بالصور – في اضخم وأرقى مهرجان تكريم دولي، بيروت تأسر القلب وتقول شكراً للمبدعين ولا لترحيل الادمغة من لبنان

من عاصمة السحر، من عاصمة النور بيروت، من عاصمة الفن والثقافة والرقي والجمال بيروت ، من ست الدنيا بيروت، اقيم مساء الجمعة الماضي اضخم وارقى مهرجان تكريم دولي في الشرق الاوسط، مهرجان بيروت الدوليّ للتكريم “بياف” في مرسى اليخوت “الزيتونة باي”، متحديا” كل الظروف ومؤكداً على اهمية نشر ثقافة الحياة والصورة الرائعة للبنان الى كل اقطار العالم…

تميّز المهرجان بحضورسياسي فنيّ وإعلاميّ كثيف غصّت به السجّادة الحمراء في “الزيتونة باي” ونقلته شاشة “أم تي في” اللبنانية وإذاعتا “جرس سكووب” وFame FM مباشرةً على هوائها تحت ادارة المخرج كميل طانيوس ومن تقديم الاعلاميان ناديا بساط ومحمد قيس.

وكما جرت العادة، تحرص “بياف” كلّ عام على تكريم اهم المبدعين من لبنان والعالم، في بادرة تسعى إلى إستقطاب المبدعين إلى لبنان لتكريسه منارة ثقافية، سياحيّة وحضاريّة.

وهذا العام حمل المهرجان إسم مبدعيْن لبنانييْن هما وليم حنّا وجوزيف برباري مبتكرا شخصيتيْ “توم وجيري” الكرتونيتيْن، كما خلقا 70 شخصيّة كرتونيّة من الرسوم المتحرّكة وترجمت أعمالهما إلى 20 لغة ولم تكن هذه الأعمال تهدف فقط إلى الترفيه، وإنّما إلى نشر التوعيّة الإجتماعيّة أيضاً.

وكما يحصل في كل دورة، تعاونت لجنة مهرجانات بيروت الدوليّة للتكريم مع مكرّمي العام الماضي الذين أصبحوا أعضاء شرف في لجنة هذه السنة لإختيار ١٨ شخصيّة مبدعة من ٨ بلدان مختلفة، وهي: الولايات المتحدّة الأميركيّة، فرنسا، بريطانيا، أرمينيا، الجزائر، مصر، السعوديّة ولبنان. وفي مجالات متعدّدة تراوحت بين العلوم، السياسة، الشعر، الأدب، النحت، الإخراج، الرسم، الموسيقى، التمثيل والغناء.

بداية الحفل المميز كانت مع كلمة رئيس لجنة مهرجانات بيروت الدولية للتكريم “بياف” الدكتور ميشال ضاهر الذي اطلق الدورة الخامسة قائلاً: ” بيروت تكرم مبدعين ، عنوان عريض اردناه سنوياً للعاصمة التي اذهلت العالم بتنوع حضاراتها ، ثقافاتها وانفتاحها على سائر البلدان. مهرجاننا هذه السنة اردناه مختلفاً عن سابقاته.اردناه منارة باتجاه واحد هو استقطاب المميزين الى لبنان لتقول لهم بيروت شكراً ولا لترحيل الادمغة والمبدعين من لبنان.اردناه من على شاطئ بيروت ليكون منارة ثقافة سياحية تعكس وجه لبنان الحضاري. لبنان السلام الذي نتوق اليه ابداً. فالسلام وحده هو الذي يثبّت الانسان في ارضه ووطنه. فكم منا هاجروا بحثاً عن السلام ولما وجدوه ابدعوا، تميزوا وعادوا الينا بانجازات فاقت حجمهم وتغنّى بهم العالم باسره؟ تماماً كما الشخصيتين اللتين يحمل المهرجان اسمهما هذا العام : وليام حنا و جوزيف برباري.”

كما شكر د. ضاهر دعم وحضور وزارات السياحة والثقافة والاعلام وبلدية بيروت وكل الذين ساهموا بانجاح الحفل. وشكر ايضاً الاعلاميين والسلطة الرابعة لمواكبتهم وتغطيتهم الحدث. واخيراً توجه الى اللجنة المنظمة بالقول:” انتي احييكم فرداً فرداً ، تعاوننا اثمر نجاحاً وها هي جهودنا تضيء اليوم سماء بيروت.”

