من اطلق على المسلسل اسم كيندا؟ ولمَ هو متحذلق وجاهل؟
لم يمّر اسم المسلسل الجديد الذي يعرض على شاشة المؤسسة اللبنانية للارسال lbci “كيندا ” مرور الكرام على الدكتور جوزف الياس الذي كتب مقالاً رائعاً في جريدة النهار بعنوان “فضيحة كيندا” جاء فيه:
حين قرأت على شاشة المؤسسة اللبنانية للارسال الاسم الاجنبي kinda قلت في نفسي “لعلّه” اسم أجنبي شابه اسماً عربياً قديماً ومن طبيعة الاسماء ان تتشابه من باب المصادفة”. لكن حين قرأت الاسم نفسه مكتوباً بحرف عربي هكذا “كيندا” حرت في أمري وضربت أخماساً لأسداس لأنني لم أقرأ يوماً هذا الاسم ولم أسمع أحد ينطق به.
وبعدما انعمت النظر في ما قرأت بحرف أجنبي ثم بحرف عربي عرفت ان الاسم هو اسم عربي صرف وهو اسم قبيلة “كِندة” العربية التي ينتمي اليها الشاعر العربي امرؤ القيس بن حُجر الكنديّ. ولنا اليوم في عالمنا العربي صبايا حسان يعتززن بحمل هذا الاسم ويفاخرن به نظائرهن. لكن هذا الاسم الجميل وقع في يد الجهل فمُسّخ وشُوّه وحُوَل من “كِندة” الى “كيندا” وقرأنا على الاسم العربي السلام.
واسم “كندة” ليس الاسم العربي الوحيد الذي مسخه الجهل وشوّهه، فثمة اسماء كثيرة عبثت بها الالسنة المعوجّة فحرِّفت وشوّهت واختص بها لبنان حتى غدت وقفاً عليه دون غيره من البلدان العربية. فإليكم نماذج منها: أول هذه النماذج الاسم الجميل “جُمانة” الذي حرًف الى “جومانة” ومنه الى “جومانا” .
اما الاسماء “سميّة وجهينة وردينة” فحُرّفت الى “سوميّة وجوهينة ورودينة” ثم الى “سوميّا وجوهينا ورودينا” ومضى الجهل الى اسم الفاعل المؤنث المأخوذ من الثلاثي، فحرّف الاسماء “رانية وفادية ودالية وبادية وسامية وشادية” الى “رانيا وفاديا وداليا وباديا وساميا وشاديا”.
وبلغ التشوّه ذروته مع الاسم العربي الجميل “رُلى” الذي هو اسم قبيلة عربية تدعوها العمة “الرًوله” فاذا هو في لغة المتحذلقين وعلى الالسنة المعوجة “رولا”.
ازاء هذا كله بتنا نشك في ما سمعنا بالرواية وقرأنا في الكتب وهو ان لبنان حامي حمى العربية وعرين لغة الضاد. اما بدعة “كيندا” ففضيحة لغوية لا تتقدم عليها فضيحة أخرى وان كان للجهل من ذروة او قمة فهذه البدعة هي بالتأكيد قمة الجهل