رأي خاص- وعدنا طوني خليفة ان يصفّق لنيشان ويدعمه فكان اوّل المنتقدين، فهل يحلّي العسل مرارة الكلام؟

يُطالب الاعلاميون دائماً بانصافهم وانصاف برامجهم من قبل الجمهور ولما لا من قبل زملائهم أيضاً ، ويشعرون أحياناً بالغبن لأن النقّاد يتحاملون في بعض الاحيان على برامجهم ، على شكلها ومضمونها وطريقة تقديمها ومستوى اعدادها ويذهبون ابعد من ذلك ليتّهموا النقاد بالانحياز والتواطؤ والمؤامرة والى آخره من التهم التي حفظناها عن ظهر قلب .

وعندما يطلّون في الاعلام وفي العلن يتحدّثون عن الظلم الذي يطالهم ويعتبرون النقد افتراءً، وتجاهل برامجهم عملية مفبركة لأهداف مشبوهة ولمصلحة سواهم من الاعلاميين ، هذا بالاضافة الى التشكيك بمصداقية وشفافية المصدر واتهامه بالعمالة لمصلحة محطة أخرى او جهة متضررة ما والى آخره من السيناريوهات التي يخرج بها اعلاميونا الذين يطالبون بدعمهم والوقوف الى جانبهم والاهم بانصافهم في حين هم لا يوّفرون فرصة للانقضاض على زملاء لهم و منافسيهم الشرسين واضعين الإنصاف والموضوعية جانباً ومتناسين ما يطالبون به من أجلهم …

فقد لفتني مقال على الموقع الزميل “اخبار للنشر” لصاحبه الاعلامي المتميّز طوني خليفة الذي خلق لنفسه حالة اعلامية خاصة جداً في مصر والذي في مقابلة سابقة مع موقع “بصراحة” قال انه يتمنى التوفيق لنيشان في رحلته الاعلامية المصرية مؤكداً على دعمه له كما الاحتفاء بنجاح كل الاعلاميين اللبنانيين في مصر لأن هذا النجاح مشترك يتقاسمه اللبنانيون الذي من الفترض انهم يتمنون الخير لبعضهم البعض، الا ان المقال الذي نُشر على موقع الزميل خليفة لم يكن مطمئناً ولو ان كاتبه لم يكن طوني نفسه الا انه بموافقته طبعاً كونه صاحب الموقع ورئيس التحرير ، وهذا المقال الذي حمل عنوان “هل نصدق نيشان أو لا نصدّقه؟؟” أقام الموتى من القبور بل نبشها و”كتّر” وهذا مستغرب بالفعل ولا يتماشى مع ما صرّح به طوني في السابق .

ولو ان حق الانتقاد مشروع ، الا انه مستهجن في هذه الحالة، خاصة وان ديرهاروتيونيان وخليفة يتنافسان اليوم في مصر وأي انتقاد يوّجَه لأحدهما من قبل الآخر في هذا التوقيت بالذات أي فور بدء البرنامج يمكن اعتباره محاولة لضرب النجاح الذي بدأت تتظهّر معالمه منذ اليوم الاول من عرض البرنامج ان كنا نؤمن بمقولة “المكتوب بينقرا من عنوانو” ولو ان برنامج “انا والعسل” مشاهَد أكثر في لبنان بحكم انه يعرض على محطة “ام تي في” اللبنانية بالتزامن مع عرضه على قناة الحياة المصرية الا ان برنامج “طوني خليفة “زمن الاخوان” يحصد نجاحاً قلّ نظيره في مصر مع اختلاف مضمون البرنامجين ، مع ان موقع بصراحة كان قد علم ان البرنامج قد يعرض ايضا على قناة “الجديد” الارضية الا ان الظاهر انه لم يتّم الاتفاق على ذلك ، ولكن المقال المنشور في موقع “اخبار للنشر” شكّك بمصداقية نيشان متّهماً اياه بفبركة الامور التي تظهر عفوية في الحلقة بينما يكون مُخططاً لها سلفاً وبالاتفاق مع الضيوف النجوم مسترجعاً حلقة البوب ستار رامي عياش في “مايسترو” وقضية اصابته بمرض السرطان التي ردّ عليها رامي اكثر من مرّة حيث اكّد انه خضع بالفعل لعملية استئصال ورم من ظهره تبين لاحقاً انه حميد وليس خبيثاً وبالتالي ما قيل في الحلقة كان مبالغاً فيه لكنه كان حقيقياً ، وصولاً الى “سدّ نيعك” لسلطان الطرب جورج وسوف مروراً بمشهد اغماء صفية العمري مباشرةً على الهواء وغضب الموسيقار ملحم بركات على الهواء ايضاً بعدما استاء من نيشان وانسحب من الحلقة وصولاً الى حلقة شيرين عبد الوهاب، حيث اعتبر كاتب المقال ان المشهد يتكرّر مع شيرين التي استاءت، بكت وغادرت ووعدت نيشان بانها ستطل في حلقة ثانية…

والظاهر ان انتقاد نيشان ليس بريئاً جداً لان كاتبة المقال الزميلة ريتا الخوري لم تكتفِ بتذكير الجمهور بأمور أكل الدهر عليها وشرب ولكنها انتقدت اسلوب نيشان بادارة الحوار وطريقته في التفاعل مع احداث الحلقات حين خلُصت الى نتيجة مفادها انه وبفعل تكرار الاسلوب نفسه من برنامج الى آخر، أصبح ما يظنه نيشان “خارجاً عن المألوف”، مألوفاً جداً لكل من يتابع عن كثب برامجه منتقدين “الـخضّة الاعلامية” التي يحاول نيشان من خلالها الخروج عن المألوف ، ولو ان المقال انتهى بمديح لنيشان باعتباره واحداً من اهمّ اعلاميي الوطن العربي، الا ان توقيت المقال والدهاء في كتابته “ضربة عالحافر وضربة عالمسمار” لا يخدم صاحب الموقع الذي كان مصّراً على دعم كل زملائه اللبنانيين في مصر وخاصة نيشان، فلمَ هذه التساؤلات المبطّّنة وهو الادرى بأسلوب نيشان في التقديم والادرى بالحبكة التي يرسمها لبرامجه، فهل هذا جديد على خليفة وقرّاء موقعه ام انها محاولة  لتنغيص النجاح على نيشان في مصر من بداية الطريق؟

واخيراً لا يسعنا الا ان نتمنى ان يقوم طوني فعلاً بتنفيذ ما وعد به وان يكون التنفيذ على مستوى هذه الوعود وان نتعلّم كيف ندعم بعضنا بعضاً بالفعل وليس بالكلام فقط فنكون كالنحل نعمل بكّد لا نهدأ ولا نستكين ولا نتلّهى بنجاح الآخرين، فتكون النتيجة موسماً مثمراً من العسل …

ونحن نؤكد هنا ان لسنا بوارد الدفاع عن نيشان لأننا على مسافة واحدة من كل الزملاء إلا اننا نذكر طوني خليفة بما ادلى به لموقع بصراحة وكلنا ثقة اننا لا نضمر اي نية سيئة وراء هذا المقال بل نشعر بمسؤولية تجاه الزملاء الاعلاميين على امل ان يلقى مقالنا الاذان الصاغية لتمهيد الطريق الى صداقة حقيقية ودعم حقيقي فيما بينهم.

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com