جوليا بطرس برسالة مصوّرة مؤثرة لمعتز عزايزة
بعد انقطاع سنوات عن الظهور العلني، خرجت الفنانة اللبنانية جوليا بطرس الى الضوء عبر شريط فيديو ضجّت به مواقع التواصل الاجتماعي، خصّت به المصوّر الصحافي الفلسطيني معتز عزايزة الذي قام بنشره عبر خاصية الستوري على إنستغرام، وفيه تتوجّه إليه في مبادرة إنسانية لافتة داعمة جهوده الكثيفة في إظهار المشهد المأساوي الفلسطيني، مناشدة إيّاه بضرورة التنبّه وأخذ الحيطة في تنقّلاته وجولاته أثناء نقله الصورة والخبر في الأحياء الفلسطينية المعرّضة للخطر الداهم في كافة الأوقات.
وتأتي رسالة جوليا مباشرة بعد استشهاد محمود أبو شاويش قبل يومَين في فلسطين، أحد أصدقاء معتز المقربّين الذي نعاه في كلمات مؤثرة، وقد هُيّئ لها المكان المناسب على أرض رملية أشبه بملعب رياضي تصدّرته صورة كبيرة للمصوّر معتز وقفت أمامها مسجّلة له رسالتها.
وفي مضمون الفيديو الذي خاطبت جوليا بواسطته المصوّر الصحافي الفلسطيني واصفةً إيّاه كولد من أبنائها، عبّرت الفنانة عن صدق مشاعرها تجاهه، فكاشفته بأنّها باتت تعرفه كفرد من عائلتها وأصدقائها، فهي تستيقظ يوميًّا لتعاين ما ينشره وتطلّع على ما يدور في غزة التي تعرّفت الى شوارعها وأحيائها من خلاله. شاهدوا الفيديو
وتابعت جوليا بأنّها لم تعد قادرة على ممارسة حياتها بشكل طبيعيّ وسط ما يتعرّض له أبناء غزة من إبادة جماعية، الى درجة ان روحها وقلبها قابعان هناك، فيما ضميرها يؤنّبها سواء تناولت طعامها أو شربت أو نامت تحت سقف آمن.
وتمنّت جوليا ان تنتهي الأيام السوداء قريبًا إذ ما من كائن بشري يستطيع تحمّل هذا الكمّ من الظلم، مناشدة معتز بعدم المخاطرة بحياته والتنبّه على نفسه على الرغم من معرفتها بأن ما من مكان آمن في غزة، آملة ان تنتهي الحرب فتتمكّن من تناول طبق ” المقلوبة” من يدَيّ والدته، واعدة بإهدائه الطائرة المسيّرة للتصوير “درون” ،ومرافقته في نزهة”.
وقد ثمّن المصوّر الفلسطيني مبادرة جوليا في وقوفها الى جانبه معنويًّا، عقلاً وروحًا، معربًا عن امتنانه لها من خلال تعليق أرفقه بالفيديو كتب فيه” رسالة لطيفة من أكثر الفنانات جمالاً في حياتنا. أحبك جوليا. نحبّك جميعًا.”
ويأتي تفاعل جوليا مع المصوّر الصحافي معتز عزايزة الذي لقّبه روّاد مواقع التواصل الاجتماعي بال ” سوبر هيرو”، بعد عودة الى مواقع التواصل الاجتماعي في تغريدة عبر تطبيق إكس، توجّهت فيها الى الشعب الفلسطيني معبّرة عن تضامنها معه ووقوفها الى جانبه، مشدّدة على ان قضيّته لن تموت طالما ان الانسان الحرّ هو من سيسرد حكايته بعد الآن، وليس من قتل منه المئات.
وفي نصّ الرسالة كتبت جوليا” لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها”، هذا العدو الذي اغتصب الأرض والعرض وبنى تاريخه الأسود على القتل والتهجير والإرهاب، عدو أعطي على مدى عقود مرت، الحق لسفك دمائنا، يرتكب الآن إبادة جماعية على أبناء شعبنا في فلسطين، فعن أي حق تتكلمون؟
وأضافت” ضمير العالم الحر لن يرحمهم وها هو اليوم يفضح تاريخهم الحافل بالاجرام. ارتكبوا مجزرة في المستشفى المعمداني في غزة وحاولوا التملص من هذه الجريمة، لكن لم يصدقهم أحد من أحرار العالم، ولمن يعلم، ونحن في لبنان نعلم جيدا، انه ليس غرييا عليهم انتهاك القانون الدولي مرارا وتكرارا من دون أن يحاسبهم أحد. ها هم يقتلون المئات من الفلسطينيين الأبرياء المدنيين من أطفال ونساء وآباء يومياً والعالم شاهد على ذلك، فأين سيختبئون؟ من الآن، لن يكونوا هم من يسرد الحكاية. نحن سنسردها وسيسردها معنا كل انسان حر”.
وختمت الفنانة اللبنانية متوجهة الى الشعب الفلسطيني، “الى شعبنا في فلسطين، نحن بجانبكم. تحتلون قلبي وعقلي ووجداني وحزني وألمي في كل دقيقة. فلسطين لن تموت، القضية لن تموت، الحرية لفلسطين”.
وقد حظيت رسالة جوليا التي أرفقتها بصورٍ من قلب الدمار والمأساة الانسانية داخل غزة المنكوبة، بالمئات من التعليقات المتعاطفة مع مشاعر الفنانة معبّرة عن اشتياقها لصوتها في هذه الأيام العصيبة، واصفية إيّاها بصوت الحقّ الذي لا يموت.