ابعد الحدود ولكنها تلعب دور النعجة المغلوب على أمرها مع تأكيدنا على ترجيح الاحتمال الاول الذي عزّزناه باعترافات مقربين منها واصدقاء لها.
لذا على احلام الطيبة ان تضع حداً لكل التجاوزات التي يقوم بها معجبوها ولكل الاهانات والشتائم التي يوجّهونها لزميليها في لجنة “اراب ايدول”. وان كان هناك من مشكلة عالقة مع راغب ونانسي، فلتحلّها احلام بنفسها دون الاستعانة باحد ممن يلعنون ويشتمون ويسبّون ويهينون ويكفّرون وكل ذلك بإسم ملكتهم احلام ، فكيف تتوقّع هي حينها ان يصفح عنها زميلاها ويتناسيان او يتجاهلان الأذيّة ؟
فلم لا تحّل احلام مشاكلها مع زميليها بحكمة وحنكة بالحوار المثمر والقيّم بعيداً عن الاضواء والكاميرات ومواقع التواصل؟ فهي امرأة ذكية وشجاعة، فلم لا تجيّر ذلك لإنهاء اي خلاف مع راغب ونانسي او لمواجهتهما ولومهما وفي أسوأ الاحوال شتمهما ولكن في السرّ وبمحبة كبيرة بعيداً عن “الشوشرة” و”الفضيحة” الحاصلة اليوم اعلامياً بينهم، فهم أساؤوا بذلك للصورة الراقية للنجم وهالته المنزّهة عن اي عيب واستدرجوا معجبيهم الى حرب هم بغنى عنها فقط لتصفية الحسابات وردّ الاعتبار، فهل لديكم ادنى فكرة عن مدى الاساءة الى هؤلاء المراهقين الذين تحوّلوهم بحروبكم السخيفة الى شتّامين وقليلي ادب، فيتلهون بتوجيه الشتائم والاهانات الى اصدقاء لهم ابرياء بدل ان تتحملوا انتم مسؤوليتكم في توجيه الشباب فتكونوا خير قدوة ومثلاً اعلى لهم، فتستدرجوهم بفنكم وابداعكم الى اماكن راقية ومرهفة ومضيئة فتضمنون اجيالاً تلعن الشرّ والحقد والخوف وتزرع المحبة والامان والسلام …
فكروا بالأمر…