تغطية خاصة-زياد الرحباني يفك عقدة رجا ورودولف… ويعقّدها مع والدته وشقيته
يتعدد المتهمون والمتهمات كل أسبوع أما المحققان فثابتان يطلان كل مساء أحد عبر شاشة المؤسسة اللبنانية للارسال موجهان الاتهامات لضيفهما مباشرة بعد اعداد معمق وشامل كي لا يتركا للمتهم أي طريقة للتنصل والهروب من الاجابة على الأسئلة الموجهة من قبلهما. فحتى وإن لم يرد المتهم على السؤال أو الاتهام الموجه له مباشرة أو اجاب بطرق ملتوية، فطريقة طرح السؤال من ناحية الصياغة ومن ناحية الشكل لهي كافية بأن تعطي وتوحي للمشاهد بالجواب الملمّح إليه . فالامتناع عن الإجابة من قبل الضيف يكون بحد ذاته جوابا استدرجاه إليه المحاوران-المحققان رجا ناصر الدين ورودولف هلال عن سابق تصور وتصميم .
فكرة البرنامج كانت غريبة ومستفزة للمشاهدين والمتابعين وذلك لأنه في أيامنا هذه أصبح لكل فنان ولكل شخصية مشهورة جيش من المعجبين والمتابعين الذين يقدّسون فنانهم ويؤيدونه في الأحوال كافة شانين الحروب الالكترونية على كل من يستفزه أو يضايقه، فكان لافتاً خرق برنامج المتهم للنمط السائد في البرامج الحوارية التقليدية التي هدفها محاورة الضيف حسب مطالبه ووفق المواضيع التي يبغي إثارتها والتطرق إليها، فخضعت أهم الأسماء التي حلت ضيفة على البرنامج للمعاييير وللنمط المفرضان من ناصر الدين وهلال .
من أبرز وأقوى الحلقات التي عرضت حتى الان حلقة نهار الأحد في 30-3-2014 مع المتهم المبدع زياد الرحباني، اذ قُسّمت الى قسمين: الاول فني تم عرضه والثاني سياسي سيتم عرضها الاحد المقبل. مما لا خلاف عليه أن الرحباني أعطى قيمة كبيرة مضافة للبرنامج، كما أعطى “خبطة” فنية لمسيرة المقدمان الاعلامية، ولكن المفاجأة الايجابية كانت الاضافة التي أعطاها رجا ورودولف للحوارات الاعلامية الكثيرة التي أجراها زياد الرحباني مؤخرا، فاستطاعا احتواء ومجاراة زياد الناقد الساخر من دون أي تصنع أو ادعاء ثقافة زائدة لموازاة طروحاته، والأهم الحفاظ على رهبتهما التي اتخذاها نمطا لبرنامجهما فلم يظهرا “قزمان” أمام عملاق مارد ، أما ما لم يستطع المقدمان الحفاظ عليه هو جديتهما المطلقة و”عقدة الحاجبين” التي فكها زياد راسما الضحكة على وجهيهما، فتغلب عليهما بإراداتهما ولم يواجها سخريته اللاذعة بعبوس غير مبرر.
سرعة الأسئلة وشمولية المواضيع المطروحة هي ميزة البرنامج الذكية التي جذبت المشاهدين الباحثين عن حوارات غير تقليدية مملة، ولكن هذه الميزة وجب التخلي عنها وتعديلها مع زياد الرحباني نظرا لملفاته وتصريحاته المتشعبة الشائكة، ولوجود شريحة كبرى يهمها زياد الرحباني الفنان والانسان وتتوق لمعرفة كل تفاصيل وخلفيات آرائه ومواقفه، فكنا نتمنى الاستفاضة أكثر في الحوار وإعطاء هذه الاطلالة النادرة للرحباني عبر شاشة المؤسسة اللبنانية للارسال متسعاً أكبر للتعبير عن مكنوناته الفكرية والشخصية على أمل أن تسري الحلقة المقبلة في هذا الاتجاه .
زياد الرحباني القيمة الفنية اللبنانية الكبيرة الذي تميز عن خط أبيه الفني، لا تقل أعماله أهمية أبدا عن مدرسة الأخوين الرحباني ، فإن اختلف مسرحه نوعا وأسلوبا عن مسرح الاخوين وإن قدم صورة لفيروز تتميز عن صورة عاصي لها، إلا أن كل ما غنت فيروز لزياد كان في المستوى نفسه مما غنت سابقا ، فإن تنقلت بين نجمة وأخرى ظلت تحلق من فوق من البعيد على أنغام ألحان لن تتكرر وظلت من عاصي لزياد ملكة لم ينحني جبينها ، ملكة لوطن ولدولة فاضلة ينشدها الكثيرون من لبنانيين وسوريين وعرب وأجانب .