وعلى نشيد المهرجان “كبار هني كبار” اشتعلت سماء بيروت والمسرح بالمفرقعات النارية المميزة، لتتوالى بعد ذلك التكريمات واولها للكاتبة الجزائريّة الآسرة أحلام مستغانمي التي تسلّمت درعها التكريميّ من الإعلاميّة اللبنانيّة بولا يعقوبيان والوزير اللبنانيّ محمّد رحّال،فقالت:” هل تعرفون اجمل من بيروت… شكراً لانك اخذتنا بالاحضان وكنت لنا الامنية فما من كاتب الا وكتبته بيروت وما من كاتب الا وخان وطنه مع بيروت! بيروت لم تأخذ بيدي انما اخذت بقدري ولم تكن مسقط رأسي انما مسقط قلبي! وكما يقول جبران ان تكريم المبدع ليس ان تعطيه ما يستحق، بل ان تأخذ منه ما يعطي، وتكريمكم كان بقراءة كتبي…”

ثم كان تكريم لوزير السياحة اللبنانيّ ميشال فرعون الذي تسلّم درعه من رئيس المهرجان د. ميشال ضاهر فقال:” هذه الصورة التي نريدها عن لبنان جو المحبة والسلام، والحضارة والفن والتراث ، ويجب ان نتعلم كيف نعمّر بلدنا وندافع عن هذه القيم .ونحيي الجيش لانه لا يدافع فقط عن سيادة لبنان انما عن نمط عيش وطريقة حياة. ووجودكم الليلة هنا تأكيد على اننا نجحنا بالدفاع عن الحياة في لبنان …”

وحصل النجم اللبنانيّ الرائع وملك الاحساس والرومنسية وائل كفوريّ على درع تكريميّ عن مسيرته الفنية الابداعية وسلّمته الدرع المسؤولة الاعلامية واحد اعضاء لجنة “بياف” الاعلامية باتريسيا هاشم والنائب سيرج طورسركيسيان. فقال وائل:” يسعدني ويشرّفني ان اكون الليلة معكم في هذا الحفل.” وقدّم تحية للجيش اللبناني ولشهدائه متوجهاً اليهم بالقول:” يا حامي حدودي والبلد، محبتك بالقلب لولد الولد، وكل مين بمدّ ايدو ع جيش بلادي فشر ينعد حالو.. ولك بعدو ما انولد!” وبعد تسلّمه الدرع قدّم وائل على المسرح أغنية “هلقد بحبّك” بصوته الرائع وسحره الراقي!

وسلّمت النجمة إليسّا لأول مرة في مهرجان تكريمي والنائب مصباح الأحدب درعاً تكريمياً إلى المغنيّة الفرنسيّة الشهيرة باتريسيا كاس، التي اعربت عن سعادتها الكبيرة بتسلم الجائزة وبوجودها في بيروت، وغنت اغنيتها الرائعة “mom mec a moi” ! وقدّمت إليسّا بعد ذلك أغنية “يا مرايتي” على المسرح فكان أداؤها استثنائياً ورومنسياً الى أبعد الحدود.

بعد ذلك تسلّمت الوزيرة اللبنانيّة السابقة ليلى الصلح درعاً تكريمياً من الإعلاميّة اللبنانيّة ماريا معلوف،عن مجمل عطائاتها الانسانية والوطنية، فقالت:”ايها اللبناني، لا تعِش في المثاليات ، كن عادلاً وقدم الخير للبشر” واضافت “لن نقبل باي مساومة على رؤوس جنودنا المفقودين!”

كما كُرّم المهندس اللبنانيّ برنارد خوري الذي حقّق إنجازات ونجاحات عديدة في مجال الهندسة في العالم.

هذا وتم تكريم اول سيدة عربية سعودية تترشح لمنصب سياسي في الولايات المتحدة الاميركية عن الحزب الديمقراطي في كاليفورنيا السيدة فريال مصري التي اكّدت سعادتها الكبيرة بالمجيء الى لبنان خاصةً وان الدعوة كانت فرصة ليزور زوجها اللبناني الاصل بلده وكذلك اولادها!

وحصلت الكاتبة الدرامية والممثّلة اللبنانيّة المتميزة كلوديا مرشيليان على درع تكريميّ عن مجمل أعمالها، ونجاحاتها اللبنانية والعربية، فقالت:” منذ دراستي المسرح ولحد اليوم اتساءل دائماً لماذا نحن في لبنان لا نفهم الفن العبثي ولا نستذوقه رغم اننا نعيش بعبثية! فانا لم يعد باستطاعتي ان اكتب في بلد كلاسيكي! لذلك اشكر لبنان لانه وطني، واشكر بيروت وعبثيتها لانها تلهمني ” كما شكرت ايضاً كل الممثلين والمنتجين والمخرجين الذين تعاملت معهم.

