رأي خاص- هكذا تلاعب النجوم بمرحلة المواجهة في ذا فويس
ربما تجد الكثير من الإثارة في النسخ العربية من البرامج التي تكون فكرتها أجنبية الأصل، بينما تجد الكثير من الاحترافية في النسخ الاجنبية الاصلية ، فغريبون هم النجوم الاجانب محترفون الى أبعد الحدود ، موضوعيون، مثقفون ، حكيمون مطّلعون والاهم انهم غير عاطفيين في المواقف التي تتطلّب منهم قرارات حاسمة، فيحكّمون فقط ضمائرهم لا ينحازون ولا يتعاطفون مع أحد .
و إن أردنا التحدث عن نوع الإثارة التي قد نجدها في النسخ العربية من هذه البرامج، سنكتشف أنها تحصل دائماً بسبب فكرة ضاعت عن أحد الحكام فانعكس مسار الأمور و انشغل فريق العمل و حتى المشاهدين بها تاركين الفكرة الرئيسية التي يقوم عليها البرنامج بنسخته الأصلية.
برنامج بحجم “the voice” كان يستحق من القيمين عليه وقتاً أطول حتى يتم شرح الفكرة لمدرّبيه النجوم الذين تركوا كل ما يتطلبه منهم البرنامج وتمسّكوا في الأمر الوحيد الذي لم يكن مطلوباً منهم أبداً وهو “العواطف” !
فقرارات النجوم خلال حلقات المواجهة كشفت عن أن خطة كل واحد منهم تسير في اتجاه معيّن بينما الفكرة الرئيسية التي يعتمد عليها البرنامج تسير في اتّجاه معاكس مختلف تماماً.. مما تسبّب في لغط كبير أعتقد أنه أحرج محطة MBC و أغضبها من بعض النجوم الذين كشفوا أوراقهم على الملأ دون أن يعوا أن الإعلام أصبح جريئاً وذكياً جداً ولا يقل ذكاءً عن المشاهدين أيضاً.
الفنان عاصي الحلاني و المعروف أنه الأكثر وداً بين المدربين، استطاع أن يتميّز أثناء مرحلة المواجهة و يفصل تماماً بين حاسة السمع لديه و التي تعتمد عليها الفكرة الأساسية للبرنامج و بين حاسة النظر المتصلة بالقلب والتي تتسبّب عادة في خلق عواطف تتحكّم بصاحب القرار وتأخذه إلى مكان مختلف تماماً وهو ما استطاع عاصي وحده تجنّبه بينما وقع الباقون جميعاً في فخّه.
الأمر ببساطة، أن في النسخة الأصلية من “the voice” هناك تجرّد تام من العواطف، فالقرار بإبقاء مشترك وصرف آخر يعتمد كلياً على انطباع الأذن وحكمها و لهذا السبب هناك الكرسي الدوّار الذي يلغي تأثير العينين أو الانجذاب والانطباع الأولي ..
كما ان في النسخة الأجنبية من البرنامج لا يمكنك أن ترى حكماً يبكي لخروج مشترك بينما هناك آخر فائز أفضل منه و لا يمكنك أن ترى حكماً يقفز متحمّساً لموهبة بينما هناك أخرى تستحق التقدير أكثر ولا يمكنك أن ترى تناقضاً كبيراً وواضحاً بين رأي الجمهور و قرار الحكم..
و لكن ما يحدث على حلبة “the voice” بنسخته العربية أن النجوم يبكون، يصرخون، يدمعون، ينحازون عاطفياً يصفقون ويقفزون .. بينما وفي الكثير من الأوقات لا يوافقهم الجمهور في القرار ، فترى المنتديات وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي مكتظة بالنقد و الهجوم و التلميحات بوجود مجاملات و اتفاقات مسبقة وهو ما أعتقد أنه خطأ كبير في حق الـ MBC التي وقعت فيه بسبب ثقتها بهؤلاء النجوم الذين كانوا يحكّمون عواطفهم تجاه المشتركين قبل أن يصعدوا على حلبة المواجهة وربما شيرين كانت الأكثر وقوعاً في ذلك.
و خلال عدد من المواجهات كان أداء المشترك الذي غادر أفضل من الذي بقي و برغم ذلك لم يبق لأن هناك انطباع مسبق عنه لدى الحكّام بأنه أفضل بالرغم من أن اللعبة تفترض أن القرار يجب أن يعتمد فقط على ما تمّ تقديمه فوق الحلبة بغض النظر تماماً عما تم تقديمه في السابق..
هؤلاء هم نجومنا العرب …عاطفيون في معظم الاحيان يبالغون بعاطفتهم غير المبرّرة وهم غير موضوعيين خاصة وان معظم هذه البرامج تفترض حضوراً قوياً للفنان وشخصية بارزة ومتّزنة ولو كانت مدمّرة لبعض المشتركين وهنا لبّ الموضوع لان قاموس المفردات المستعملة في الغرب وألف باء التحكيم لا يُعتمد للأسف في النسخ العربية لاننا لسنا جدّيين بل في معظم الاحيان لنجومنا حساباتهم الخاصة يحسبون عدد المعجبين صحّ ” فلا يقبلوا ان يخسروا واحداً منهم بسبب فظاظتهم مع المشتركين ولا يريدون ان يفوّتوا سنتاً واحداً من الارقام الخيالية التي يتقاضونها ، فتكون المحطة والقيمين على البرنامج هم الخاسر الاكبر لانهم سقطوا في رهان تنفيذ هذه البرنامج بمتعتها الاصلية “فعرّبوها” لتصبح صالحة للنجوم العرب وعلى مقاسهم للأسف.