زيز دو لافونتين
كن جاهزاً لكل طارىء وطارق / لصروف دهرٍ/ لمباغتةِ من قدرٍ/ لتبدلِ حالٍ / لِلُغمِ منصبٍ / لخلعٍ عن كرسي/ لحبٍ نأيت بنفسك أميالاً عنه لتطالعه منتصباً قبالتك كفزاعة الحقول وضحكتها – رغم جمادها – تفتنُ الألباب : لا تستهبل , وتقاومه إنما كن رجلاً وجارِهِ . الجهوزية مطلوبة ومن صلب اليوميات باتت / وأمثولة زيز لافونتين متوهجة رنانة على المسامع …
في المقابل نتساءلُ كم يمدينا من طاقةٍ وترقبٍ وتحسّبٍ يجعلونك مشدودَ الأعصاب / لتتناوب أنت والأرق على أمتع الوظائف لدرجةٍ يُستنفد فيها العمر وكل العمر فيه عمرٌ واحد . . . الإستسلام ممنوعٌ وإلا حُجبت عنك مكافآت ونظرات المحيطين عسلٌ يغلفُ نوايا وتنويهاتهم سُحب الثقة بأهليتك العشقية إلى الأبد . . .
غالبية ُالجهوزيات يُعتمد فيها تكتيك معين إلا صفعة الحب : توقيتها لن يبرمجُ حسب ساعة يدك / كونترولها لن يكون يوماً بمتناول يديك/ ملءُ أجندتك به ليس بخاطرك والأخطر أن عوارض النفس والجسد يصعب تطويقها بعد إشتعال الفتيل الأول …
الحب متى رآك متردداً يحتقرك/ يُصنفك ثانياً / مُتطلب هو ولا يرحب إلا بالنخبويين المقدامين الذين يجلّون قدسيته كي يبادلهمُ مراتب الشرف في صراعاته المرتقبة وغير المبرمجة … نصف العاشق تُسحب منه رخصة قيادة مشاعره فتلقاه هزيل الحضور والقرار والـ AURA ….. الحب يطلب كاريزما من ممثليه / لن تُحَبْ ما لم تمتلكُها يوماً ولكلٌ منا … كاريزمته في الحب .
منا من هو نجم بعشقه ومنا من هو ” عُشيّق ” يتتلمذ في صف الهوى وحسب إجتهاده يُرقّى . اناسٌ يليقُ بها الحب وآخرون ” مبهبط ” عليهم / خلقوا نعم ولكن لم يُفصَّلوا لهذا المُخمل النفيس لأن حلمهم قزم …. قدرٌ نخُط بيدنا ثلثُه المُعطل والمُسيّر في آن وعليه تتشكل جبهة إنقاذ للإرتقاء بهيكل إسمه حبي أنا … أولاً وأخيراً.
أكرر : كم مرة نُحب في العمر والعمرُ واحد . . . أو بالاحرى أنُحب هذا العمر ؟؟!! هناك الحب الأكبر ومنه يتفرع مشروع حُبيب ومن ثم رسمُ حُبيب ويليه وهمُ حُبيب . . . صورة مثلى ” لواحد ” أجاد ذاك الدور الاعظم ومشى …
لتبقى مُشعاً / نابضاً / موجوداً / بصراحة ” إنساناً ” / كن كما لم تكن كل يوم من ذي قبل // مُستيقظاً ويقظاً / مغتسلاً ومتعطراً بالنية الايجابية كتعطرك بالعود الفوّاح / مجهزاً حقيبتك لمشوار عمرٍ وتذكرة رحلتك على الدرجة الاولى – الدرجة السياحية ممنوعة البتة – لأنه في قطار الحب من لم يبذخ على برستيجٍ لمكانته يترنح بين الهامش وآخر الطابور … والرصيف يا ما بيّلم . . .