الصفحة الأخيرة: سُمُّها . . . طعمُه لذيذ

نتذكره نجماً فتياً حين حقق النجومية الساحقة في فيلمه Home Alone واليوم نُصدم بصورته على الانترنت فتى وكهلاً في آن بسبب فقدان التوازن وتيه البوصلة والانغماس بالرغبة ولا من ممنوع يردع أو من حرام يصدّ . النجم الضارب بالامس وشباك التذاكر والثراء الفاحش ونجومية العمر الصغير أحدثت المُخشى منه….. إدمان وكهولة للثلاثيني ربيعاً .

هكذا هي غالبية نهايتهم ، نجومٌ تملأ الدنيا وفجأة تُضيق بهم دنياهم فيصبح مجدهم عبئاً وإثماً وبأي ثمن عليهم تدميره بقدر ما بنّوه وبناهم / مفارقة غريبة وواقع أغرب وفي الحالتين يبقون قدوة / قدوة منشودة بمثاليتهم وقدوة تنبيهية بإنحرافهم / التجنب من الآتي ليس باليد طالما المغريات جرارةٌ والرغبة مُستفحلة حد الفجور … خيرهم المصنوع تارة ً في العلن وطوراً في الخفاء يكون عند بعضهم وجاهة تسويقية وعند بعضهم الاخر تعويضاً عن نقص أو تكفيرعن ذنب والحالتان تؤولان إلى اكتئاب مُبرمج في سيرة المشاهير وكأنه مرحلة مُقدرة مع سبق إلاصرار , حالُها كحال الدور العقدة والأغنية الضاربة واللوك المتجدد والإختيارات الصائبة والفشل المُقدر والنجاح المرغوب/ إكتئابهم يظهرُ هشاشة مجدهم وبطلانه .

قلة منهم تغلبت على الخطر القادم اليها / روّضته / طوّعته لصالحها / جعلته إما أسيرٌ خدمتها أو نقطة تحول بدل أن يمحوها محته هي / وكانت الوثبة إلى الأعلى . سهلٌ أن نضيع وكم يصعب علينا الإعمار ولا أحد يدّعي المثالية أو يتولى التنظير/ الكونترول صعبٌ طالما ذاك الضوء المسلّط نعمةٌ مع الهتافات ونقمةٌ على وسادة الجردة واحتساب الضعف والقوة / والخسارة والربح / والإكتفاء أو استمرار الحلم ومتى مات الحلم.

تفشى اليأس ونادى تداعياته بالتغلغل في رغبات النفس ومغريات الجسد / ليسقط نجمٌ تلو الآخر/ انجاز وراء حجر زاوية / محطة وراء وثبة / ويصبح الإنتصار المزعوم مجرد ذكرى .

النجوم الرجال أقوى من الإناث/ النجم الذكر يلعب بثعلبية مع الضوء ويحسبها رهاناً ومقامرة أم النجمة الأنثى فتضعف أمام الضوء لإعتقادها في لاوعيها المتحكم بعواطفها انه الحبيب المحرومة منه / يدغدغها ذات سهرية فيأخذ منها ما يبيه / إما أن تنتصر عليه بجولة أو يُخسّرها حرب وجودها وفي أغلب الظروف عاملُ العمر يكون هو الخصم والحكم في حروب كهذه وحين تطرق النجمة منتصف العمر وتكابد ازمته .

تتعدد السيناريوهات والنهاية واحدة / صخب ٌ في الخارج والداخل يضج بالوحدة / وحدةٌ من نوع مقيت : محاط بجموعٍ والمطلوب واحد ومفقود / سيناريو مُعقد وحل أعوص ….. دراما متنقلة بأقنعة وحيوات لُبُها سم ٌ طعمه لذيذ وأسمه . . . الشهرة

بقلم طوني سمعان نشرت، بالتزامن مع مجلة ناين

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com