تغطية خاصة بالفيديو – اضيئت شمعة (حكاية وطن) مع من اختصرت حكاية الوطن، الثورة، الحب والبطولة فعذرًا لبنان ولكن مع جوليا في بلاتيا كان لبنان آخر

ما من كلماتٍ تعبر عن روعة الحدث، ما من اسطر تختصر ضخامة تلك الليلة الايلولية التي تخطف الانفاس، ما من مقدمات تفي الحق والجهد والتعب … فلاول مرةٍ احتار من اين ابدأ واي كلمات اختار واي عبارات انتقي علني انقل ولو جزءاً صغيراً ومشهداً حالماً واحداً مما جعلتني جوليا اعيشه في ذاك الحفل الاسطوري.

فهي “جوليا” وما ادراك ما يمكن ان يفعله هذا الاسم بك! وما يمكن ان يفاجئك به هذا الاسم لو مهما كنت مستعداً الحدث!!! انها الليلة التي انتظرها الالاف في بلاتيا، وما ادراك ما حصل في تلك الليلة في بلاتيا ! اكان عرساً فنياً؟ لا بل اكبر من عرس… اكان مهرجاناً موسيقياً ؟ لا لا بل اضخم من مهرجان … اكانت مظاهرة وطنية؟ لا بل اصدق واعمق من مظاهرة… اكان لبنان يقص حكاياته واوجاعه واحلامه… لا فعذراً “لبنان” ولكن مع جوليا في بلاتيا كان لبنان آخر! كانت حكاية الوطن الحلم الذي لا يموت ولا يقهر… كانت حكاية الوطن الذي ينبض بالحياة والفرح والثورة والامل… كانت حكاية الحب الكبير اللامتناهي الذي يفوق حجم وطن !!!

اطلت علينا جوليا بالاحمر الارجواني كملكةٍ من مملكةٍ خالدةٍ ، من زمنٍ آخر يفوق هذا الزمن روعةً وابداعاً ، كملكة من اساطير الخيال وحكايات الاحلام… ملكة سلام وحب وامل في زمن طغى عليه الحقد والجهل والتخلف!!! فقصت علينا القصص بصوت اسطوري يفوق التصور، جعلت مشاعرنا واحاسيسنا تتصارع وتتخبط بين الحب والشوق والحنين والقوة والثورة والوطنية والبطولة … فكانت جوليا الصوت الآثر الذي يخطفك الى عالم آخر، والقضية الاصيلة الشريفة التي تضج بطولة، والرومانسية الحالمة التي تشع حباً…

وقفت جوليا في وسط مسرح صخمٍ والموسيقيين عن يمينها وعن يسارها بمشاركة الموزع الموسيقي الرائع ميشال فاضل،وموسيقى عالمية بقيادة ال “براغ philharmonic orchestra ” وعدد من الموسيقيين الدوليين بقيادة المايسترو هاروت فازيليان ، وامامها الآلاف على وسع المدى، الاف لم يقفوا عبثاً ولم يصفقوا عبثاً ولم يثوروا عبثاً ولم يغنوا عبثاً… الاف كانت قلوبهم تخفق مع كل نوتة موسيقية من موسيقى زياد بطرس الرائعة، واصواتهم تعلو مع بدء كل اغنية قديمة كانت ام جديدة ، فتراهم يسابقون جوليا على الغناء بصوتٍ واحد، وايديهم لم تكف عن التصفيق بحماسة وتوق لسماع المزيد، وحناجرهم لم تتعب او تتوانى عن الهتاف من عمق اعماقها لسيدة لا تفيها حقها كل التصفيقات والهتافات في الكون.

ومع أغنية ” طل وشرّف” من البومها الجديد حكاية وطن، كانت بداية الحفل الرائع، وقبل ان تتوالى اغنياتها الرائعة توجهت جوليا الى جمهورها بالقول: ” شرفتو… اليس الغناء اجمل من الكلام؟! اذاً ساغني و يمكنكم ان تغنوا معي اذا كنتم ترغبون بذلك…” وكيف لا يتمنون ذلك هم الذين يحفظون اغنياتها عن ظهر قلب!

