لهذا السبب تفضل برناديت حديب البقاء في المنزل على أن تمثل
في حلقة خاصة ومميزة، حلّت الممثلة “برناديت حديب” ضيفة على برنامج صباحو كارلا مع كارلا يونس، اليوم الخميس. حازت على عدد كبير من الجوائز في عمر صغير جداً إلا أن الجائزة الأهم بنظرها هي محبة الجمهور، تحب الفنون القتالية وكانت تحلم بأن ترسل ابنها لليابان أوالصين بدلا من المدرسة.
في بداية المقابلة تحدثت “برناديت حديب” عن المسرح إذ تقول أنه تفاعل يومي، وعلاقة اجتماعية تمتد الى خارج نطاق العمل .
أحبّت المسرح أكثر من التلفزيون، إذ له مكانة خاصة عندها، فهو حياتها وهويتها وابنها.. ومسيرتها الفنية بدأت على خشبته. فحبها العميق له يعود للتفاعل الغير مرئي بين الناس اللذين يحضّرون أنفسهم ويذهبون لمشاهدة مسرحية، وهذا الأمر لا نلمسه عند مشاهدة التلفاز، وهي تقدر حضورالناس الى المسرح.
أما بالنسبة للمسرح في لبنان، فالمشكلة ليست فيه او بنوعيته، بل المشكلة اقتصادية بالدرجة الاولى، بالرغم من وجود تنوع مسرحي غير موجود في الدول العربية الاخرى. لكن المسرح لديه تكاليف مرتفعة لم تعد الدعاية اليوم كافية لسد هذه التكاليف، وشهرته من ناحية اخرى. خاصةً في ظل هذا التطور والنشر الإلكتروني الذي نشهده اليوم. وأشارت أيضاً الى أننا نجد بعض الناس قد بدأوا بالاعتياد على فكرة المسرح، فهو ثقافة بحد ذاتها، ولكن بالطبع ليس كل هؤلاء الناس باستطاعتهم الذهاب لمشاهدة مسرحية “شانسونيه” فهي حكرٌ على الأشخاص “المرتاحين ماديا”!
وعن التمثيل تقول “الممثل هو عبارة عن أداة يستخدم لاداء شخصيات متنوعة”. معظم الممثلين يدمجون شخصيتهم بالتمثيل مع شخصيتهم في حياتهم اليومية ، أما هي فلا تحب عيش الشخصية دائما بل تفصل بين حياتها الفنية وحياتها اليومية ولا تحمل شخصية دورها الى حياتها اليومية.
وتزيد أن كل دور تحصل عليه يجب أن تعطيه حياة وإحساس لإيصال الفكرة للجمهور. لا يعنيها أن تقوم بدور البطولة، بل يهمها اختيار دور تجد نفسها فيه وتبدع في تمثيله، هي تحب الدور الذي بيقى في ذاكرة المشاهدين.
ومن جهة أخرى أشارت الى مشكلة التهميش لأصحاب الخبرات والمواهب في السينما، لحساب اشخاص غير موهوبين، فلم يعد هناك تقدير للمثلين المبدعين. وهي تفضل البقاء في المنزل على على أن تمثل مسلسل تافه لا يوجد منه رسالة واضحة، وعلى العمل مع أشخاص غير موهوبين وغيرناجحين، فقط لأنه فُرض على المخرجين أسماء معينة..
وتحدثت عن الإندماج السوري اللبناني في الأعمال الدرامية والسنمائية وقالت “هو أمر صحي والإنتاج المشترك بين الدول أمر مفيد، ولكن هناك مواضيع متعددة جداً ومهمة يمكن طرحها في الأعمال التي نراها اليوم بدلاً من قصص الغرام والفراق والخيانة الفارغة”.
وعن مشاركتها مع دريد لحام في “عودة غوار” قالت انها لم تكن متفائلة في قبولها لهذا الدور بعد أن قامت بتقديم “كاستينج”، ولكن لحام خلق لديها أمل بعد مقابلته لها، وبعد ستة أشهر اتصل بها وأخبرها عن قبلوها في المسلسل وأنه يجب أن تبدأ في التصوير فتركت الجامعة لمدة سنتين وذهبت لسوريا وصرحت بأنها عاشت في منزل لحام في استديو صغير وكانت الأشهُرالاولى صعبة صعبة جداً عليها، خاصة الفكرة الأولى التي اتخذها المشاركون معها في العمل نفسه، بأنها “اللبنانية التي أخذت دور السورية في هذا العمل”.
وصرحت بأن هناك عملاً قريباً مع الفنان “جورج خباز” وأن بينهم علاقة صداقة قوية.
في الأمومة هي الأهم، فأولادها هم حياتها، والأهم بالنسبة لها هو تربيتهم بطريقة لائقة، وصحية. وهي تفرض نظام غذائي عليهم وتوجههم نحو الفاكهة والمأكولات الصحية، وتفضل أن يربوا في جو عائلة وحب وألفة. وهي تقضي كل الأسبوع معهم حيث يقومون بنشاطات عديدة.
“حماتي ملاك” هكذا تقول برنديت عن حماتها التي تجمع بينهما علاقة انسانية ممتازة. وعن زواجها تقول انها عرفت زوجها قبل زواجهما بكثير اذ عرفا بعضهما ثلاثة سنوات قبل ان يقعا في الحب لمدة ستة سنوات مشيدةً بزوجها عصام واصفةً اياه “بالمهضوم” الذي يقف دائما الى جانبها ويدعمها.
كما قالت بان العلاقات الزوجية لا تخلوا من مشاكل ولكن يجب إيجاد الحلول المناسبة لها وحلها بطريقة عقلانية.
أسعد فترة أمضتها في التعليم كانت في الكفاءات، مع ذوي الاحتياجات الخاصة لمدة أربع سنوات وكانت سعيدة جداً معهم لأنهم عالم خاص بعيد عن الكذب والرّياء التصنّع، والجو مليىء بالحب النقي، إذ أصبحنا في مجتمع لا وجود لاحترام الأستاذ فيه …
وفي النهاية تحدثت عن الموت، فقالت ” الموت صعب وقاهر لكن الحياة يجب ان تستمر، فالحزن في القلب وليس بالتعامل مع العالم وليس في ارتداء الثياب السود”، فهي لديها قناعة بأن الراحة النفسية والصحة هما الأهم في الحياة. فالحياة فانية ولا شيء يستحق أن يعكر حياتنا..