ولقلة اطلالاتها التي اتهمها بها زياد عن حق أمس في الحلقة لم يجد “الفيروزيين” التواقين للقائها ، الحالمين بملامسة صوتها مباشرة والغرف من نبع حنانها وسلامها ، لم يجد أولئك “المحرومون” خصوصاً الشباب منهم الذين لم يسنح لهم العمر والزمن بمشاهدتها على خشبة المسرح من خلال أي عمل من أعمالها المسرحية إلا الصفحة الرسمية لفيروز على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك للتواصل مع بعضهم البعض ومع ريما الرحباني شقيقة زياد التي حققت لهم جزءاً من تمنياتهم بأن جمعتهم مواطنين مجردين من جنسياتهم وطوائفهم ولغاتهم في وطن افتراضي على الفايسبوك . فكل صورة ، كل مقتطف من أي حفل غنائي أو عمل مسرحي ، كل تفصيل أو ذكرى أو “خبرية” عن الملكة تروي ظمأ العطشى فتمكنهم من الاهتداء إلى واحة أمل في صحراء القحط والجفاف والدم والدمار .فإن كان الرابط العائلي الأخوي لن يحول دون حل الخلافات ودون منع زياد من الطلب من مسؤولي موقع فايسبوك لحجب هذه الصحفة لأن ريما شقيقته تعرض عليها أعمال او تُنشر أغنيات من ألحانه دون استشارته حيث وجّه زياد رسالة إلى محامي السيّدة فيروز مطالباً اياه باحترام الحقوق والواجبات ضمن هذه الصفحة كاشفاً عن ان حقوق ريما تصل اليها من جمعيّة المؤلّفين عن أعمال الأخوين الرحباني وهذه الصفحة على Facebook ترتكب أخطاء بحقّ الأخوين الرحباني موجهاً أصبع الاتهام الى إدارة اعمال السيدة فيروز متهماً اياها بالفشل مؤكداً ان والدته ليست مرتاحة من طريقة إدارة أعمالها منذ أكثر من 7 أشهر، وربما منذ سنوات. وبالرغم من كل ذلك نطلب من زياد باسم الرابط الموسيقي الروحاني الذي يجمع “الفيروزيين” بفيروز وبزياد نفسه على حد سواء ، نطلب منه التعالي عن الموضوع أو ايجاد أي حل آخر منعا لانقطاع صلة الوصل الوحيدة بين “سفيرة النجوم إلينا” وبين سكان الواقع فيكفينا الخلافات مع ورثة منصور الرحباني والنتائج الأخلاقية ، الفنية ، الوطنية والمادية الكارثية التي نتجت عنها
اما ما كان نافراً فكانت صراحة زياد بالتحدث عن جفاء بينه وبين والدته وشقيقته ريما حين قال إنّ “التركيبة المنطقية قائمة على أنثى وذكر وليس على أنثى وأنثى، كما هو الحال بين فيروز وريما، التي تدير أعمال فيروز في هذه الفترة ويجب ان يكون هناك ذكر يأخذ بعض القرارات”. ولمّح إلى قطيعة شبه تامّة بينه وبين والدته وشقيقته منذ اكثر من سبعة أشهر على اثر تصريحه بانّ السيدة فيروز تؤيّد المقاومة وتحبّ السيّد حسن نصرالله.
أما اتهامنا المباشر لزياد المؤلف المسرحي ، الناقد السياسي الساخر ، الملحن والمفكر هو عدم مبادرته بانشاء وبناء مسرح خاص به ومدرسة تحمل اسمه لتعليم وتربية الأجيال على أعماله ،ومشاركة خبراته وانجازاته الفنية الكبيرة مع مبدعين جدد وشباب موهوبين لاعادة الموسيقى والفن اللبناني للمركز الذي يستحقه بعد أن أصبح الفن على أيدي من يدعونه سببا إضافيا للتوتر والتخلف المجتمعي.
اما الفقرة التي لم تكن تليق بالحلقة فهي مداخلة الفنانة مي حريري والتي أُخذت من حلقة لها في البرنامج نفسه صوّرت قبل حلقة زياد وستعرض لاحقاً حيث ادعت مي انها وزياد سيتزوجان حينها ردّ زياد بسخرية وتهكّم قائلاً: أنا معجب بمي كإنسانة وما قالته مي قريب إلى القلب بيتْفَكّر فيه ولعّل زياد مسؤول عن هذا “الفلتان” الحاصل في تصريحات الفنانات اللواتي يتعامل معهن مؤخراً ناسياً او متجاهلاً انه زياد عاصي الرحباني ابن السيدة فيروز متمنين ان يضع حداً لما يحصل مؤخراً ولإدعاءات بعضهن بأن زياد سيقدّم لهن الحاناً وان علاقة “مميزة” تربطهن به .
وفي فقرة “اتهامات الضيف”، قال إنّه يتّهم النجمة كارمن لبّس بأنّها خسرت الكثير لأنها تركته. وعن ابنه عاصي الرحباني، قال: “ما طلع ابني، هو وأنا ضحيّة الأم”. وطلب من شقيقته ريما “أن تعطي الخبز للخبّاز”. وقال إنّ السيّدة ماجدة الرومي “ما بترضى ملاحظة من أحد”، وعن الشحرورة صباح: “الله يطوّل بعمرها”. أما عن السيّدة فيروز، فقال: “أطالبها بعدم صرف وقت كبير بين إطلاق عمل وآخر، لأنّ الناس تنتظر أعمالها بفارغ الصبر”.