طوني سمعان: يا ما في الحب … مظاليم
” مش كل حب بينتهي تبقى انتهت بعدو الحياة “… غنتها يوماً ذكرى مُعلنة – بتبطين مُتقن – البداية لحظة إنصرام الحالة : تناقضٌ أم فراغ ؟؟ … وتتوالى الحالات وليس كل حبٍ سعادة / رغم ما يحمل هذان الحرفان من شقائق نعمانية وحبور سرائر وغبطة مكنونات لتلقى أن أي حبٍ يحمل الشيء وضده ….
التأقلم واجبٌ يُفرض مع طبائع من نُحبهم وغرائز من نهواهم وأهواء من نودهم لتخلص الجردة العشقية الى أن سعداء العلن هم ذاتهم تعساء الخفاء …. والعزاء الوحيد عبارة ” يا ما في الحب مظاليم ” ظُلمت بحبه / أو ظُلم بحبها : يصعب التفسير وساعة الفرملة الكبرى نراها غرثانة ٌ ومُعلقة ٌعلى حائط القرارات المصيرية ولا نجرؤ على النطق بكمِّها وكتمانها يئن بنا وعنا.
نحبهم والقرار العسير بالتخلي سمٌ يقتلُ ظئرته إبان الرضاعة / عتبنا عليهم ظلمٌ لنا / إستيطانهم لكياننا سحقٌ لنا / كرّهم وفرّهم مدعاة استفسار لأرضيتنا . لقبُ ” حبيبهم ” ليس نعمة أو شرفاً : مُخملٌ بطانته مُسننة لتذكيرنا بصفعتنا أنّى توجهنا / ضعفُ أحد الشريكين تنكيلٌ بإتفاقية الحب المبرمة بالروحين , تحّملُ شريك ٍعلى استعلاء آخره في صغائر العلاقة وكبائرها تسوّغُ صبرٍ على واقعٍ يُفترض أن يكون رياضاً فتلقاه حُزون أريزونا بأشواك السافانا / الصراحةُ في الحب مطلوبة لكنها معدومة حتى لدى أصدق خليلٍ وأكثره انصهاراً بآخره , يُخفي ما يشاء ويُعلن بما مصلحته تشاء / تكدس الإخفاءات شرارةَ انفجاراتٍ ناسفةٍ لأي مشاريع رُسمت لها كبريات الأحلام …. أين حبيبك من هذا الطرح ؟ والوضع ؟ والشرح ؟ هو الكل وهو اللّاأحد : لعوبٌ مُخاتل ووديعٌ بنى صرحَ جديده على أنقاض قديم الهوى فكان له ما شاء ؟ ولم يعترف بغشه يوماً وبه يتلذذ / يأتم ولا يأسو / حبيبٌ يكسرُ ويجبُرْ ويستغبي متسائلاً : أهو أنا ؟؟ !!!
ضليعٌ بمراوغاتِ الإجابة متى استلزم الأمر حسماً لرأب صدعٍ عاطفي طال وسيُسمّم بـ ” غَرغريناه ” جسد العلاقة كلها ….. وللكذب فنانون وحبيب هكذا مايسترو لم تنجبه ولاّدة // نعمُه لا , ولاؤه نعم دُس فيها محلول ترتشفه طائعاً وممنوع عليك التحري عن ماهيته وغرابته .
نُخطىء متى إستسلمنا مرةً لحبٍ مُشابه من حبيب مماثل // نحبُ لنستمتع وليس لنُظلم // من وافق على ظلم البداية قدم لجلاده هدية طهيه وإهابه على نيران لطيفة دون أن يُسأل عن مطلبه الأوحد قبل الشنق : فيُنشد خبل خِلِه وعُتهه ويداه مكلومتان لكثرة ما شُدّ على إحكام الطوق وبعينين حائرتين صمتُهُما ناطقٍ ومدّوٍ : حاول تفتكرني … والعامة شهودٌ يهتفون : مبروك عليك أو هنيئاً لك …. ظلماً حسبته حباً .