وفازت الفنّانة اللبنانيّة القديرة هدى حدّاد، شقيقة السيّدة فيروز، بدرع تكرميّ آخر. وادمعت عيناها تأثراً خلال عرض التقرير الخاص بها! وتوجهت الى الحاضرين قائلة:” في سهرة كهذه مليئة بالحب والجمال والتقدير، لا اعطيكم سوى كل الحب. لقد كان الفن قدري مع اجمل اخت واجمل كلمة وشعر واجمل موسيقى .شكراً على محبتكم وشكراً لبياف التي اعطتنا من وقتها لتكرم المبدعين.” واستعدنا مع هدى اجواء الفن الخالد والرحابنة الخالدين بغنائها “لو فيي خبيك” من مسرحية “آخر ايام سقراط”!

وتسلّمت الممثّلة اللبنانيّة النجمة كارمن لبّس درعاً تكريمياً من الممثّلة اللبنانيّة نادين الراسي والنائب اللبنانيّ وئام وهّاب، فشكرت القيمين على الحفل والجيش اللبناني” الذي بفضله نحن موجودون هنا” واضافت كارمن:” شكراً لكل شخص يحبّني ولكل شخص لا يحبّني! فاليوم الاختلاف هو سبب خلاف الناس ولكن ما هو المطلوب؟ ان نكون ديناً وفكراً ولوناً واحداً فنصبح قطيع غنم ؟ما الذي ينتظرونه منا ؟ لا يجب ان يكون اختلافنا علامة لتفرقنا وخلافنا، فخلافنا سببه تخلفنا وليس اختلافنا !”

وكان تكريم ايضاً لرئيس قسم زراعة الاعضاء في المملكة المتحدة الطبيب ندي حكيم الذي كان اول من اجرى عملية زرع بانكرياس في العالم! فصرّح ان لبنان مريض وناشد اللبنانيين للتوحد وطالب النواب بانتخاب رئيس ولكن شرط ان يكون هذه المرة صُنع في لبنان !

وكان تكريم لفتى الشاشة المصرية الوسيم الرائع الذي يزداد روعةً وجمالاً الفنان القدير حسين فهمي وتسلم درعه التكريميّ من النجمة لطيفة التونسية والممثّل اللبنانيّ رفيق علي أحمد الذي صرّح ممازحاً بكل عفوية وبجو مرح انه يغار منه وان “النساء بموتوا فيه اما الرجال فبموتوا منو !” وركض على المسرح محاولاً سرقة الجائزة الخاصة بفهمي، فتعالت الضحكات وقال النجم حسين فهمي:” انا سعيد جداً في لبنان ومع الجمهور اللبناني الذي كان له فضل كبير علي خلال سنوات تمثيلي، فاول افلامي كانت في لبنان، وانا اكنّ كل التقدير للجمهور اللبناني وللجيش اللبناني الذي يحمي هذا الوطن وللجيش المصري . وشعلة الفن يجب ان تستمر وتشعل الضوء دائماً ضدّ الجهل والتخلف والعنف! ” وبعد تكريمه تألّقت لطيفة بأغنية “إنت أحلى حاجة فيّا” على المسرح.

من ناحية اخرى كرم رجل الاعمال وائل ضو الذي انطلق من لبنان وحقق نجاحات في دبي والعالم العربي.

وكذلك كُرم المخرج السينمائي العالمي اللبناني الأصل سيلفيو تابت الذي بدأ حياته المهنية في تلفزيون لبنان ثم سافر الى لوس انجلس وابدع في عالم الاخراج وحقق شهرة واسعة .

تلا ذلك تكريم الموسيقي اللبنانيّ المبدع غي مانوكيان،الذي حمل موسيقاه المميزة من الشرق الى الغرب بنكهة لبنانية، واهدى غي الجائزة لكل شخص بدأ من الصفر مثله وآمن بقدراته وبفنه وآمن بلبنان ولم يذهب لتحقيق حلمه في الخارج. وعزف معزوفة رائعة اهداها للبنان…

وكُرم ايضاً الممثل اللبنانيّ بيتر سمعان بعد ربع قرن في مجال التمثيل، فقدم له الجائزة د. كلوديا ابي نادر والاعلامي محمد حجازي، فقال بيتر:” بقولوا زغيّر بلدي وبالغضب مزنّر بلدي.. كرامتنا غضب وابداع مبدعينا غضب.. ومن يولد وفي قلبه الغضب لن يسمح لاي كان ان يقتل ارادة بلدي!”

وفي مجال النحت كُرم النحات والرسّام اللبناني انطوان برباري الذي انطلق من بيروت الى باريس!

اما ختام التكريمات فكان مع موهبة التينور اللبنانيّ ماتيو خضر الذي انطلق فنياً من عمر ال١٧ سنة فصرّح قائلاً:” لو لم اكن لبنانياً لما خرج مني هذا الصوت!” وختم الحفل بصوته الرائع الذي يعتبر من أقوى الاصوات في العالم…

تصوير: ربيكا عتيق

شاهدوا الصور

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com