غنت جوليا باقة منتقاة بدقة وحرفية من اروع اغنياتها القديمة والجديدة منها:”يا قصص، شي غريب، على شو بعدك بتحبو، مين بسحرك مش مغروم ، لا باحلامك، يوماً ما، يا مشالله ، الافضل نبعد، كان قلي… ” و مع كل اغنية كانت تظهر ورائها على الشاشة مشهدية اخراجية رائعة ومميزة تنطبق مع موضوع كل اغنية! وفي بعض الاغنيات شاركها راقصون على المسرح اضفوا جواً مميزاً.

ومع اغنيتها الجديدة “اشرف انسان” كانت تشير بيدها الى زوجها معالي وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب… وكان مميزاً جداً كيف انشدت جوليا صلاة ” يا رب” متضرعة الى الله وطالبة منه حماية لبنان واحلال المحبة والسلام!

واما الاغاني الوطنية فكان لها حصتها الكبرى فمع اغنية “اطلق نيراتك” وجهت جوليا تحية احترام واجلال للجيش اللبناني ولكل شهيد سقط على مذبح الوطن ليبقى لبنان ! مع عرض صور لابطال جيشنا اللبناني الحبيب، فوقف كل الحاضرين معلنين وفائهم الكبير للجيش … وتتالت الاغنيات الوطنية “الحق سلاحي، احبائي ، انزع وجه الكذب” فنزعت قناع العدو الكاذب وانحت امام شرف الاستشهاد! ولامست المشاعر والقيم والحس الوطني الكبير مما جعل كل شخص من الحاضرين يشعر وكانه محارب على الجبهة.

ولا يمكن ان تقدم جوليا حفلاً دون ان تضع لبنان فوق كل شيء ودون ان تضع الوطن نصب عينيها فكان عنوان البومها “حكاية وطن” وكانوا قد وزعوا على كل الحاضرين شموعاً كتب عليها حكاية وطن، لذلك وقبل ان تغني الاغنية الرائعة توجهت الى للجمهور بالقول” غنّوا معي حكاية وطن وضووا شمعة “. فأضيئت الشموع وانارت المسرح على نية ان يحيا الوطن فتوحد الجمهور وغنى بصوت واحد: “كل اللي منحبن صاروا حكاية وطن … دفعوا الثمن دمن وغالي كان الثمن”.

ولم يرضى الجمهور ان ينتهي ذاك الحفل الاسطوري الساحر، فغادرت جوليا المسرح وعادت مرتين نزولاً عند هتاف وصراخ وتصفيق الجمهور الذي طالبها بالمزيد رافضاً ان يترك مسرح البلاتيا الحلم ويخرج الى الواقع المختلف !!! وفي النهاية ختمت جوليا حفلها بمدلي اغاني وطنية قديمة رائعة ” نحنا الثورة والغضب، قوة محبة ، الله معك، انا بتنفس حرية، يا ثوار الارض ” لتختم مع “شرقت شمس الحق” مع صورة شمس ساطعة ورائها والعلم اللبناني على امل ان تسطع شمس لبنان من جديد!

وهكذا اضاءت جوليا سيدة الرقي والاصالة مسرح بلاتيا على مدى يومين متتاليين في حفلين اسطوريين سطرهما التاريخ و سطرتهما الضخامة والروعة ، حفلين تنطبق عليهما كل المعايير العالمية… وبدوري اضيء شمعة “حكاية وطن” مع من اختصرت طيلة مسيرتها الفنية الابداعية، حكاية الوطن وحكاية الثورة وحكاية الحب والبطولة، فكانت سيدة ابداع وكان بكل بساطة “حكاية وطن”.

شاهدوا الصور

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com