في (سيرة وانفتحت) تحية الى العمل الاهلي
بدأ زافين العد العكسي في برنامجه “سيرة وانفتحت”، وقدم الاحد الماضي حلقة مؤثرة هي الحلقة الاولى من سلسلة اربع حلقات أخيرة يودع فيها مسيرة ثلاثة عشرة عاماً من عمر البرنامج. وقد اختار زافين أن تكون هذه الحلقة تحيةً للعمل الأهلي والمدني في لبنان، وستهلها بتقرير حول دعم برنامج “سيرة وانفتحت” للجمعيات الاهلية الصغيرة التي تأسست خلال العقد الماضي، والتي لم تكن تجد منبرا اعلاميا لدعم رسالتها، ففتح لها البرنامج ابوابه وساعدها لتنمو وتتطور وتستمر.
هذه الشراكة مع المجتمع المدني توجها زافين بهذه الحلقة – التحية الي المجتمع المدني، عبر جمعية قرى الأطفال الـ (SOS)”، التي كانت تحتفل الاحد بعيدها الثماني والاربعين.
وقال زافين “إنه كان يعز عليه ان ينهي برنامج “سيرة وانفتحت” من دون ان يكون في سجله حلقة كاملة عن جمعية قرى الأطفال، واضعا هذه الحلقة في اطار وصيته الاخيرة الى مشاهديه للاستمرار بدعم هذه الجمعية الرائدة، والتي تعني برعايات الايتام والاطفال المعوزين في لبنان.
وهكذا ضج استديو سيرة وانفتحت باكثر من مئة الخمسين شخصاً من أسرة الجمعية، كبارا وصغار، وأمهات وآباء، اختصاصيين وداعمين، وعلى رأسهم: رئيسة مجلس إدارة قرى الأطفال (أس أو أس) في لبنان، السيدة عفيفة الديراني أرسانيوس، المديرة الوطنية السيدة فيفيان زيدان، ونقيبة محترفي الفنون التخطيطية والرسوم التعبيرة في لبنان ، والمستشارة في شؤون المسؤولية الاجتماعية للشركة التجارية، السيدة ريتا صعب مكرزل، والمعالجة النفسية سونيا شمعون زينون ورئيسة قسم رصد الأموال والاعلام ونائب المدير السيدة لينا سركيس.
تحدثت الديراني في بداية الحلقة عن تأسس جمعية قرى الأطفال(أس أو أس) اللبنانية، وقالت انها مؤسسة اجتماعية خاصة مستقلة سياسيا ودينيا تقوم برعاية الأطفال اليتامى والمشردين الذين إبتلوا بفقد الوالدين. وأن أول قرية في لبنان أفتتحت في منطقة بحرصاف. وقيّمت مسيرة هذه الجمعية، والمفاهيم الجديدة التي جاءت بها إلى لبنان، والافكار والنشاطات التي تميزها عن غيرها من الجمعيات الاهلية. كما تحدثت عن فلسفة الجمعية الاساسية ، وأهمية رعاية الطفل ضمن أسرة وفي ظل وجود أم وأب وأخوة .
ولفتت الديراني إلى أن الجمعية تنتمي إلى اتحاد جمعية قرى الأطفال(أس أو أس) الدولي، ومركزه في النمسا. وهي عالمياً تأسست الجمعية عام1949 بعد الحرب العالمية الثانية ومؤسسها هرمان ميغنايمر الذي كان طفلاً يتيماً رعته شقيقته الكبرى، وبعد الحرب وجد أن عدد الأطفال الذين فقدوا ذويهم كبير جداً وهم بحاجة إلى الحب والأمان والبيت الذي يؤويهم. ورأى أنه إذا وُجد الشخص الذي يرعاهم مثلما رعته شقيقته ستكون حياتهم أفضل. وهكذا بنى أول بيت فيه أم بديلة تهتم بالأطفال.
وعن عمل الجمعية في لبنان قالت: تعمل الجمعية على رعاية الأطفال الأيتام والمهملين دون أي تمييز من أي نوع كان وعلى كافة الأراضي اللبنانية وتأخذ الآن على عاتقها 1000 طفل يتيم ومشرد في لبنان. وتهتم بالأطفال الفاقدون الرعاية الأبوية، إما نتيجة اليتم (فقدان الأم)، وإما نتيجة تعرضهم لانتهاكات ضمن العائلة أي العنف بجميع أشكالهم، وغالباً تنضم هذه الحالات إلى القرية بأمر محكمة. وللأسف هذه الحالات تزداد نسبتها. وهناك حالات الأطفال مكتومي الهوية.
أما السيدة زيدان فتحدثت عن عدد قرى الاطفال في لبنان وقالت انه يوجد أربع قرى (أس أو أس) في لبنان موزعة في المتن والجنوب و الشمال والبقاع. وأنهم يستقبلون الأطفال من سن الولادة الى عمر الخمسة عشر سنة. كما تحدثت عن بيوت للشباب والشابات التي ينتقلون اليها بعد القرى، والمراكز الإجتماعية الخاصة بدعم الأطفال في محيطهم. وقالت انه يوجد مركز لتمويل مشاريع إقتصادية صغيرة ومركز إجتماعي يقدم التأهيل الإقتصادي بمساعدة المساعدات الإجتماعيات مع السيدات الأرامل وربات العائلات.
والقى زافين مع زينون الضوء على حالة أطفال القرية النفسية، وكيف يتم رعايتهم واستيعاب مشاكلهم. ومع مكرزل أثار موضوع المسؤولية الاجتماعية للشركات التجارية الخاصة، والفرص الممنوحة لاولاد القرية ، وفكرة التساوي بالفرص للجميع. كما تحدث معها عن المواهب المكتشفة في قرى (أس أو أس).
وفي محور خاص حول المسؤولية الاجتماعية للشركات الكبرى لفت رئيس مجلس إدارة شركة (الفا) للاتصالات السيد مروان حايك إلى أهمية دور المؤسسات التجارية في دعم الجمعيات. وتحدث عن دعم شركة (الفا) لجمعية قرى الاطفال. وقال:”المسؤولية الاجتماعية أبعد من تبرع مادي، هي برنامج متواصل ومتكامل، ويأخذ على عاتقه دعم الأطفال على جميع المستويات” وأضاف :”في العام 2006 أطلقنا حملة (الفا) من أجل الحياة، وهو برنامج سنوي نقوم به لدعم جمعية قرى الطفال، وللاعتناء بالحالات الخاصة فيها”.
وخلال الحلقة تحدث زافين مع سركيس عن مصادر تمويل قرى الأطفال، والشركات الداعمة لها، ومشروع العشرين الف ليرة الذي أطلقته الجمعية منذ سنوات. ولفتت سركيس إلى أهمية تجاوب الشركات والافراد في دعم الجمعية، وقالت أن ما تساهم به الدولة لدعم الجمعية قليل جداً وهم يعتمدون على تمويل الشركات والاشخاص والكفلاء .
وفي نهاية الحلقة تحدث زافين مع الحضور من أمهات وآباء وأولاد عن أجواء القرى والواقع الذي يعيشونه فيها، وسأل عن أبرز المشاكل التي يواجهونها. كما ألقى الضوء على المواهب المتنوعة في قرى الأطفال، وتحدث مع بعض من حضر منهم .