تغطية خاصة بالصور- بحضور اهل الفن والاعلام والسياسة، يوسف الخال يفتتح (الطائفة19) مع الاخوين صباغ
راكيل عتيق: خرق فريد وماهر الصباغ بمسرحيتهما الجديدة “الطائفة 19” النمط والأسلوب المسرحي السائد شكلا ومضمونا، ففي حين معظم الأعمال المسرحية الغنائية تتجه لتجسيد مواضيع من الماضي، تناول الأخوان الصباغ موضوعاً آنيا وحاولا ايجاد حلولاً للمشاكل التي يعانيها المجتمع الطائفي اللبناني فعرضا على خشبة المسرح صورة للمستقبل الافتراضي الذي بحسبهما سيصل إليه لبنان وبذلك تكون هذه المسرحية مصنفة في خانة المسرح الغنائي “المستقبلي” .
الطائفة 19 مسرحية غنائية من تأليف، تلحين واخراج فريد وماهر الصباغ، بطولة يوسف الخال وكارين رميا بالاضافة للممثلين: أسعد حداد ، زاهر قيس ، نزيه يوسف ، خالد السيد ، عبدو شاهين ، نبيل أبو مراد ، جيسي عبدو ومجموعة كبيرة من المشاركين والراقصين .
افتتحت العروض رسمياً في قصر المؤتمرات في ضبيه مساء الجمعة في 28-3-2014، بحضور شخصيات سياسية ، دينية ، فنية واعلامية ، نذكر منها : النائب سيمون أبي رميا ، الوزير السابق غابي ليون ، النائب غسان مخيبر ، الأب فادي تابت ، الممثلة ورد الخال ، الكاتبة مهى بيرقدار ، الممثل جوزيف بو نصار ، الممثلان فادي وكارين شربل ، الممثلة داليدا خليل ، الممثل سعد حمدان ، السيد جورج الصافي والفنان نادر الأتات وغيرهم. وبعد نهاية العرض تم تكريم الأخوان الصباغ من قبل بلديتهما الشوير.
وفي حديث خاص لموقع بصراحة :
اعتبر الأب فادي تابت بأن : “مشكلة لبنان هي الطوائف وأن زيادة طائفة جديدة لن تحل المشكلة بل ستزيدها، ولكنه يؤيد فكرة الأخوين الصباغ كطرح وطني فمبدأ “الوطن أولا” هو مبدأ مهم وأساسي، أما عن تفاصيل هذا الطرح من قانون للأحوال الشخصية والزواج المدني أشار تابت إلى أن الكنيسة مع فصل الدين عن الدولة ومع حرية المؤمن باختيار ما يناسبه إلا أن الزواج المدني مسيحياً وكنسياً ليس بزواج وبالتالي يجب أن يصحح بزواج كنسي”.
ومن ناحيته أشار النائب غسان مخيبر إلى أنه “كتب وسعى لكي يستطيع اللبنانيون شطب المذهب عن سجلاتهم كخطوة أولية تمهيدا للوصول إلى قانون مدني للأحوال الشخصية البعيد المنال حالياً، لافتا إلى أن التطور لا يتم بالقانون والنصوص فقط بل يجب أن يسبقه تطور بالذهنية، معرباً عن سعادته بحضور المسرحية التي وبحسب مخيبر ستساهم في تطوير هذه الذهنية”.
أما الممثلة ورد الخال فعبرت عن دعمها للممثل يوسف الخال ليس لأنه شقيقها بل لأنه ممثل غير محدود الامكانيات فكما هو مبدع من خلال الدراما عبر شاشات التلفزة فهو مبدع على خشبة المسرح وأثبت ذلك من خلال عدة مسرحيات سابقة، واعتبرت ورد بأن هذه المسرحية ترضيه لأبعد الحدود حيث سيبرهن بأنه فنان حقيقي من خلال احتكاكه المباشر مع الجمهور تمثيلا وغناء”، مؤكدة بأن أصحاب العمل “قطفوه ليوسف”.
وفعلا فريد وماهر الصباغ “قطفوه ليوسف الخال”، فهذا الشاب المتعدد المواهب ، صاحب الشخصية الآسرة ، هو قيمة تمثيلية وفنية كبيرة يجب أن تستثمر لصالح الفن اللبناني ولصالح لبنان ككل، فأثبت يوسف الخال بأن الجمال الخارجي والقدرات التمثيلية لا تتعارضان، بل ان اندمجتا وامتزجتا كما في حالته تشكلان حالة مميزة قادرة على تجسيد كافة الأدوار مسرحياً، تلفزيونياً وسينمائيا بحرفية عالية جداً. لغة العيون ، لغة التواصل القلبية النقية والصادقة التي نفتقدها اليوم تمثيلا وواقعاً، أجادها الخال على المسرح كما على التلفاز بعد نضج تجاربه وخبراته المتراكمة بالاضافة لموهبته التي جعلته يضاهي أشهر وأقوى الممثلين العالميين ، فيجب على “المغوار”، الذي أصبح “لبنان ” أضيق وأصغر من امكانياته أن يشد الرحال ويتوجه دولياً وليس عربيا حاملا راية وعلم وطنه المبتغى .
هذا الوطن الحلم الذي دأب المفكرون والمحللون، السياسيون والفنيون برسم ملامحه كل حسب تصوره، ومنهم فريد وماهر الصباغ اللذين اعتبرا من خلال مسرحيتهما بأن الحل بالطائفة 19 وذلك بعد أن حولا خشبة المسرح إلى سجن يضم ثمانية عشر سجيناً من كافة الطوائف اختيروا كي تجرى عليهم اختبارات لايجاد حل لمرضهم النفسي “الطائفية “، وأتى الحل على يد خبراء يابانييين من خلال دواء مضاد للطائفية، فهذا السجن الصغير ليس إلا ترجمة لواقع لبنان السجن الكبير للطوائف الثمانية عشر.
نص العمل المسرحي واقعي ومنطقي ، ينقل الواقع كما هو ويسمي الأمور بأسمائها مباشرة وبجرأة فكانت التفاصيل مترابطة ومتمكنة ، فموضوع الطوائف دقيق ومتشعب فهو ليس موضوعاً دينياً بل إنه يتعلق بطوائف متعددة الثقافات ، فتناولها العمل مباشرة ومنها “اللهجات” المعتمدة ، أفكار وطروحات السجناء وأسباب خلافاتهم ، التبعية ، السلاح ، الاتهامات والاتهامات المضادة.
فحسب الكاتبان الحل للحؤول دون تقسيم لبنان هو الطائفة 19، وهذه وجهة نظر محقة ومبادرة فريدة ومميزة يجب أن تسري على كافة الاعمال المسرحية وتنتقل أيضا إلى شاشات التلفزة فالفن والثقافة يوازيان السياسة أهمية بالتغيير والتأثير على المجتمع ونسبة وعيه. ولكن يبقى ما بين الطائفة 19 وبين التقسيم، طروحات عدة من اللامركزية الادارية إلى اللامركزية السياسية، فالطائفية واقع حتمي يجب الاعتراف به ومعالجته موضوعياً، فللأسف في الحياة الواقعية لا يوجد “حبة” تزيل الطائفية كما في المسرح .
شاهدوا الصور