رأي خاص بالصور والفيديو – ما القاسم المشترك بين سارة الهاني وجنيفر لوبيز؟
لا شك في ان النجمة اللبنانية سارة الهاني وجدت نفسها أخيراً في واحد من أجمل الفيديوكليبات التي صدرت حديثاً. فالعمل المصور لا يعني انتاجات خيالية وأماكن تصوير أجنبية او مصورين أجانب ومخرج “فرنجي” فقط ، فبرأيي ان الفكرة هي الاساس من ثم “شطارة” المخرجة ودقّتها في معالجة التفاصيل ووضع اللمسات الاخيرة .
لا شك في ان توفُّر هذه العناصر في اي عمل قد يساهم الى حدّ بعيد بنجاحه، فكيف ان تأمّن له انتاجاً “محترماً” فحينها فقط يكون العمل مكتملاً .
وبالعودة الى فيديوكليب “يا ضنى” للنجمة اللبنانية سارة الهاني فلا شك ان سارة “سمعت كلمة” كل النقاد الذين تحاملوا على الفيديوكليب السابق ” يا ليل” للمخرجة نفسها فرح علامة حيث اعتبر الجميع ان علامة اساءت الى سارة حين أظهرتها بسن متقدّمة، كون الفيديوكليب سلّط الضوء على حقبة سابقة ، زمن الطرب والعمالقة، فبدت سارة أكبر سناً وتقليدية تماشياً مع فكرة الكليب، ما أثار امتعاض الصحافة ومن بينها موقع “بصراحة” الذي أصرّ على ان تظهر سارة على طبيعتها وان تعيش سنّها في الاعمال المصورة وان تكون بسيطة وعلى سجيّتها، فهي فنانة شابة وجميلة وجمالها يكمن في بساطة شكلها بعيداً عن بهرجة الماكياج و المبالغة في وضعه كما المبالغة في الازياء التي أظهرت سارة اكبر سناً، فهي في الايام العادية لا ترتدي هذه الازياء، فلمَ اقتباس شخصية أخرى لا تشبهها حتى لو كانت تخدم القصة، لذا نصحنا سارة وادارة اعمالها بابتكار قصة تليق بسنها فتظهر عصرية واكثر شباباً لتتوجه أكثر الى معجبيها من الشباب وهذا ما حصل بالفعل في العمل المصور الجديد ونحن نقدّر كثيراً اخذ ادارة اعمال سارة والمخرجة فرح علامة رأينا وانتقاد الصحافة بعين الاعتبار، ونحن سعيدون بالنتيجة النهائية للعمل فسارة ما شاء الله تبدو جميلة جداً وfresh ببساطتها وعفويتها وخجلها وخفة دمّها وقد انعكس ذلك على العمل الذي يشبهها الى حدّ بعيد، فصدّقناها أكثر وتلقّفها الشباب برضا تام. فمحبّتهم لسارة “محسومة” ولكن أمور كثيرة وقفت في وقت من الاوقات بينها وبينهم وحالت دون توسيع رقعة جماهيريتها ربما من زمن “هيك بتعمل فيّ أنا” وحالت دون استيعاب الشباب لاعمالها المصورة اللاحقة و”هضمها”، مع تشريع باب التساؤلات دوماً حول حكمة ادارة أعمالها في اختيار الاغنيات وافكار الاعمال المصورة.
واليوم تعود سارة بفيديوكليب شبابي بامتياز أظهر سارة الشابة والمفعمة بالحياة ، والعمل المصور حاكى دون أدنى شك جيلاً كاملاً من الشباب المولعين بالاعمال المصورة الغربية التي تحاكي حياتهم اليومية فتشبههم الى حدّ بعيد دون زيف او تكلّف، لذا لم يخيّب فيديوكليب “يا ضنى” ببساطته آمالهم، فكان عفوياً وشبابياً وعصرياً وحتى ان كنا نعتبر ان شركة السيارات Fiat احدى رعاة هذا الفيديوكليب قد طلبت ربما بتقليد بعض جوانب فيدوكليب النجمة العالمية جنيفر لوبيز “Papi” كونها الراعي ايضاً لهذا العمل العالمي خاصة في مشهدي سير سارة في الشارع وهي ترتدي “الشورت” مع نفس تسريحة الشعر، وفي مشهد الرقص الجماعي حول السيارة ، فربما تعذّر على المخرجة علامة تقليده بشكل كامل كون انتاج العمل الآخر خيالياً او ربما لم يطلب منها اصلاً تقليده الا الاستيحاء منه، وهذا ما بدا واضحاً وناجحاً فأبقت علامة على خصوصية “كاراكتير” او شخصية سارة الجديّة بعض الشيء التي ربما لم تتجرّأ على تقليد جنيفر لوبيز والرقص مع المجموعة مع اننا كنا نفضّل ونشجّع على ان تخلع سارة عنها نهائياً الثياب التقليدية وترتدي الاخرى المتحرّرة (فنياً) ، فتخرج عن المألوف وتخلق لنفسها هوية جديدة قوامها الفن الراقي الاصيل ذات صورة عصرية مبدعة، فتطرب جيل ذوّاقة الفن من ناحية وتلقى من ناحة اخرى اعجاب جيل كامل من الشباب الباحث عن نجوم في الشرق يشبهون الى حدّ بعيد نجومهم الـidols او مَثلِهم الاعلى، ولمَ لا يكون نجومنا العرب بديلاً لهؤلاء ان عرفوا كيف يجذبون بذكاء هؤلاء الشباب من خلال اغنياتهم والفيديوكليبات.
عمل مصوّر جميل لسارة الهاني . وأجمل ما فيه سارة التي تألقت في هذا العمل وكانت كما كنا دائماً نتمنى…ونتمنى ان تتخلّص نهائياً من عقدة الطرب التي تلاحقها منذ اعوام ، فالأصالة تكمن في الصوت لا في الصورة وانطلاقاً من هنا يجب ان تعي سارة ان النجومية ستكون في قبضتها ان عرفت كيف تجمع الاصالة بالعصرنة في خطوة لا شك في انها ستكرّسها نجمة عربية كبيرة بدرجة ابداع .
نترككم مع فيديوكليب “ papi” لجنيفر لوبيز وكنا نتمنى ان نعرض عليكم فيديوكليب سارة الذي للاسف وبسحر ساحر تم حذفه من موقع اليوتيوب ولكن بما انكم تشاهدونه بشكل حصري على قناة “ام تي في” فلا بدّ من ان تقارنوا العملين وتجدون النقاط المشتركة والمتشابهة فيما بينها على ان يحصد فيديوكيلب “يا ضنى” عدد المشاهدين نفسه ، لم لا؟
